
قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إن الرئيس الصيني شي جين بينج لم يكن على دراية بـ"منطاد التجسس الصيني" الذي رُصد في سماء الولايات المتحدة مطلع فبراير وأسقطته مقاتلة أميركية لاحقاً، ما يسلط الضوء على "الانقسام" بين القيادة المدنية والعسكرية العليا في البلاد.
وأضاف وكيل وزارة الدفاع للسياسة كولين كال في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الصيني "ربما كان على علم ببرنامج مناطيد المراقبة، ولكن ليس منطاد التجسس الذي كان يحلق في الأجواء الأميركية، إلى أن استحوذ المنطاد على اهتمام واسع النطاق بعد رصده فوق الولايات المتحدة".
وزاد: "أظن أنه سأل جيشه عن ذلك، وبدأ جيشه في التراجع واختلاق الأعذار. هناك انقسام مدني عسكري كبير داخل النظام الصيني (...) شي جين بينج لا يثق في جيشه. إنه لا يفعل".
واعتبرت الصحيفة أن تأكيد كال، باعتقاده أن شي يشك في قادته العسكريين، ربما يعد أقوى تعليق علني من قبل مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن في هذا الشأن.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الرئيس الصيني صاغ هويته وصورته حول فكرة أنه وريث الحماسة الثورية الأصلية للحزب الشيوعي وتقاربه القوي مع الجيش الصيني.
وعلى غرار أسلافه، يشغل شي منصب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، لكن العديد من المحللين قالوا إنهم يعتقدون أنه أقرب إلى القادة العسكريين من أي رئيس حزب منذ عهد دنج شياو بينج (1982 - 1987)، وماو تسي تونج (1949 - 1976).
"تواصل صعب"
وفي مناقشة أجرتها جامعة كولومبيا، الجمعة، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركي آفريل هاينز، إن التواصل مع الصين في أوقات الأزمات "كان أصعب بكثير من التحدث إلى القادة السوفييت خلال الحرب الباردة".
وأضافت أن المسؤولين الصينيين "يميلون إلى التفكير في القضايا على مدى فترات أطول بكثير من القادة الأميركيين، ما يزيد من تعقيد الاتصالات بين المركزين السياسيين".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الاحتجاج على "منطاد المراقبة" مبالغاً فيه، قالت هاينز: "إن الأمر جنوني، إنه أشبه بحلقة من المسلسل الأميركي (نائبة الرئيس)"، لكنها أضافت أنه من المعقول أن يكون هناك "رد فعل قوي على المنطاد".
ولفت كولن كال، إلى إمكانية أن يجري وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع وانج يي، كبير مسؤولي السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، محادثات على هامش مؤتمر "ميونيخ للأمن" الذي يُختتم الأحد، مشيراً إلى أن كلا الجانبين "يتطلعان إلى تجاوز هذا الأمر".
وأضاف: "أعتقد أنهم محرجون تماماً من الوضع برمته، إنهم يريدون إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح".
وأوضح أن الولايات المتحدة لديها أيضاً "مصلحة في وضع الأمور في نقطة يمكن منها إجراء محادثات ناضجة".
طمأنة الأميركيين
وسعى الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، إلى طمأنة الأميركيين بأن ثلاثة أجسام جوية أخرى تم إسقاطها ليست مرتبطة ببكين، قائلاً إنه يعتزم "التحدث مع شي لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة".
وجاءت جهود إدارة بايدن لإعادة العلاقات المتوترة بشدة مع بكين إلى وضع "أكثر صلابة"، في وقت أكمل فيه غواصون من البحرية الأميركية، عملية استعادة حطام المنطاد، الذي أسقطته مقاتلة أميركية قبالة ساحل ساوث كارولينا هذا الشهر، وفقاً للقيادة الشمالية الأميركية.
وقال مسؤول أميركي، الجمعة، إن الحكومة ألغت البحث عن حطام جسمين طائرين مجهولي الهوية، في مناطق نائية في ألاسكا وحول بحيرة هورون بولاية ميشيجان، بعد أيام من إسقاطهما في 10 و12 فبراير.
وجرى إرسال حطام المنطاد الذي أُسقط إلى مختبر تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي بولاية فيرجينيا، لمعرفة ما تمكن المنطاد من التقاطه أثناء عبوره أجزاءً من الولايات المتحدة.
وأطلقت مقاتلة أميركية من طراز "F-22" صاروخ Sidewinder على المنطاد من ارتفاع يتراوح بين 60 إلى 65 ألف قدم.