"إف بي آي" يحذر: أنصار ترمب يخططون لعنف "قد يكون قاتلاً" في 17 يناير

time reading iconدقائق القراءة - 14
أعضاء من حركة بوغالو ينظمون مسيرة خارج مبنى الكابيتول في لانسينغ بميشيغان - 17 أكتوبر 2020 - REUTERS
أعضاء من حركة بوغالو ينظمون مسيرة خارج مبنى الكابيتول في لانسينغ بميشيغان - 17 أكتوبر 2020 - REUTERS
دبي -الشرق

كشفت وثيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، عن احتمالية وقوع أعمال عنف من قبل متطرفين يمينيين في سلسلة من الاحتجاجات المخطط لها في وقت لاحق من الشهر الجاري، في عدد من الولايات الأميركية، في 17 يناير الجاري.

وتتحدث الوثيقة، التي صدرت عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، بعد نحو أسبوع من أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، عن مخاوف بشأن المسيرات التي تخطط لها حركة "بوغالو" اليمينية المتطرفة، لتنظيمها في جميع أنحاء البلاد في 17 يناير، وفقاً لما نقله موقع "ياهو نيوز". 

تخطيط مسبق

ويحذر التقرير الصادر في 29 ديسمبر الماضي، من أن "بعض أتباع ترمب أشاروا إلى استعدادهم لارتكاب أعمال عنف لدعم أيديولوجيتهم، ووضعوا خططاً للطوارئ في حالة وقوع أعمال عنف في الأحداث، وحددوا التدابير الأمنية التي من الممكن أن تتخذها قوات إنفاذ القانون والتدابير المضادة المحتملة لها". 

وتصف الوثيقة على وجه التحديد، أدلة على التهديدات الموثوق بها المتعلقة بالأحداث المخطط لها في 17 يناير في مباني الكابيتول في ولايتي ميشيغان ومينيسوتا.

هذه المسيرات، هي جزء مما يأمل أعضاء حركة "بوغالو" اليمينية المتطرفة العنيفة، أن تكون "مسيرة مسلحة" على مستوى البلاد في الكابيتول وجميع المباني المرتبطة به في الولايات الأحد المقبل.

وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح تماماً عدد الأشخاص المتوقع أن يشاركوا في الاحتجاجات، إلا أنه يبدو أن أحداث 17 يناير هي الجهد التنظيمي الرئيسي التالي من قبل الجماعات المتطرفة بعد أحداث الشغب في 6 يناير في مبنى الكابيتول بواشنطن، والتي خلفت 6 ضحايا، من بينهم ضابطا شرطة. 

إخفاقات أمنية

تحذيرات مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن أعمال عنف محتملة في احتجاجات 17 يناير، تحمل وزناً جديداً في ضوء الإخفاقات الظاهرة من قبل سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية في الاستعداد بشكل مناسب للعنف الذي شهدته العاصمة واشنطن، الأسبوع الماضي، بحسب تقارير صحفية.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، لم يصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي ووحدة استخبارات داخل وزارة الأمن الداخلي، تقييماً لهذه التهديدات بما فيها أحداث 6 يناير، على الرغم من وفرة الأدلة على وسائل التواصل الاجتماعي في الأسابيع التي سبقت الأحداث. 

عمليات استطلاع

ووفقاً لتقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد خطط بعض أتباع حركة "بوغالو" في مينيسوتا، لاحتجاجات أخرى في وقت سابق في ديسمبر الماضي، في مبنى الكابيتول في سانت بول، بهدف "استطلاع المكان وتحديد نقاط الهروب والدفاع عن النفس في حالة وقوع أعمال عنف" خلال مسيرة 17 يناير. 

وبحسب الوثيقة، "أشار أحد أتباع الحركة إلى أن المبنى الذي يضم القناصين بحاجة إلى تفجير من أجل حماية المحتجين في حالة وقوع معركة بالأسلحة النارية أثناء الحدث"، وخطط آخر "لوضع شريط لاصق ملون على الجزء الخلفي من الدرع الواقي للبدن ليبدو كقوات إنفاذ القانون ويسبب البلبلة".

وعلى الرغم من أن التقرير أشار إلى أن مؤيدي حركة "بوغالو" ومقرهم مينيسوتا، لم يذكروا أي مؤامرات محددة لشن هجوم في 17 يناير، إلا أنه قال إنهم يخططون لاستخدام العنف إذا حدث قتال في المسيرة، و"أعرب أحد المتابعين على الأقل عن استعداده للقيام بذلك. قائلاً إنه مستعد لأن يموت من أجل الحركة".

