
يحدث التهاب المساريق المصلب، الذي يُسمى أيضاً التهاب السبلة الشحمية المساريقية، عندما يُصبح النسيج المساريقي الذي يُثبت الأمعاء الدقيقة في مكانها ملتهباً ويُشكل أنسجة ندبية.
ويعد التهاب المساريق المصلب حالة نادرة وليس من الواضح أسباب الإصابة به، إذ يُمكن أن يسبب ألماً في البطن وقيئاً وانتفاخاً وإسهالاً وحمى، لكن هناك بعض الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض ومؤشرات المرض وقد لا يحتاجون إلى علاج.
وفي حالات نادرة، يمكن للنسيج الندبي المتكوّن بسبب التهاب المساريق المصلب أن يمنع الطعام من الحركة من خلال السبيل الهضمي، وفي هذه الحالة قد يحتاج الأمر إلى جراحة.
الأعراض
تتضمن أعراض التهاب المساريق المصلب ألماً في البطن مع القيء والانتفاخ والإسهال والحمى، وفي بعض الأحيان لا تظهر أي أعراض على المصابين به، ولا يوجد سبب معروف للإصابة.
التشخيص
تتضمن الاختبارات والإجراءات المُستخدَمة لتشخيص التهاب المساريق المصلب ما يلي:
- الفحص البدني: مع الفحص البدني سيبحث طبيبك عن دلائل وعلامات تساعد في تحديد تشخيصك، فعلى سبيل المثال تتسبب الإصابة بالْتهاب المساريق المصلب غالباً في ظهور كتلة في الجزء العُلوي من بطنكَ يمكنك الشعور بها أثناء الفحص البدني.
- فحو التصوير: اختبارات التصوير بالأشعة لبطنك قد تكشف عن إصابتك بالتهاب المساريق المصلب، وقد تتضمن هذه الاختبارات التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
- أَخذ عيِّنة من الأنسجة لاختبارها (خزعة): من الممكن أن يوصي طبيبك بأخذ خزعة من أنسجتك لاستبعاد أي أمراض أخرى وعملِ تشخيصٍ نهائي، وذلك في حال ظهرتْ عليك مؤشرات وأعراض الإصابة بمرض التهاب المساريق المصلب، وقد تؤخذ عينة الخزعة بغرز إبرة طويلة في جلدك أو أثناء الجراحة.
المعالجة
وأثناء تلقيك الرعاية لعلاج حالة مرضية أخرى قد تشخص بأنك مصاب بالتهاب المساريق المصلب، إذا كنت لا تشعر بأي ألم جرّاء إصابتك به، فربما لا تحتاج إلى تلقِّي علاج، وبدلاً من ذلك قد يُوصِي طبيبك بإجراء فحوص تصويرية دورية لمراقبة حالتك.
وإذا بدأتْ مؤشرات وأعراض التهاب المساريق المصلب بالظهور، فلكَ الخيار بأن تبدأ العلاج.
الأدوية
تهدف أدوية التهاب المساريق المصلب إلى السيطرة على الالتهابات، وقد تشمل:
- الكورتيكوستيرويدات: تساعد الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون، في السيطرة على الالتهاب. يمكن استخدامها بمفردها، ولكنها تدمج عادة مع أدوية أخرى، وهي لا تُستخدم أكثر من 3 إلى 4 أشهر بسبب آثارها الجانبية.
- العلاج الهرموني: قد تبطئ العلاجات الهرمونية، مثل التاموكسيفين، نمو النسيج الندبي، وعادة ما يُجمع بين دواء التاموكسيفين (سولتاموكس) والكورتيكوستيرويدات أو الأدوية الأخرى، ويمكن استخدامها على المدى الطويل. يزيد دواء التاموكسيفين من خطورة تكوُّن جلطات الدم، وعادة ما يؤخذ مع الأسبرين يومياً لتقليل هذه الخطورة، كما يمكن استخدام هرمون البروجسترون (بروميتريوم) بدلاً من دواء التاموكسيفين، وذاك له أيضاً آثار جانبية ملموسة.
- أدوية أخرى: يُستخدم العديد من الأدوية الأخرى لعلاج التهاب المساريق المصلب، مثل الآزاثيوبرين (إميوران وأزاسان)، والكولشيسين (كولكريس، ميتيجير)، والسيكلوفوسفاميد، والثاليدوميد (ثالومايد).