الجزائر تعلّق معاهدة الصداقة مع إسبانيا وتحظر جميع وارداتها

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون - 21 يناير 2020 - AFP
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون - 21 يناير 2020 - AFP
دبي -الشرق

قررت الجزائر، الأربعاء، "التعليق الفوري" لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، وفق ما نقله التلفزيون الجزائري عن تصريح للرئاسة الجزائرية، كما أعلنت في وقت لاحق، حظر جميع الواردات من إسبانيا بدءاً من الخميس، بحسب وكالة "رويترز".

ولفتت الرئاسة إلى أن "السلطات الإسبانية باشرت حملة لتبرير الموقف الذي تبنته إزاء الصحراء" والذي "يتنافى مع التزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية كقوة مديرة للإقليم، والتي لا تزال تقع على عاتق مملكة إسبانيا إلى غاية إعلان الأمم المتحدة عن استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء"، وفق تعبير البيان. 

وأضاف بيان الرئاسة الجزائرية أن "نفس هذه السلطات التي تتحمل مسؤولية التحول غير المبرر لموقفها منذ تصريحات 18 مارس 2022، والتي قدمت الحكومة الإسبانية الحالية من خلالها دعمها الكامل للصيغة غير القانونية وغير المشروعة للحكم الذاتي الداخلي...، تعمل على تكريس سياسة الأمر الواقع الاستعماري باستعمال مبررات زائفة".

وبيّن أن موقف الحكومة الإسبانية "يعتبر منافياً للشرعية الدولية التي تفرضها عليها صفتها كقوة مديرة، ولجهود الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي الجديد للأمين العام، وتساهم بشكل مباشر في تدهور الوضع في الصحراء" والمنطقة.

وفي وقت لاحق الأربعاء، نقلت وكالة "رويترز" عن جمعية البنوك الجزائرية، أن البلاد قررت حظر جميع الواردات من إسبانيا بدءاً من الخميس.

"أسف إسباني"

من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية إسبانية لوكالة "فرانس برس" إن "الحكومة الإسبانية تأسف لإعلان الرئاسة" الجزائرية، مضيفة أن إسبانيا "تعتبر الجزائر دولة مجاورة وصديقة وتكرر استعدادها الكامل للاستمرار في الحفاظ على علاقات التعاون الخاصة بين البلدين وتنميتها".

وتنص المعاهدة الإسبانية الجزائرية على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين على جميع المستويات وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتعليمية والدفاعية.

ويأتي هذا التعليق بعد تصاعد حدة التوتر بين الجزائر وإسبانيا، في نهاية أبريل، في أعقاب رد وزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس على تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن قضية الصحراء، بقوله إنه لا يريد تأجيج "جدال عقيم"، وهو ما أثار غضب وزارة الخارجية الجزائرية، التي وصفت ما قاله ألباريس بـ"المؤسف وغير المقبول"، محذرة من "العواقب".

وكان تبون قد قال في مقابلة مع وسائل إعلام جزائرية إن موقف إسبانيا بخصوص ملف الصحراء "غير مقبول أخلاقياً وتاريخياً"، وبيّن أن "المطلوب من إسبانيا مراجعة نفسها وتطبيق القانون الدولي في قضية الصحراء".

وفي مارس، أعلنت مدريد تبني تصور المغرب لحل قضية الصحراء من خلال مبادرة الحكم الذاتي، وهو ما اعتبرته الجزائر "انقلاباً مفاجئاً" في الموقف الإسباني، واستدعت سفيرها في العاصمة الإسبانية مدريد للتشاور.

وقال الديوان الملكي المغربي، في 18 مارس إن رئيس الحكومة الإسبانية أكد في رسالة للملك محمد السادس، أن مدريد تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للرباط، وأنها تعتبر "مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف".

وأثار تصاعد الأزمة الخاصة بقضية الصحراء تساؤلات في إسبانيا، بشأن إمكانية تأثير موقف مدريد على صادرات الغاز الجزائرية، خصوصاً مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وآثارها على أسعار الغاز، المرتفعة أصلاً.

لكن الرئيس الجزائري شدد على أن بلاده "لن تتخلى عن التزامها بتموين إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف".

وتشكل الجزائر أحد المصادر الرئيسية التي تعتمد عليها إسبانيا في الغاز، وتقدر التزاماتها التعاقدية مع الطرف الإسباني بمقدار 10.5 مليار متر مكعب، تورد عن طريق خط الأنابيب "ميدغاز"، الذي يربط بين البلدين بشكل مباشر.

ومثل الغاز الجزائري 43% من الغاز الذي استوردته إسبانيا في عام 2021، جاء معظمه عبر خط "ميدغاز" الواصل بين البلدين بشكل مباشر، في حين كانت الولايات المتحدة ونيجيريا من المصدرين الرئيسيين الآخرين إلى إسبانيا، بحصة 14%، و11% على التوالي، بحسب "بلومبرغ".

تصنيفات