الاتحاد الأوروبي يطالب إريتريا بسحب قواتها على الفور من "تيغراي"

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبابة عسكرية إريترية متضررة بالقرب من بلدة ويكرو بإثيوبيا، 14 مارس 2021 - REUTERS
دبابة عسكرية إريترية متضررة بالقرب من بلدة ويكرو بإثيوبيا، 14 مارس 2021 - REUTERS
بروكسل-أ ف ب

دعا الاتحاد الأوروبي، الاثنين، إريتريا إلى الوفاء بوعدها وسحب قواتها "فوراً" من منطقة تيغراي الإثيوبية، حيث دعمت الجيش الإثيوبي ضد قوات "جبهة تحرير تيغراي" في نزاعها مع أديس أبابا. 

وقال المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، بعد اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد إن "التقدم لا يزال محدوداً للغاية في تيغراي، فالقتال مستمر ولا يزال يُمنع إيصال المساعدات الإنسانية، والقوات الإريترية لا تنسحب وانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة".

وقال بوريل "إن انسحاب القوات الإريترية الذي أعلن عنه مرات كثيرة يجب أن يصبح حقيقة فورية". وأكد أنه "يجب إحالة الانتهاكات وجرائم الحرب والعنف ضد المرأة إلى القضاء".

اعتراف إريتري 

وأبلغت إريتريا مجلس الأمن الدولي، الجمعة، بأنها وافقت على بدء سحب قواتها من إقليم تيغراي الإثيوبي، في أول اعتراف علني بتورطها في الصراع هناك.

وجاء الاعتراف في رسالة موجهة لمجلس الأمن، بعد يوم من قول مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك إن المنظمة الدولية لم يصلها أي دليل بعد على انسحاب الجنود الإريتريين.

وكتبت صوفيا تيسفامريم، سفيرة إريتريا لدى الأمم المتحدة: "بما أن الخطر الوشيك الداهم تلاشى إلى حد كبير، فإن إريتريا وإثيوبيا اتفقتا، على أعلى المستويات، على بدء عملية سحب القوات الإريترية، وإعادة نشر متزامنة لوحدات إثيوبية على طول الحدود الدولية".

اعتداءات على النساء

وكان مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك قد ذكر، الخميس، أن العنف الجنسي يُستخدم سلاحاً في الحرب الدائرة في إقليم تيغراي الإثيوبي، حيث تُستهدف فتيات لا تتجاوز أعمارهن 8 سنوات، ووردت أنباء عن تعرض نساء لاغتصاب جماعي على مدى عدة أيام.

وقال في ملاحظاته خلال إفادة عبر الإنترنت للمجلس المكون من 15 دولة "بوضوح شديد: الصراع لم ينته والأمور لا تتحسن".

وذكر لوكوك أن وصول المساعدات الإنسانية إلى تيغراي لا يزال "مشكلة كبيرة" وأنه تلقى تقريراً في وقت سابق اليوم عن وفاة 150 فرداً من الجوع.

وأضاف "ينبغي أن يثير هذا قلقنا جميعاً. إنه مؤشر على ما ينتظرنا في المستقبل إذا لم نتخذ مزيداً من الإجراءات. استخدام التجويع سلاح حرب انتهاك".

وأكد لوكوك "ما من شك في أن العنف الجنسي يُستخدم سلاحاً من أسلحة الحرب في هذا الصراع"، مضيفاً أن أغلب وقائع الاغتصاب ارتكبها رجال يرتدون الزي العسكري، مع توجيه الاتهامات لجميع الأطراف المتحاربة.

صوت واحد

أما السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد فقالت إن الوقت حان لمجلس الأمن كي "يتحدث بصوت واحد" بشأن تيغراي.

ولم يتمكن المجلس حتى الآن من الاتفاق على بيان مع اختلاف الدول الغربية مع روسيا والصين على كيفية معالجة الوضع. وقالت توماس جرينفيلد في بيان "هذه الأزمة تتطلب اهتمامنا وتحركنا".

بدورها، أبلغت الدكتورة فاسيكا أمديسيلاسي، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في الإدارة المؤقتة التي عينتها الحكومة في تيغراي، وكالة رويترز "ورود تقارير عن 829 حالة اعتداء جنسي على الأقل في 5 مستشفيات منذ بدء الصراع".

جذور الأزمة

واعترف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الشهر الماضي بوجود إريتري في بلاده، وطالبت وقتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة بانسحاب القوات الإريترية من تيغراي.

وأدى الصراع إلى سقوط آلاف القتلى، وإجبار مئات الآلاف على الفرار من منازلهم في المنطقة التي يقطنها نحو 5 ملايين نسمة.

وأرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش الفيدرالي، في أوائل نوفمبر، لنزع سلاح الحكومة الإقليمية بقيادة جبهة تحرير شعب تيغراي التي سيطرت على مقاليد السلطة في أديس أبابا قرابة 30 عاماً حتى وصول آبي إلى الحكم في عام 2018. واعترف آبي في مارس الماضي بوجود جنود إريتريين، ووعد بمغادرتهم.

وكانت إريتريا، التي تشترك مع تيغراي بحدود طويلة في الجنوب، العدو اللدود للجبهة الشعبية لتحرير تيغري منذ الحرب الحدودية الدامية مع إثيوبيا بين عامي 1998 و2000 عندما كانت الجبهة في السلطة في أديس أبابا. 

وتقارب البلدان بعد وصول آبي أحمد إلى السلطة عام 2018 وكوفئت جهوده في هذا الاتجاه بجائزة نوبل للسلام في عام 2019.