
يُعقد لقاء قمة بين لندن وبروكسل، الاثنين، حول البروتوكول الإيرلندي الشمالي، ما يعطي أملاً بتسوية هذا الخلاف، الذي تجرى مفاوضات بشأنه منذ سنوات، والناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وبعد مفاوضات مكثفة في الأسابيع الأخيرة، يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ظهراً قرب لندن، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لإجراء "مفاوضات أخيرة"، حسب ما أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية، مساء الأحد.
وكتبت فون دير لاين في تغريدة، الأحد، اتفقت مع رئيس الوزراء ريشي سوناك على متابعة العمل بشكل شخصي للتوصل إلى حلول عملية مشتركة بموجب بروتوكول أيرلندا وأيرلندا الشمالية. لذلك سألتقي برئيس الوزراء غداً (الاثنين) في المملكة المتحدة.
ويلتقي سوناك بعد ذلك الوزراء الرئيسيين في حكومته، من بينهم وزير شؤون إيرلندا الشمالية لإطلاعهم على المحادثات، وإن كانت تسمح بالتوصل إلى اتفاق.
ومن المقرر عقد مؤتمر صحافي يجمع بين سوناك وفون دير لاين عصر، الاثنين، قبل أن يتوجه رئيس الوزراء البريطاني إلى مجلس العموم لإطلاع النواب.
وقبل ساعات على إعلان الاجتماع بين سوناك وفون دير لاين، حذّر عضو في الجناح المعارض للوحدة الأوروبية في حزب رئيس الوزراء من أن البرلمان يجب ألا يتسرّع في القبول بالاتفاق.
وقال مارك فرنسوا رئيس مجموعة الأبحاث الأوروبية عبر محطة "سكاي نيوز"، إن "تجاهل البرلمان ينتهي بشكل سلبي عادة"، مضيفاً: "علينا أن نتخلص من القانون الأوروبي في إيرلندا الشمالية".
وأحدث وصول ريشي سوناك إلى رئاسة الحكومة البريطانية في أكتوبر الماضي، بعض التهدئة مع أنه من كبار داعمي "بريكست" من البداية. وقالت رئاسة الحكومة "في الأشهر الأخيرة عقدت محادثات استمرت لمئات الساعات".
"بريكست غير مكتمل"
وكان سوناك قال، الأربعاء، "سأستمر في الكفاح" من أجل الحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي.
وعبر صحيفة "صنداي تايمز"، وجه سوناك، الأحد نداء إلى حزبه المنقسم، موضحاً أن الاتفاق الذي ُيناقش في الوقت الراهن، لا يهدد "بريكست" بل يهدف إلى "التحقق من أن بريكست يُطبق بشكل جيد في كل منطقة من مناطق المملكة المتحدة"، مؤكداً "العمل بشأن بريكست غير مكتمل وأريد أن نقوم بذلك".
وفي حال تمكن سوناك من الاتفاق مع فون دير لاين، الاثنين، سيبقى عليه مواجهة زملائه. فعلى صعيد هذا الملف يواجه معارضة قوية من برلمانيين محافظين؛ لا سيما سلفه بوريس جونسون الذي رفض البروتوكول في عام 2022 بعدما وقعه قبل سنتين.
وكتب رئيس الوزاء الإيرلندي ليو فارادكار في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أنه تواصل مع فون ديرر لاين، الأحد. وأضاف "ينبغي أن نلحظ مستوى الالتزام بين الحكومة البريطانية والمفوضية الأوروبية والأطراف في إيرلندا الشمالية في الأشهر الأخيرة".
ويعقد اللقاء بين ريشي سوناك وأورسولا فون دير لايين في منطقة بركشير، حيث تقع مدينة وندسور غرب لندن.
وتضم وندسور أحد مقار الملك تشارلز الثالث. وذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن سوناك يفكر في إمكانية تسمية أي نص يعدل البروتوكول الإيرلندي الشمالي "اتفاق وندسور".
بروتوكول إيرلندا الشمالية
ويحكم بروتوكول إيرلندا الشمالية الموقع في يناير 2020، انتقال السلع بين هذا الإقليم البريطاني وبقية مناطق المملكة المتحدة. وإيرلندا الشمالية هي المنطقة البريطانية الوحيدة التي لها حدود برية مع الاتحاد الأوروبي.
ويفرض الاتفاق عمليات تدقيق جمركية بين الإقليم البريطاني، وبقية أرجاء المملكة المتحدة عند وصول السلع إلى إيرلندا الشمالية.
وأراد هذا الاتفاق تجنب قيام حدود برية بين إيرلندا الشمالية، وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، ما قد يُضعف السلام المبرم عام 1998 بين الطرفين بعد أحداث دامية استمرت 3 عقود.
لكنه أثار توترات بين الاتحاد الأوروبي ولندن، وأصبح كذلك مشكلة داخلية لسوناك الذي يواجه معارضة مؤيدي "بريكست" المتشددين والوحدويين في بلفاست.
ويرفض الوحدويون أي تطبيق بحكم الأمر الواقع للقانون الأوروبي في الإقليم البريطاني ويعطلون عمل السلطة التنفيذية المحلية منذ سنة.
وتضررت العلاقات بين إيرلندا، والمملكة المتحدة التي غادرت التكتل الأوروبي عام 2021، نتيجة خلافات بشأن تطبيق الاتفاقيات التجارية في إيرلندا الشمالية، التابعة للمملكة المتحدة.
وأدّى الاتفاق إلى تفتيش السلع المتجهة إلى الإقليم من بريطانيا العظمى (إنجلترا واسكتلندا وويلز)، وهو أمر تعارضه الأحزاب البريطانية وتلك المؤيدة لبريطانيا في إيرلندا الشمالية.
اقرأ أيضاً: