ضرائب وشهادات صحة تفاقم الواقع الصعب لـ"بريكست"

time reading iconدقائق القراءة - 4
ميناء دوفر بعد انتهاء الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بريكست، 31 ديسمبر 2020 - REUTERS
ميناء دوفر بعد انتهاء الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بريكست، 31 ديسمبر 2020 - REUTERS
لندن-أ ف ب

يتسبب مزيج من الأعمال الإدارية والرسوم والضرائب في مرحلة ما بعد بريكست في عرقلة العلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، التي استغرق بناؤها سنوات، ما يزيد التكلفة التي تتكبدها الشركات الصغيرة، وهو أمر من شأنه أن يجعل التجارة بين ضفتي قناة المانش غير مربحة.

والتغيرات التي أعقبت خروج المملكة المتحدة من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي للتكتل في الأول من يناير جعلت "من المستحيل من الناحية التجارية والعملية أن نواصل الشحن إلى الاتحاد الأوروبي"، بحسب سايمون سبوريل، وهو صاحب مصنع للأجبان.

ويتعين على سبوريل، مالك مصنع هارتينغتون كريمري الذي ينتج جبنة الستيلتون ذات النكهة المميزة، أن يرفق كل شحنة موجهة للاتحاد بشهادة صحة غذائية موقعة من طبيب بيطري.

وبغض النظر عن حجم العبوة المرسلة، أكانت تتضمن قطعة واحدة أو صندوقاً بأكمله، فإن كلفة الشهادة لا تتغير وهي 180 جنيهاً إسترلينياً (204 يورو/247 دولاراً).

ويعد هذا سعراً باهظاً بالنسبة للمصنع الذي كان في السابق يعتمد على زبائن من الاتحاد الأوروبي في نحو خمس مبيعاته الإلكترونية.

اللجوء إلى أميركا

وقال سبوريل: "قد يتعين علينا التخلي عن سوق الاتحاد الأوروبي كلياً إلى أن يعود الطرفان إلى رشدهما". ويفكر سبوريل الآن في بيع منتجاته في أميركا الشمالية لسد الثغرة.

ولا تشكل الشهادة الغذائية التي تنطبق أيضاً على منتجات اللحوم والأسماك النتيجة المالية المريرة الوحيدة لبريكست، على الرغم من أن بريطانيا توصلت مع الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق للتبادل الحر لا يتضمن فرض رسوم.

ويضطر الزبائن البريطانيون الذين يشترون سلعاً من الاتحاد الأوروبي يفوق سعرها 135 جنيهاً (152 يورو/185 دولاراً) في بعض الحالات، إلى دفع ضريبة القيمة المضافة البالغة نحو 20%، وربما عليهم أيضاً دفع رسوم جمركية وتكاليف شحن أعلى.

والنتيجة هي أن بعض الشركات الموجودة مقراتها في الاتحاد الأوروبي، وبالأخص الصغيرة منها، قررت وقف بيع منتجاتها إلى مشترين في بريطانيا.

واقع بريكست

وقال غاري رايكروفت، الشريك في مؤسسة المحاماة "جوزف إيه جونز وشركاه" في لانكستر شمال إنكلترا، والخبير القانوني المختص بشؤون المستهلك، إن ذلك "ليس رسوماً بالتأكيد، لكن ستكون له تداعيات على زبائن في المملكة المتحدة، حيث يجعل السلع من الاتحاد الأوروبي أغلى ثمناً".

وأضاف: "وبهذا المعنى، فإنها سياسة حمائية لأنها تخلق عائقاً أمام التجارة.. هذا هو واقع بريكست".

وبالنسبة للشركات، تضاف إلى ذلك مسألة "قواعد المنشأ"، ما يزيد من التكلفة المترتبة على السلع المصدرة من المملكة المتحدة والتي تم تصنيعها من مواد مستوردة.

وقال رئيس اتحاد الشركات الصغيرة في بريطانيا، مايك تشيري: "يتصل بنا عدد متزايد من صغار المصدّرين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف الشحن وتصاريح الجمارك والرسوم وضريبة القيمة المضافة".

وعلّقت قرابة 20% من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي بسبب القواعد الجديدة، حسبما كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة يو إتش واي هاكر يونغ للمحاسبة.

تفاؤل حذر

وقالت خبيرة ضريبة القيمة المضافة في المؤسسة، ميشيل ديل "ما رأيناه.. زبائن في الاتحاد الأوروبي بأمس الحاجة للحصول على السلع التي يحتاجونها من المملكة المتحدة".

وأضافت  "لا يزال هناك العديد من الشحنات التي لم تغادر الاتحاد الأوروبي"، ولكنها عبّرت عن التفاؤل حيال المستقبل.

وقالت ميشيل ديل: "عندما يعتاد الناس على المعلومات المطلوبة وتصبح شركات الشحن أكثر دراية بتصاريح التصدير والاستيراد، تتحسن الأمور مجدداً".

اقرأ أيضاً: