روسيا: الولايات المتحدة تدرّبت على استخدام أسلحة نووية ضدنا

time reading iconدقائق القراءة - 5
القاذفة الأميركية "بي 52" القادرة على حمل صواريخ نووية، برفقة مقاتلة من طراز "ميج - 29" لسلاح الجو الأوكراني، تحلق في المجال الجوي الأوكراني - 4 سبتمبر 2020 - REUTERS
القاذفة الأميركية "بي 52" القادرة على حمل صواريخ نووية، برفقة مقاتلة من طراز "ميج - 29" لسلاح الجو الأوكراني، تحلق في المجال الجوي الأوكراني - 4 سبتمبر 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الثلاثاء، إن قاذفات أميركية تدربت هذا الشهر على استخدام أسلحة نووية ضد بلاده، بحسب ما أوردت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، فيما أجرى رئيسا الأركان الأميركي والروسي مباحثات هاتفية لـ"ضمان الحد من المخاطر".

وأضاف شويجو خلال محادثات مع نظيره الصيني وي فنج خه: "تدربت 10 قاذفات استراتيجية هذا الشهر، في سياق مناورات (الرعد العالمي) للقيادة الاستراتيجية الأميركية، على استخدام أسلحة نووية ضد روسيا في الواقع، بشكل متزامن من الاتجاهين الغربي والشرقي".

وأشار شويجو إلى أن "المسافة الدنيا من حدود دولتنا كانت 20 كيلومتراً"، لافتاً إلى أن روسيا تشهد نشاطاً مكثفاً للقاذفات الاستراتيجية الأميركية، على مقربة شديدة من حدودها.

وأوضح: "نشهد زيادة كبيرة في نشاط القاذفات الاستراتيجية الأميركية بالقرب من الحدود الروسية، حيث قامت (القاذفات) خلال الشهر الماضي بحوالي 30 طلعة جوية إلى حدود روسيا الاتحادية أي بزيادة 2.5 مرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي".

روسيا والصين

وقال شويجو إن تطوير التفاعل بين روسيا والصين مهم بشكل خاص، وسط "الاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة، وإمكانية الصراع المتنامية في مناطق مختلفة من العالم".

وشدد شويجو على أن "الصين وروسيا كانتا شريكين استراتيجيين لسنوات عديدة. واليوم من المهم بشكل خاص تطوير تفاعلنا في ظروف الاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة".

اتصال بين ميلي وجيراسيموف

وأعلنت هيئة الأركان المشتركة الأميركية أن رئيسها مارك ميلي، أجرى مباحثات عبر الهاتف، الثلاثاء، مع رئيس الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف، بهدف مناقشة العديد من القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك.

وأوضحت الهيئة في بيان أن "المكالمة الهاتفية هي استمرار للتواصل بين القائدين لضمان تقليل المخاطر وإزالة أسباب الاحتكاك"، مشيرة إلى أن المحادثات شملت "قضايا متعلقة بالأمن مثيرة للقلق". 

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أن الجنرال فاليري يراسيموف ناقش مع نظيره الأميركي مارك ميلي "قضايا حالية متعلقة بالأمن الدولي"، دون مزيد من التفاصيل.

النزاع بشأن أوكرانيا

شبكة "سي إن إن" الأميركية، أفادت بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تخطط لإرسال مستشارين عسكريين ومعدات جديدة، تشمل أسلحة، إلى أوكرانيا، رداً على حشد روسيا قوات قرب حدودها، قد تمهّد لغزو أراضيها، فيما حذرت موسكو من أن قراراً مشابهاً سيفاقم التوتر.

وأعلنت مديرية الاستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية الثلاثاء، أن موسكو "تزيد من الاستعداد القتالي لقوات الاحتلال الروسية، في الأراضي المحتلة مؤقتاً بمنطقتَي دونيتسك ولوهانسك"، في إشارة إلى إقليم دونباس شرق البلاد، الذي يشهد نزاعاً مع الانفصاليين منذ عام 2014. وأضافت أن التدريبات التي بدأت الاثنين، تشمل جنود احتياط، كما أفادت وكالة "رويترز".

في السياق ذاته، أعلنت البحرية الأوكرانية الثلاثاء، أنها تسلّمت زورقَي دورية من خفر السواحل الأميركي، بعدما وصلا إلى ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، من أجل تعزيز قدراتها. وقال قائد القوات البحرية الأوكرانية أوليكسي نيزبابا: "نقدّر مساهمة الولايات المتحدة في ردع العدوان المسلّح لروسيا ضد أوكرانيا".

قلق أميركي وروسي

الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قالت، الاثنين، إن لدى الولايات المتحدة "مخاوف جدية" بشأن "النشاطات العسكرية الروسية والخطاب العنيف إزاء أوكرانيا"، وحضّت موسكو على "تهدئة التوترات".

وأضافت أن واشنطن أجرت "مناقشات مع المسؤولين الروس بشأن أوكرانيا"، كما أجرت "تفاعلات مكثفة" في هذا الصدد مع "حلفائنا وشركائنا الأوروبيين في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك مع أوكرانيا"، بحسب وكالة "بلومبرغ".

يأتي ذلك بعدما قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، لموقع "ميليتاري تايمز"، إن "روسيا حشدت أكثر من 92 ألف جندي على حدود بلاده"، مشيراً إلى أنها "تستعد لشنّ هجوم بحلول نهاية يناير أو مطلع فبراير 2021".

في المقابل، نبَّه الكرملين إلى أن أي قرار تتخذه الولايات المتحدة بإرسال مستشارين عسكريين ومزيد من المعدات إلى أوكرانيا، سيفاقم التوتر.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "نشعر بقلق بالغ إزاء تصرّفات أوكرانيا على خط التماس في شرق أوكرانيا، وإمكانية اتخاذ قرار أوكراني باستخدام القوة هناك".

وشدد على أن موسكو لم تُعدّ خططاً لغزو أوكرانيا، معتبراً أن الأخيرة تستطيع أن تضمن أمنها، من خلال العودة إلى اتفاقات مينسك للتسوية السلمية.

اقرأ أيضاً: