أوكرانيا.. سلطات خيرسون تعلّق استفتاء الانضمام إلى روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
صورة جوية لمنطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا - 24 يوليو 2022 - REUTERS
صورة جوية لمنطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا - 24 يوليو 2022 - REUTERS
موسكو / كييف-وكالات

أعلنت إدارة منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا المعينة من قبل روسيا، الاثنين، تعليق التحضيرات لتنظيم استفتاء حول انضمام هذه الأراضي التي تتعرض لهجوم أوكراني مضاد واسع النطاق منذ أيام، إلى روسيا.

وقال كيريل ستريموسوف كبير مسؤولي إدارة خيرسون: "كنا مستعدين للتصويت، وكنا نريد تنظيم استفتاء في وقت قريب جداً، لكن نظراً إلى المستجدات سنتوقف قليلاً في الوقت الراهن".

وأضاف ستريموسوف للتلفزيون الروسي العام "روسيا-1" أن "ذلك يُفسّر بطريقة عملية، الأمر يتطلب عدم المضي قدماً بسرعة كبيرة وإنجاز المهام الرئيسية: تأمين الغذاء للسكان وضمان سلامة السكان".

بعد وقت قصير، أراد المسؤول نفسه التخفيف من وطأة تصريحاته، فأشار إلى "أن الأمر ليس تعليقاً" لأن موعد الاستفتاء المقرر في الخريف، لم يُحدّد أصلاً.

وقال في مقطع فيديو نشره على تطبيق "تيليجرام" إن "الاستفتاء سيُنظّم مهما حصل، لن يلغيه أحد"، لكنه أضاف: "لا تسير كل الأمور بالسرعة (التي نتوقعها) كما نقول في بلدنا، لكن الأمور ستحصل عملياً". 

منذ أسابيع، تؤكد سلطات خيرسون وزابوروجيا المعينة من قبل روسيا، أنها تحضّر لاستفتاءات حول ضمّ المنطقتين إلى روسيا اعتباراً من الخريف، وهو ما حصل عام 2014 عندما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

لكن خيرسون ومنطقتها تتعرضان لهجوم مضاد تشنّه القوات الأوكرانية، التي تقول إنها استعادت بلدات عدة، وكبّدت الروس خسائر، واحدثت اضطرابات في خطوط الإمداد الروسية، من خلال جعل الجسور الرئيسية في المنطقة غير سالكة.

وأفادت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني ليل الأحد الاثنين على "فيسبوك" بأنه "تم تدمير مستودع ذخائر للعدو قرب تومينا بالكا" البلدة الواقعة إلى غرب خيرسون، وجسر عائم قرب قرية لفوفي، ومركز تفتيش للجيش الروسي إلى جنوب شرقي خيرسون.

من جانبه أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعادة "بلدتين في الجنوب" وبلدة ثالثة في الشرق لم يذكر أسماءها، وذلك في رسالته اليومية مساء الأحد.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها تسببت بخسائر فادحة للأوكرانيين "الذين يحاولون التمركز في بعض المناطق" في الجنوب. 

مطالب أوكرانية

وفي ظل تصاعد المواجهات بين الجانبين، حث رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال الاتحاد الأوروبي على إمداد كييف بمزيد من الأسلحة والعتاد، وعرض في الوقت نفسه المساعدة في تلبية احتياجات دول التكتل من الغاز بهدف تقليل اعتمادها على روسيا.

وقال شميهال للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في بروكسل: "نحن بحاجة إلى المزيد من الأسلحة المتطورة مثل أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والدفاع عن السفن".

وأضاف أن بلاده تحتاج أيضاً إلى طائرات، ومزيد من العربات المدرعة، في ظل عدم وجود أي مؤشرات على استعداد روسيا لإنهاء الحرب التي تصفها موسكو بأنها "عملية عسكرية خاصة".

كما اقترح على الاتحاد الأوروبي أن ترسل أوكرانيا بعضاً من شحنات الغاز إلى دول التكتل، بهدف تخفيف أزمة الطاقة التي دفعت الأسعار إلى مستويات مرتفعة قياسية.

تطورات ميدانية

وعلى الصعيد الميداني، أعلن الجيش الأوكراني أنه أتلف في زابوروجيا بطاقات اقتراع مطبوعة معدة للاستفتاء في هذه المنطقة، في حين أعلنت شركة "إينرجوأتوم" الأوكرانية الحكومية فصل آخر مفاعل يعمل في محطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوروجيا عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، الاثنين. 

وكتبت الشركة على تطبيق "تيليجرام": "تم إغلاق المفاعل رقم 6 وفصله عن الشبكة"، وعزت الأمر إلى حريق "اندلع بسبب القصف" وألحق أضراراً بخط كهرباء يربط هذه الوحدة بالشبكة الأوكرانية. 

كان هذا المفاعل الوحيد الذي يعمل من بين 6 في المحطة الواقعة بجنوب البلاد، الأكبر في أوروبا والتي تسيطر عليها القوات الروسية.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يتواجد خبراؤها في الموقع أعلنت، السبت، إغلاق المفاعل رقم 5 بسبب الأضرار التي لحقت بخط كهرباء في أعقاب قصف. أما المفاعلات الأربعة الأخرى في زابوروجيا فهي مفصولة عن الشبكة منذ أسابيع. 

يأتي الحادث الأخير بعد زيارة قام بها الجمعة، وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة التي تتبادل كييف وموسكو منذ أسابيع الاتهامات بقصفها، مما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية. 

قاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي الوفد الذي غادر معظم أفراده المحطة في اليوم نفسه. وقالت "إنرجوأتوم" في بيان منفصل إن من بين الخبراء الستة الذين بقوا في الموقع، غادر أربعة صباح الاثنين بينما سيتواجد الاثنان الباقيان فيها بشكل دائم. 

تضم المحطة 6 مفاعلات تبلغ طاقة كل منها 1000 ميغاوات، وسيطرت عليها القوات الروسية في مارس، بعد وقت قصير من بدء غزوها لأوكرانيا.

"كارثة جديدة"

وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني إن انقطاعاً جديداً للتيار الكهربائي بين محطة الطاقة النووية والشبكة الوطنية، وضع المحطة للمرة الثانية "على بعد خطوة من كارثة إشعاعية"، ملقياً باللوم على تجدد القصف الروسي.

وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور: "مرة أخرى، للمرة الثانية بالفعل، وبسبب الاستفزاز الروسي، أصبحت محطة زابوروجيا على بعد خطوة واحدة من كارثة إشعاعية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات