قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي، الأحد، إن إيران والقوى العالمية الست "اقتربوا من إحياء الاتفاق النووي"، لافتاً إلى أن "الوفود ستعود بعد اجتماع الأحد إلى عواصمها ليس لإجراء مشاورات بل أيضاً لاتخاذ القرار".
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن عراقجي قوله، "الأحد هو آخر يوم من اجتماعات الجولة السادسة من المفاوضات وقد أمضينا محادثات مكثفة جداً وأنجزنا عملاً صعباً للغاية".
وأضاف عراقجي قبل انعقاد اللجنة المشتركة المعنية بالاتفاق النووي الإيراني اجتماعها في فيينا، الأحد، "نحن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق لكن الهوة القائمة بيننا وبين الاتفاق لا تزال قائمة وسدها ليس بالمهمة السهلة".
وتهدف مفاوضات فيينا إلى إحياء الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة طهران إلى التزاماتها النووية.
وعقدت 6 جولات من المحادثات حتى الآن في العاصمة النمساوية فيينا، وسط مشاركة أميركية غير مباشرة عبر الوسطاء الأوروبيين.
القضايا الرئيسية
وأوضح عراقجي أنه "نحن الآن في وضع نعتقد فيه بأن جميع وثائق التوافق جاهزة تقريباً"، مشيراً إلى أن "القضايا الرئيسية المختلف بشأنها تم حل بعضها فيما البعض الأخر منها مازالت غير محلولة إلا أنها اتخذت شكلاً دقيقاً ومن الواضح تماماً أبعاد هذه الخلافات".
وتوقع عراقجي أن الوقت قد حان "لاتخاذ الأطراف الأخرى قرارتها لأن مشهد المفاوضات والتوافق المحتمل واضح تماماً. ينبغي عليهم اتخاذ قراراتهم".
ولفت إلى أنه "من الواضح الآن أي المجالات والأعمال ممكنة وأيها غير ممكنة، لذا فقد حان الوقت لتتخذ جميع الأطراف خاصة الأطراف المقابلة لنا قراراتها النهائية".
وأشار رئيس الوفد الإيراني المفاوض، أنه بناء على ذلك "سنوقف المفاوضات بضعة أيام ولا يمكنني تحديد عددها الآن بالضبط لنعود إلى العواصم ليس فقط من أجل إجراء مشاورات، بل أيضاً لاتخاذ القرار".
تقدم المفاوضات
وبشأن مدى تقدم المفاوضات، قال عراقجي: "لقد حققنا التقدم في كل جولة، كان التقدم أكثر في قسم منها وأقل في الآخر، إلا أن الفراغ المتبقي الذي يفصلنا عن الوصول إلى الاتفاق ليس عملاً هيناً".
وأردف: "نحن بحاجة إلى قرارات وعلى الأطراف الأخرى لنا أن تتخذها غالباً"، أملاً بأن "نتجاوز في الجولة القادمة هذه المسافة القصيرة رغم صعوبتها وأن نتمكن من الوصول إلى حصيلة نهائية".
وأعرب عراقجي عن أمله بأن تكون الحصيلة النهائية في "الجولة القادمة"، مؤكداً أنه "لا يمكن التكهن هل بإمكاننا أن ننجز هذا الأمر أم لا في الجولة القادمة لكنني متفائل جداً".
وجاء تصريح عراقجي بعد ساعات من تأكيد المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة ميخائيل أوليانوف في تغريدة على تويتر، أن " اللجنة المشتركة المعنية بالاتفاق النووي الإيراني، ستجتمع الأحد 20 يونيو"، مشيراً إلى أن عملية استعادة الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مازالت في "متناول اليد، ولكن لم يتم الانتهاء منها".
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن، السبت، أن اللجنة المشتركة المعنية بالاتفاق النووي الإيراني ستستأنف أعمالها في فيينا، الأحد، وذلك وسط مساعٍ لإنجاز اتفاق قبل تنصيب إبراهيم رئيسي الذي انتخب السبت، رئيساً جديداً لإيران.
وأضاف الاتحاد في بيان أن المشاركين سيواصلون مناقشاتهم بخصوص عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى الاتفاق النووي، وكيفية ضمان التطبيق الكامل والفعال لبنوده.
وذكر البيان أن مسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ونائب الأمين العام لدائرة الشؤون الخارجية الأوروبية إنريكي مورا، سيترأسان الاجتماعات التي ستحضرها الصين وفرنسا وألمانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، وإيران.