
تبحث الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها الأسبوعي، الأحد، مجموعة من التوصيات المتعلقة بالتداعيات السياسية والاقتصادية التي ستقع على إسرائيل، جراء العقوبات الاقتصادية، التي أعلنها الغرب ضد روسيا إثر انطلاقها لغزو أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن هذه التوصيات المنتظر بحثها قدمها فريق من الخبراء، شكلته الحكومة الإسرائيلية مع انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، لدراسة تداعيات هذه العقوبات على الاقتصاد والسياسة الإسرائيلية.
وأوضحت أن الفريق يضم أيضاً ممثلين عن وزارات المالية والدفاع وشؤون الشتات وبنك إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة بعثت برسالة إلى إسرائيل تحثها فيها على ضمان عدم تحويل الأموال الروسية الخاضعة للعقوبات، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى البنوك الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد طلب من وزراء الحكومة توخي الحذر عند تلقي طلبات المساعدة من "الأوليغارشية" المدرجة في قائمة العقوبات الأميركية، على الرغم من أن بعضهم تبرع بأموال لإسرائيل في الماضي.
ومع أن كلمة "الأوليغارشية" بمعناها التقليدي تعبر عن عضو أو مؤيد للأوليغارشية، وهي نظام سياسي تحكم فيه مجموعة صغيرة من الأشخاص، إلا أن الكلمة باتت تستخدم للإشارة إلى مجموعة من الروس الأثرياء الذين برزوا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، فيما تستخدمها وسائل الإعلام للإشارة إلى رجال الأعمال والأثرياء المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظامه الحاكم في موسكو.
طائرات خاصة في مطار بن جوريون
خلال الأيام الأخيرة، كانت هناك عدة تقارير تفيد بأن طائرات خاصة ببعض الأوليغارشية الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية هبطت في مطار بن جوريون بتل أبيب، ورغم ما يعنيه ذلك في ما يتعلق بتهريب الأموال من روسيا والالتفاف على العقوبات، نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي وصفته بـ"الكبير"، قوله إنه لم يتم إدراج المواطنين الروس في قائمة العقوبات بعد، وقد وصلوا إلى إسرائيل.
وتلفت الصحيفة إلى أنه من ناحية القانون الإسرائيلي، إن أياً من أعضاء الأوليغارشية، المشمولين بالعقوبات الغربية، لكنه يحمل الجنسية الإسرائيلية، بوسعه أن يصل على متن يخت إلى أحد الموانئ الإسرائيلية، فلا يوجد قانون يمنعه من ذلك، بصفته إسرائيلي الجنسية.
وقال مسؤول إسرائيلي: "هناك الكثير من الأسئلة التي يعمل عليها الفريق الوزاري المشترك". وأضاف: "هناك الكثير من التعقيدات هنا لأن اللوائح الأميركية أكثر صرامة من اللوائح الأوروبية. في الوقت الحالي ليس لدينا استفسارات حول العقوبات الثانوية، ولكن هناك تداعيات واسعة بشكل رئيسي على قطاع التأمين".
ومن بين الأسئلة، التي يدرسها فريق الخبراء الإسرائيليين حالياً، هو كيف سيتصرفون في ما يتعلق بالعقوبات الثانوية، وهي العقوبات المفروضة على شخص أو شركة تتعامل مع هيئة أو شخص مدرج في قائمة العقوبات.
وهو سؤال بالغ الأهمية في ما يتعلق بالعديد من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، التي يستثمر فيها الأوليغارشيون الروس.
ورجحت الصحيفة ألا تطبق إسرائيل هذه العقوبات لأن الضرر، الذي سيلحق بالاقتصاد الإسرائيلي، يمكن أن يكون كبيراً.
أثرياء يهود روسيا
ومن بين أثرياء روسيا المشمولين في قائمة العقوبات الغربية رجل الأعمال الروسي اليهودي ميخائيل فريدمان، الذي يحمل أيضاً الجنسية الإسرائيلية، وتقدر ثروته بـ 15 مليار دولار، وهو أحد مؤسسي "ألفا جروب"، التي تمتلك بنوكاً وشركة نفط وسلسلة سوبر ماركت وشركات اتصالات وغيرها، بحسب "فوربس".
كما أن فريدمان، الذي ينتمي وفقاً للاتحاد الأوروبي إلى الدائرة المقربة من بوتين، هو أيضاً المؤسس والراعي الرئيسي لمؤسسة "جينيسيز فيلانتروبيك" Genesis Philanthropic، التي تدعم تعزيز الهوية اليهودية لليهود الناطقين بالروسية في جميع أنحاء العالم.
كما تبرع فريدمان واثنان آخران من الأوليغارشية اليهودية المتهمين بدعم نظام بوتين، بيتر أوين وجيرمان كان، بمبلغ 10 ملايين دولار لليهود في أوكرانيا، بحسب "يديعوت أحرونوت".
وهناك واحد آخر من أثرياء روسيا اليهود، المشمولين في قائمة العقوبات الغربية، وهو رومان أبراموفيتش، مالك فريق تشيلسي الإنجليزي، والذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والبرتغالية أيضاً.
وتبرع أبراموفيتش هو الآخر بمبلغ كبير، لم يتم ذكره بالتحديد، لمنظمة "ياد فاشيم" الإسرائيلية، وهي مؤسسة رسمية معنية بتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست من اليهود وتعمل كمركز أبحاث في أحداثها، حتى إن منظمات يهودية ناشدت الإدارة الأميركية عدم إدراج أبراموفيتش في العقوبات.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مارك جازيت الرئيس التنفيذي لشركة "ثيتاراي"، وهي شركة تعمل بمكافحة الجرائم المالية ومتخصصة في فرق العقوبات ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والاتجار بالنساء وغير ذلك، أن فصل روسيا عن نظام المقاصة الدولي (السويفت) "أمر يسهل قوله، لكن من الصعب جداً تنفيذه"، لافتاً إلى أن قضية إساءة استخدام الأنظمة المالية ظلت مطروحة منذ فترة طويلة، كما أنها تضر بحركة الأموال العادية في العالم، بحسب قوله.
عدد الأثرياء اليهود في روسيا
يقول محلل يدعى فيستي جي مولدافسكي إنه من من الصعب تقدير عدد الأوليغارشية اليهود الذين يعيشون في روسيا، مبيناً أنه في ظل غياب بيانات رسمية، يمكن الاعتماد فقط على معلومات جزئية، مشيراً إلى أنه في عام 2014، حاول موقع الأخبار الروسي "لانتا" تحليل الأصل العرقي للنخب الثرية في روسيا، فاكتشف مثلاً أن نحو ربع أباطرة رؤوس الأموال في روسيا هم من اليهود، ويسيطرون معاً على 132.9 مليار دولار، ويمكن تقدير أن هذا المبلغ ارتفع بشكل كبير منذ ذلك الحين إلى الآن.
وشملت القائمة المنشورة بعد ذلك على الموقع 200 من أغنى الرجال في روسيا، كان منهم 42 يهودياً.
وأشارت الصحيفة إلى أن أغنى يهودي في روسيا، اليوم، هو ليونيد ميخيلسون، الذي تقدر ثروته بـ 24.9 مليار دولار وفقاً لبيانات عام 2021، واحتل فريدمان المركز الثاني بقيمة 15.5 مليار دولار، وجاء أبراموفيتش في المركز الثالث، يليه في الترتيب الألماني خان (الذي يحمل أيضاً الجنسية الإسرائيلية)، ومايكل بروخوروف وفيكتور ويكسلبرج.
اقرأ أيضاً: