الجيش الإسرائيلي يعترف بمسؤوليته عن وفاة مسن فلسطيني - أميركي

time reading iconدقائق القراءة - 5
فلسطينيون يشيعون المسن عمر عبد المجيد أسعد الذي توفي بعد اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية في قرية جلجيلية بالضفة الغربية المحتلة- 13 يناير 2022 - REUTERS
فلسطينيون يشيعون المسن عمر عبد المجيد أسعد الذي توفي بعد اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية في قرية جلجيلية بالضفة الغربية المحتلة- 13 يناير 2022 - REUTERS
القدس/دبي- رويترزالشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين، أنه أقصى ضابطين وسيوجه اللوم لقائد كتيبة، وذلك على خلفية وفاة مسن فلسطيني في وقت سابق من الشهر الماضي، فيما قال إنه ناجم عن "خطأ أخلاقي وسوء اتخاذ قرار".

وعُثر على عمر عبد المجيد أسعد (78 عاماً)، وهو مواطن أميركي أيضاً، ميتاً وقد كبلت يداه، بعد أن اعتقلته قوات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة يوم 12 يناير. وخلص تشريح فلسطيني للجثة إلى أنه تعرض لنوبة قلبية مفاجئة ناجمة عن إجهاد على خلفية التعامل معه بخشونة.

وأشار بيان عسكري إسرائيلي الاثنين، إلى أن "التحقيق خلص إلى أن الواقعة كانت حادثاً خطيراً ومؤسفاً"، فيما "تم التوصل إلى أنه لم يكن هناك استخدام للعنف خلال الواقعة، باستثناء وقت القبض على أسعد بعد رفضه التعاون".

وأضاف البيان، أن التحقيقات أظهرت أنه "خلال نشاط عسكري أجري ليلاً، في بلدة جلجليا (...) أقدمت القوات الإسرائيلية على توقيف سيارات للتفتيش، كان عمار أسعد يقود إحداها، ولم تكن بحوزته بطاقة هوية، كما رفض الانصياع للفحص والتفتيش"، وفق البيان.

وتابع البيان الإسرائيلي: "نظراً لعدم تعاون أسعد الذي استمر لعدة دقائق في المعارضة، وُضعت قطعة قماش على فمه لفترة من الوقت وتم تقييد يديه، واقتادته القوات إلى ساحة مبنى قريب حيث تواجد 3 فلسطينيين كانت القوات الإسرائيلية أوقفتهم أيضاً، وتم إطلاق سراح الفلسطينيين، فيما حررت يدا أسعد من الأغلال"، وفق البيان.

وأوضح التحقيق أن "القوات لم تلاحظ أي علامات أو أعراض تظهر وضع أسعد الصحي. ونتيجة لمعارضته، اعتقد الجنود أنه كان نائماً، ولم يحاولوا إيقاظه، ليتم الإعلان عن وفاته بعد ساعات".

وبحسب البيان الإسرائيلي "خلص التحقيق إلى أن الحادث خطير ومؤسف"، سببه "فشل" تعامل القوات الإسرائيلية، نتيجة "ترك أسعد على الأرض بمفرده، من دون أي معالجة أو إبلاغ القادة. كما ظهرت ثغرات في تخطيط وتنفيذ المهمة بطريقة لا تخدم النشاط العسكري"، ولكن البيان أضاف، أن التحقيق أظهر أنه "لا يوجد استخدام للعنف باستثناء في مرحلة التغلب على معارضته".

وذكرت السلطات الإسرائيلية، أن رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي أصدر أمراً بـ"ضرورة استخلاص نتائج التحقيق ونشرها بين جميع القوات، لمنع تكرار مثل هذه الحالات"، وأضاف: "سيتم توجيه قائد كتيبة (نتساح يهودا) من قبل قائد قيادة المنطقة الوسطى. وسيتم اتخاذ إجراءات الفصل الفوري بحق كل من قائد السرية وقائد الفصيلة، ولن يشغلا مناصب قيادية لمدة عامين".

وفي الإطار، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في مؤتمر صحافي الثلاثاء: "لم نر بعد تقريراً نهائياً من الحكومة الإسرائيلية، ونواصل دعم تحقيق شامل يحتوي على ملابسات الحادث، ونرحب بتلقي معلومات إضافية في أقرب وقت ممكن".

وفي الـ12 من يناير الماضي، قال رئيس المجلس المحلي القروي في فلسطين فؤاد مطيع، إن مُسناً من قرية جلجليا شمالي الضفة الغربية المحتلة يحمل الجنسية الأميركية، عُثر عليه ميتاً، بعدما احتجزه جنود إسرائيليون وتركوه مكبل اليدين.

وأضاف في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن وحدة تضم 30 إلى 40 جندياً إسرائيلياً نصبت في الساعة الثانية فجراً، كميناً وسط قرية جلجليا، مبيناً أنهم "أوقفوا السيارات وسط القرية واعتقلوا ركابها وقيدوا أيديهم".

ولفت إلى أن أسعد في الثمانين من عمره، كان عائداً إلى منزله بعد زيارة لأقاربه، عندما تم اعتقاله وتقييد يديه وضربه وتركه في مبنى قيد الإنشاء، ليتم العثور عليه صباحاً ميتاً بعد مغادرة الجنود القرية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الحادث تسبب بإصابة أسعد بـ"نوبة قلبية"، وأضافت: "نُقل أسعد إلى أحد المراكز الطبية القريبة من المكان، ثم نقل إلى مجمع فلسطين الطبي ووصل متوفياً". 

وفي الـ26 من الشهر ذاته، أظهرت نتيجة عملية تشريح أجراها أطباء فلسطينيون، أن أسعد أصيب بسكتة قلبية مفاجئة ناجمة عن التوتر الناتج عن معاملته بخشونة. وحمّل التقرير القوات الإسرائيلية مسؤولية وفاته.

وقال التقرير، الذي أصدرته وزارة العدل الفلسطينية، إنه بناء على التفاصيل المحيطة باعتقال أسعد قبل الفجر، بمسقط رأسه في قرية جلجيلية وتشريح الجثة، "فإننا نعلل سبب الوفاة بالتوقف المفاجئ في عضلة القلب الناجم عن التوتر النفسي بسبب العنف الخارجي الذي تعرض له".

تصنيفات