وفي ميشيغان، اقترح متابع آخر لحركة بوغالو "فكرة استخدام جهاز يعمل بالبنزين مع سلك تعثر في لانسينغ بولاية ميشيغان، كوسيلة إلهاء، بينما يقتحم آخرون مبنى الكابيتول"، ووفقاً لتحذير مكتب التحقيقات الفيدرالي، فهذا الشخص "اعتبر نفسه في حالة حرب مع الحكومة، لا سيما مع السياسيين والعملاء الفيدراليين، وأراد الإدلاء ببيان بشأن تلك الإجراءات".

ولم يستجب ضباط الشؤون العامة لمكتب التحقيقات الفيدرالي في مينيابوليس، والمقر الوطني لمكتب التحقيقات الفيدرالي لطلبات متعددة للتعليق، كما لم يستجب المتحدثون باسم شرطة العاصمة وشرطة الكابيتول أيضاً.

وفي رسالة بريد إلكتروني إلى "ياهو نيوز"، الاثنين، كتب متحدث باسم شرطة ولاية ميشيغان قائلاً: "بشكل عام، لا نناقش الإجراءات الأمنية، لكن يمكنني أن أؤكد أننا سنزيد من وجودنا المرئي في مبنى الكابيتول للأسبوعين المقبلين، ابتداء من هذا الصباح".

من نكتة إلى حرب

وعلى مدى العامين الماضيين، تطور مصطلح "بوغالو" من نكتة هامشية على الإنترنت تشير لحرب أهلية ثانية، إلى صرخة حشد المتطرفين التي ارتبطت بعدد متزايد من حوادث العنف والمؤامرات. 

وعلى الرغم من أن المصطلح قد تم تخصيصه أيضاً من قبل بعض الفصائل المساندة لحركة تفوق البيض، إلا أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشبكة متباينة من المتطرفين المناهضين للحكومة والجماعات شبه العسكرية التي توحدها معارضة شديدة للسيطرة على السلاح والرغبة في الإطاحة العنيفة بما يرون أنها "حكومة استبدادية"، بحسب تقرير "ياهو نيوز".

وقالت الوثيقة: "يعتقد مؤيدو حركة بوغالو أن تمرداً وشيكاً ضد الحكومة قد اقترب، ويعتقد البعض أنه يجب عليهم تسريع الجدول الزمني بأعمال مسلحة مناهضة للحكومة تؤدي إلى حرب أهلية".

وقال جاريد هولت، زميل أبحاث زائر في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي، والذي يتتبع من خلاله النشاط المتطرف عبر الإنترنت، إنه بدأ في رؤية الأحاديث لأول مرة في أواخر نوفمبر، بشأن "مسيرة مؤيدة للسلاح" في منتديات بوغالو التي يراقبها.

عمليات ترويج

وفي منتصف شهر ديسمبر تقريباً، قال هولت إن منظمي "بوغالو" يبدو أنهم يحاولون إثارة الاهتمام في احتجاجات 17 يناير التي ينظمها أنصار ترمب، وغيرهم من الجماعات اليمينية المتطرفة باستخدام هاشتاغ مثل #StoptheSteal للترويج للأحداث على منصات مثل "بارلر". وقد تصاعد هذا الجهد فقط منذ الهجوم على مبنى الكابيتول.

من جانبها، أعربت هايدي بيريتش، المؤسس المشارك للمشروع العالمي ضد الكراهية والتطرف والمديرة السابقة لمشروع استخبارات مركز قانون الفقر الجنوبي، عن ارتياحها، لتحذير قسم مينيابوليس التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي، في ضوء "الفشل الواضح من جانب الحكومة الفيدرالية في تطبيق القانون لمواجهة العنف الذي وقع في مبنى الكابيتول".

وكان مراسل شبكة "إيه بي سي نيوز"، قد غرد في حسابه على تويتر، الاثنين، قائلاً: "تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي معلومات بشأن مجموعة مسلحة محددة تنوي السفر إلى واشنطن العاصمة في 16 يناير. وقد حذروا من أنه إذا حاول الكونغرس عزل ترمب من خلال التعديل الـ25، فستحدث انتفاضة ضخمة".

وفي سياق متصل، أشارت شبكة "إن بي سي نيوز" في تقرير إلى أن شرطة نيويورك التي تمتلك أقوى ذراع لجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية في جميع الوكالات الأمنية المحلية في البلاد، أرسلت إلى وكالات إنفاذ القانون بجميع أنحاء البلاد، بما في ذلك قوة شرطة الكابيتول، "حزمة معلومات استخباراتية تصف التهديدات وخطاب العنف على مواقع التواصل الاجتماعي في الأسابيع والأيام التي سبقت وقوع هذه الأحداث"، حسبما أفاد العديد من كبار مسؤولي وحدات إنفاذ القانون.

وقال المسؤولون إن شرطة الكابيتول تلقت تقريراً استخباراتياً محدداً ومنفصلاً يصف خطاب وتهديدات العنف المتطرفة التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن بهذا التجمهر. 

"دعوات تحفيز"

وقال مسؤولو إنفاذ القانون المطلعون على التقييمات الاستخباراتية إن دعوة الرئيس دونالد ترمب للجماهير بالتوجه إلى مبنى الكابيتول ربما حفزت مجموعات بأعداد أكبر بكثير على التوجه إلى هناك.

ولم تستجب شرطة الكابيتول والمكتب الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن لطلبات التعليق على الأحداث. 

ولم تقتصر التحذيرات على وكالات الشرطة وحدها. فقد ذكر تقرير استخباراتي خاص في ديسمبر الماضي، حصلت عليه شبكة "إن بي سي نيوز"، أن "مسيرة المليون ماغا"، في إشارة إلى جماعة يمنية مؤيدة للرئيس ترمب، في واشنطن العاصمة، في 6 يناير، "هي بؤرة انفجار العنف الكبير التالي، وعلى الأرجح ستثير فعالية جماعية، ستقام في (ناشيونال مول) وخارج مبنى الكابيتول، أعمال عنف في الشوارع، بعضها قد يكون قاتلاً.

عجز الشرطة

عمدة واشنطن بدورها، أبلغت مسؤولي وزارة العدل، بأنها لا تريد أو تحتاج إلى مساعدتهم. وبينما ساعدت شرطة المدينة على استعادة مبنى الكابيتول من المقتحمين، إلا أنها كانت عاجزة عن منع الحشود من الوصول إلى هناك، بحسب تقارير صحفية أميركية.

ولا توجد في الولايات المتحدة قوانين لمواجهة "الإرهاب المحلي"، الأمر الذي يعيق عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي، في مراقبة المشتبه بهم، بما في ذلك منشوراتهم على "شبكة الإنترنت المظلمة dark web"، وفقاً لما أكده فرانك فيغليوزي، المساهم السابق في شبكة "إن بي سي نيوز" والمساعد السابق لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

إرهاب محلي

وقال فيغليوزي، السبت، إنه خارج التحقيق الجنائي مع شخص أو مجموعة ما، "لا يُسمح لمكتب التحقيقات الفيدرالي بمراقبة أو حتى الاطلاع على الأشياء ذاتها التي يمكن لي ولك مطالعتها على موقع تويتر أو بارلر".

وقالت جويس فانس، المحامية الأميركية السابقة عن شمال ألاباما، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي لديه أدوات لمراقبة العنف المحتمل من قبل المتطرفين المحليين. وأشارت إلى أن المسألة كانت تتعلق بالتركيز والإرادة.

وأضافت أن "التحدي الذي يواجهه مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل يتمثل في منح أولوية دائمة لجماعات العنصرية البيضاء الإرهابية المحلية ومعاملتها بالدرجة نفسها من الجدية التي يتعاملان بها مع الإرهاب الأجنبي".

تزايد الأدلة

ورداً على سؤال، عما إذا كانت استجابة الشرطة البطيئة، يوم الأربعاء الماضي، كانت نتيجة لفشل استخباراتي، قال المسؤول الذي يقود المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن، ستيفن دانتونو: "لم يكن هناك ما يشير إلى أنه كان هناك أي شيء مخطط له بخلاف النشاط المحمي بموجب التعديل الأول".

وقال كين رابونو، مساعد وزير الدفاع لشؤون الدفاع الوطني للصحافيين، إن وزارة العدل ومسؤولين آخرين عن إنفاذ القانون أبلغوا وزارة الدفاع مراراً أنه ليست لديهم مؤشرات على أنه ستكون هناك "احتجاجات عنيفة كبيرة"، لكن كانت هناك مؤشرات كثيرة على احتمال وقوع أعمال عنف، حيث أفادت شبكة "إن بي سي نيوز" بأن نشرة رقمية نُشرت على إنستغرام وفيسبوك الشهر الماضي، أشارت إلى ما سيحدث باسم "عملية احتلال الكابيتول".

مخاوف

وعلى صعيد آخر، طلبت رئيسة بلدية العاصمة الأميركية واشنطن تشديد الإجراءات الأمنية أثناء مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك بعد أن اقتحم أنصار للرئيس دونالد ترمب مبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول) الأسبوع الماضي.

ووصفت رئيسة البلدية ميريال باوزر، اعتداء الأسبوع الماضي بأنه "هجوم إرهابي غير مسبوق"، وقالت إن تنصيب بايدن في الـ20 من الشهر الجاري سيتطلب "نهجاً مختلفاً" عن مراسم التنصيب السابقة.

اقرأ أيضاً: