Open toolbar

الرئيس النيجيري المنتخب بولا تينوبو خلال خطاب أمام أنصاره في أبوجا- 1 مارس 2023 - AFP

شارك القصة
Resize text
لاجوس-

دعا مرشّح الحزب الحاكم في نيجيريا بولا تينوبو، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، الأربعاء، خصومه إلى العمل "معاً"، بعد عملية اقتراع متنازع عليها مع المعارضة التي ندّدت بحصول تزوير.

وقالت اللجنة الوطنية للانتخابات إنّ تينوبو، مرشّح حزب "مؤتمر كلّ التقدّميين"، حصل على 8.8 ملايين صوت في الاقتراع الذي شهد أكبر منافسة في تاريخ نيجيريا الديمقراطي.

وتقدم على منافسَيه الرئيسيَّين عتيق أبو بكر، مرشّح حزب الشعب الديمقراطي الذي حصل على 6.9 ملايين صوت وبيتر أوبي، مرشّح حزب العمّال الذي حصد 6.1 ملايين صوت.

وبالإضافة إلى تصدّره النتائج على المستوى الوطني فقد حصد تينوبو أيضاً أكثر من 25% من الأصوات في ثلثي ولايات البلاد على الأقلّ (24 من 36 ولاية على الأقلّ) بالإضافة إلى منطقة العاصمة أبوجا، وهو شرط لا بدّ منه لفوزه بالرئاسة. وخصه أنصاره باستقبال حار في مقر حملته الانتخابية بعيد إعلان فوزه.

اتهامات بالتزوير

وقال تينوبو متوجها للمعارضة: "أدعو منافسيي إلى تشكيل فريق يضمنا جميعاً. هذا وطننا الوحيد". وكانت المعارضة اتهمت السلطات بعمليات تزوير "هائلة" قبل إعلان النتائج حتى.

وأضاف: "هذا بلدنا يتعين علينا بناءه معاً وإصلاح ما تحطم منه. يجب أن نعمل بشكل موحد".

وفي خطاب آخر في أبوجا الأربعاء، خاطب المرشّح الفائز هذه المرة النيجيريين. وقال: "سأعمل ليلاً ونهاراً من أجلكم وخصوصاً الصغار". وأضاف: "أطلب منكم الانضمام إلينا حتى نتمكّن من البدء في إعادة بناء بيتنا الوطني معاً".

 ويتوقع أن تصبح نيجيريا البالغ عدد سكانها 216 مليوناً، في العام 2050 ثالث أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني في غرب إفريقيا المهدد بتراجع كبير للديمقراطية وبانتشار العنف المسلح.

ولم يصدر أيّ رد علني بعد ظهر الأربعاء من قبل المرشّحين الخاسرين، لكن يوسف داتي بابا أحمد الذي كان من المفترض أن يشغل منصب نائب أوبي، تعهّد بـ"أنّنا سنذهب إلى المحكمة"، كما حثّ أنصاره على "التزام الهدوء والسلام".

وبعد إعلان النتائج، يُمنح المرشحون 21 يوماً للطعن في الانتخابات أمام المحكمة.

ويترك هذا الانتصار طعماً من المرارة لدى جزء من الشباب الذي وضع آماله في التغيير في شخص بيتر أوبي، إذ استقطبت شخصية الحاكم السابق البالغ 61 عاماً والمعروف بنزاهته، جزءاً كبيراً من الشباب المتعطّش للتغيير والذين سئم من النخب الحاكمة التي تقدمت بالسن والمتهمة بالفساد.

وقال نيكوديموس دانيال (27 عاماً) وهو سائق دراجة نارية في أونيتشا (جنوب شرق): "نحن مستاؤون"، مضيفاً أنّ "تينوبو هو واحد من الأسوأ. إنه رجل فاسد وشرير، أنا لا أثق به".

وتخلّل الصعود السياسي لتينوبو اتهامات عدة بالفساد، من دون أن تتمّ إدانته، ولطالما نفى هذه الاتهامات.

"أفضل شخص للمنصب"

من جهته، أشاد الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري (80 عاماً) بفوز تينوبو. وقال "انتُخب من قبل الشعب، إنه أفضل شخص لهذا المنصب".

ورغم أنه اعترف بوجود "عيوب" في العملية الانتخابية التي ندَّد بها كثير من المراقبين، إلّا أنه أشار إلى أنّ ذلك لم يقوّض "انتظام" الاقتراع.

ولم تُعرف نسبة المشاركة الرسمية إلى الآن، لكنّ التقديرات تفيد بأنّها منخفضة. وأشارت منظمة "ياجا أفريكا" Yiaga Africa غير الحكومية إلى أنّ نسبة المشاركة بلغت حوالى 30%، أي قريبة من تلك المسجلة في 2019 (33%).

وفي لاجوس المدينة الكبرى البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، استأنفت الحياة مجراها الطبيعي الأربعاء، باستثناء بعض التجمّعات الصغيرة التي ضمّت شباباً لوّحوا بأعلام الحزب الحاكم. ويأتي ذلك فيما خسر تينوبو في معقل الحزب الحاكم، حيث صوّتت الغالبية لصالح أوبي، السبت.

وقال أبيولا أديسينا (47 عاماً): "يجب على البلاد أن تمضي قدُماً"، مضيفاً: "نعم، إنه مسن، ولكنه منفتح الذهن وسيضمن وحدة بلادنا".

وأصبحت نيجيريا قوة ثقافية عالمية بفضل قطاع نوليوود، السينمائي النيجيري القوي جداً، وموسيقى "أفروبيت" التي انتشرت بفضل فنانين مثل بورنا بوي وويز كيد.

لكنّ تينوبو سيرث عدداً لا يحصى من المشاكل، إذ سيضطلع بالمهمة الصعبة المتمثلة في إنقاذ البلاد التي تواجه اقتصاداً متعثّراً وعنفاً متكرّراً من قبل الجماعات المسلّحة وقطاع الطرق، في ظلّ فقر السكان بشكل عام.

ورغم أنّه كان يُنظر إلى تينوبو على أنّه المرشّح الأوفر حظّاً في هذه الانتخابات، إلّا أنّ شعبيته كانت تتراجع مع الوقت في مقابل شعبية بيتر أوبي الآخذة في الارتفاع.

يضاف إلى ذلك النقص الكبير جداً في الأوراق النقدية والوقود على مدى أسابيع قبل الانتخابات، ما فاقم من غضب النيجيريين الشديد أصلاً حيال السلطات التي لها سجل كارثي على خلفية انتشار كبير لانعدام الأمن وغلاء المعيشة.

ودعُي السبت الماضي، إلى الاقتراع أكثر من 87 مليون ناخب ليختاروا من بين 18 مرشحاً. وقد جرت عملية الاقتراع بهدوء عموماً.

ومنذ عودة الديمقراطية في العام 1999 جرت في نيجيريا 7 انتخابات على المستوى الوطني شهدت كلها تقريباً عمليات طعن بنتائجها.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.