ما سبب زيادة موجات الحر المتزامنة حول العالم؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
شاحنة إطفاء تحترق أثناء حريق هائل في مونت داريز خارج براسارتس غربي فرنسا - 19 يوليو 2022  - AFP
شاحنة إطفاء تحترق أثناء حريق هائل في مونت داريز خارج براسارتس غربي فرنسا - 19 يوليو 2022 - AFP
دبي -الشرق

تُشير حالة الطقس في بريطانيا إلى ارتفاع قياسي في درجات الحرارة هذا الأسبوع، تتجاوز 40 درجة مئوية، ما أدى إلى إغلاق مدارس، وإلغاء مواعيد في المستشفيات، وخفض سرعة قطارات خوفاً من التواء القضبان.

واضطر سلاح الجو الملكي البريطاني، إلى إعادة تعديل مواعيد الطلعات الجوية من أكبر قواعده الجوية بعد انصهار مهبط الطائرات.

وفي أوروبا، كانت الأمور أكثر قتامة، فبعد أسابيع من الجفاف، تسببت موجة الحر في اندلاع حرائق الغابات في فرنسا، واليونان، والبرتغال، وإسبانيا، حسبما ذكرت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية، الأربعاء.

وتشهد أجزاء من الولايات المتحدة أحد أكثر فصول الصيف حرارة على الإطلاق، كما شهدت مساحات شاسعة في شرق الصين وجنوبها ارتفاعاً غير عادي في درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة، ولكن لماذا تشهد كل هذه الأماكن ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة في الوقت ذاته؟

لا شك في أن موجات الحر أصبحت أكثر انتشاراً وأكثر قسوة بفعل تغير المناخ. وفي هذا السياق، يرى ريتشارد بيتس، باحث المناخ في مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، أن درجات الحرارة التي تشهدها بريطانيا هذا الأسبوع، تندرج ضمن الفئة الثانية من فئات المناخ.

وعلى نحو مماثل، وجدت عملية نمذجة أجرتها مجموعة World Weather Attribution البحثية أن موجة الحر غير المسبوقة التي حدثت، العام الماضي، في شمال غربي المحيط الهادئ كان من الممكن أن تكون "مستحيلة تقريباً" مندون تغير المناخ، بحسب " إيكونوميست".

وقالت الصحيفة إن درجات الحرارة القياسية ستواصل تسجيل أرقام قياسية مع استمرار البشر في حرق الوقود الأحفوري وتدمير النظم البيئية المُخزنة للكربون.

ويأتي الصيف شديد الحرارة هذا العام، في عالم ترتفع فيه درجات الحرارة بما بين 1.1 و1.3 درجة مئوية عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.

وتُشير الافتراضات الأكثر تفاؤلاً بشأن الإجراءات العالمية المتخذة لتقليل الانبعاثات إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2100، ولكن في الواقع، من المرجح أن تكون مستويات الاحترار أعلى بكثير.

وتحدث موجات الحر أيضاً في أكثر من مكان في الوقت ذاته، إذ وجدت دراسة أجراها باحثون أميركيون وأستراليون هذا العام، أن متوسط عدد الأيام التي شهدت موجات حارة متزامنة في المنطقة الممتدة بين خطوط العرض المتوسطة والقطبية في نصف الكرة الأرضية الشمالي ارتفع من 20 إلى 143 يوماً في الفترة بين العامين 1979 و2019، وازدادت أيضاً حدة ونطاق هذه الموجات.

وقالت دراسات أخرى إن تغير المناخ قد يؤدي إلى تغيير التموجات في التيارات الهوائية في الغلاف الجوي العلوي، التي تحرك أنماط الطقس من الغرب إلى الشرق، بطريقة تتسبب في ارتفاع شديد في درجات الحرارة في أكثر من مكان في وقت واحد.

وحذرت "إيكونوميست" من أن عواقب موجات الحر - أياً كان سببها - "وخيمة"، موضحة أنه تتسبب في قتل الناس، وتفاقم الأوضاع الصحية الراهنة، وانخفاض الإنتاج. 

وقالت الصحيفة إن التأثيرات قد تتوالى إذا تأثرت مناطق متعددة بهذه الموجات، والتي قد تؤثر على المحاصيل أيضاً كما حدث في الهند هذا العام، حيث انخفضت العائدات بنسبة تتراوح بين 10 و 35% في 3 ولايات في شمال البلاد.

وفي الصين، اضطرت المصانع في مقاطعة تشجيانج إلى تقليل استخدام الطاقة لضمان وصول الإمدادات الكافية لتشغيل مكيفات الهواء في المنازل المجاورة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات