قمة يونانية تركية لتجاوز الخلافات على وقع حرب أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس ونظيره التركي مولود أوغلو خلال مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية اليونانية. أثينا، 31 مايو 2021. - REUTERS
وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس ونظيره التركي مولود أوغلو خلال مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية اليونانية. أثينا، 31 مايو 2021. - REUTERS
أثينا-أ ف ب

يستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكس، في إسطنبول، ما يمثل "انفراجة نسبية" في علاقات البلدين بعد وصول التوتر ذروته عام 2020 إثر محاولات أنقرة التنقيب عن الغاز في مياه متنازع عليها شرق البحر المتوسط.

وتنصب المحادثات المرتقبة خلال اللقاء على تعزيز جهود التقارب بين الدولتين الجارتين العضوين في حلف شمال الأطلسي في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا، خصوصاً بعدما استضافت أنقرة، مفاوضات، الجمعة، بين وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأوكراني دميترو كوليبا، هي الأولى منذ شنت روسيا هجومها.

واغتنم الرئيس التركي زيارة ميتسوتاكس الذي يلتقي الأحد في إسطنبول بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول، الزعيم الروحي للأرثوذكس في العالم، ليدعوه إلى مائدة غداء في المقر الرئاسي على ضفة البوسفور.

وشهدت العلاقة الخلافية بين أثينا وأنقرة في السنوات الماضية أزمة جديدة مرتبطة بترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.

وتصاعد التوتر في صيف 2020 عند محاولة تركيا القيام بأعمال تنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها، غير أن استئناف المفاوضات الثنائية عام 2021 سمح بانفراج نسبي في العلاقات.

وقالت الأستاذة المساعدة في العلاقات الدولية في جامعة أثينا أنتونيا زيرفاكي، لوكالة فرانس برس، إن القمة اليونانية التركية تنعقد على خلفية الحرب في أوكرانيا، لكنّه سيتم تقييمها في سياق الحوار اليوناني التركي الذي بدأ بعد خفض التصعيد في أزمة صيف 2020، معتبرة أن اللقاء "مؤشر إلى جهود تقارب وتفاهم بين البلدين".

ابتعاد عن الأزمات

وأبدى ميتسوتاكس الأربعاء "استعداده" للمساهمة في الحوار "بطريقة بناءة، خصوصاً أن البلدين يبديان قلقهما إزاء الشؤون الإقليميّة".

وقال خلال مجلس وزراء: "بصفتنا شريكين في حلف شمال الأطلسي، مطلوب منا التحرك في ظل الظروف الحالية" من أجل "محاولة إبقاء منطقتنا بعيداً عن أي أزمة جيوسياسية أخرى، والتنديد بانتهاك (روسيا) القانون الدولي".

وعلى غرار جميع شركائها الأوروبيين نددت أثينا بشدة منذ 24 فبراير بالغزو الروسي لأوكرانيا، ووصفته بأنه هجوم يهدف إلى "مراجعة التاريخ" و"انتهاك فاضح للقانون الدولي".

وأوضح مدير مركز الدراسات الاقتصادية والسياسية في إسطنبول سنان أولجن لوكالة فرانس برس، أنه "مع احتمال قيام حرب طويلة في البحر الأسود، من مصلحة البلدين تحسين علاقاتهما الثنائية.. وتسوية خلافاتهما".

وتابع أنه "سيعاد توجيه دبلوماسيتهما، إنما كذلك إلى حد ما مجهودهما العسكري، بموجب هذه الأزمة بين أوكرانيا وروسيا" مشيراً إلى أنه بإمكان الدولتين المساهمة في "مختلف مبادرات حلف شمال الأطلسي".

اقرأ أيضاً:

"تطلعات محسوبة"

ورأت أصلي أيدنتاتشباس العضو في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، وهو مركز دراسات مقره في برلين، أن الحرب في أوكرانيا "يمكن أن تنعكس إيجاباً على العلاقات اليونانية التركية".

وقالت لوكالة فرانس برس "بعدما اعتمدت تركيا لسنوات سياسة خارجية متشددة وعزلت نفسها عن المنطقة، تسعى حالياً لتطبيع علاقاتها مع خصومها الإقليميين".

ولفتت الخبيرة إلى أن المسؤولين يدركون أنه من جانبي بحر إيجه "يتغير العالم، ويعاد النظر في الأمن الأوروبي بشكل لم يكن من الممكن تصوّره قبل ثلاثة أشهر"، ما يرغم البلدين على "الدخول في حوار استراتيجي".

وقال رئيس الوزراء اليوناني، الأربعاء ، "إن كان هناك خلافات بيننا، هذا لا يعني، وخصوصاً في ظل الأوضاع الحالية، أنه لا ينبغي التحاور"، معرباً في الوقت نفسه عن "تطلعات محسوبة وواقعية" للقاء الأحد.

ولا يتوقع أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مقدونيا سبيروس ليتساس "نتيجة حاسمة" خصوصاً أن "البلدين يتكلمان لغتن مختلفتين".

ورأى سنان أولجن أن هدف القمة هو بالأحرى "استبعاد أي عمل استفزازي قد يقود إلى تصعيد جديد".

تصنيفات