Open toolbar

محتجون يضيئون الشموع بالعاصمة الصينية بكين من أجل ضحايا حريق مبنى سكني في غرب البلاد. 27 نوفمبر 2022 - Bloomberg

شارك القصة
Resize text
دبي -

تحولت مجموعات نسائية تضم فنانات وكاتبات شابات إلى رمز لجيل جديد من المعارضة في الصين، على خلفية مشاركتهن في احتجاجات نادرة ترفض قيود وباء فيروس كورونا، حسبما أفادت "وول ستريت جورنال".

واعتقلت السلطات معظم الشابات اللواتي شاركن في الاحتجاجات، بحسب الصحيفة، التي لفتت إلى أنه وبالإضافة إلى قيود كورونا فقد تولد تلك الاحتجاجات كذلك من "الغضب من قمع الحريات والتضييق على حقوق النساء".

وأشارت إلى أنه في يوم 27 نوفمبر الماضي، انضمت الكاتبة تساو تشي شين، التي كانت على مشارف عامها السادس والعشرين في ذلك الوقت، إلى احتجاج بالقرب من حي السفارات في بكين مع عدد قليل من صديقاتها.

وأوضحت أن المشاركة في هذه المسيرة كانت قراراً عفوياً، جعل تساو وصديقاتها عن طريق المصادفة رموزاً للتحدي الأكثر علنية للحكومة منذ جيل.

وكانت تلك المسيرة جزء من "موجة غضب" في مختلف أنحاء الصين أشعلها حريق مميت في مبنى سكني في غرب البلاد، كان تحت قيد إغلاق تدابير مكافحة كوفيد. وأحضرت تساو وصديقاتها الزهور والشموع ورددن مع الحشد  الرثاء الصيني التقليدي "وداع".

وفوجئ الحشد برؤية الكثير من الأشخاص يشاركون في تلك الاحتجاجات، رغم الإجراءات التي فرضتها السلطات. وكانت مشاهد مماثلة تظهر في جميع أنحاء الصين في تلك الليلة حيث امتد الغضب بسبب القيود الوبائية القاسية إلى الشوارع. وفي بعض المدن، بما في ذلك بكين، ودعا بعض المتظاهرين مباشرة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى التنحي، وهو انتقاد علني غير عادي.

وبقي الحشد في هذه المسيرة حتى بعد منتصف الليل. لكن السلطات بدأت في تنفيذ حملة اعتقالات بحقهم.

حملة اعتقالات

وفي 29 نوفمبر 2022، طرقت الشرطة باب تساو، وصادرت أجهزتها الرقمية واقتادتها إلى مركز الشرطة المحلي لاستجوابها، قبل إطلاق سراحها. وعلمت تساو أن الشرطة فعلت الشيء ذاته مع 5  أشخاص على الأقل من صديقاتها.

ومن بين المشاركات في هذه المسيرة، ألقت السلطات القبض على 8 نساء على الأقل بين 18 ديسمبر و6 يناير. ومنذ ذلك الحين أفرج عن ثلاثة منهن بكفالة. وهناك أربعة على الأقل في السجن ، بما في ذلك تساو، التي تم احتجازها مرة أخرى في 23 ديسمبر. وهناك واحدة من المشاركات في الحشد لم تتوافر معلومات عنها بعد.

واستندت الصحيفة في هذه الرواية إلى محادثات مع أشخاص مقربين من النساء المحتجزات، وكتاباتهن ومنشوراتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن وثائق قانونية.

وقالت الصحيفة إن هذه المجموعة هي جزء من "جيل جديد من المعارضين الصينيين". وتأتي هذه المجموعة النسائية، ومعظمهن في منتصف العشرينيات من العمر، من خلفيات الطبقة المتوسطة وذهبن إلى جامعات النخبة.

وأصبحت الكثيرات في تلك المجموعة محبطات بشكل متزايد من "الضوابط الاستبدادية" في الصين والفرص المتناقصة، لكن اللافت أنهن لن يتحدثن علناً عن الأمور السياسية قبل مشاركتهن في الاحتجاجات.

وأشارت الصحيفة إلى أن تساو وصديقاتها وغيرهن ملأن فراغ شبكة فضفاضة من محامي حقوق الإنسان والناشطين والمنظمات غير الحكومية التي تم حلها إلى حد كبير خلال فترة حكم الرئيس شي جين بينج. 
واعتبرت أن تساو وصديقاتها أصبحن يمثلن وكلاء لتيار خفي من المعارضة التي تقلق بكين.

وذكرت أن مجموعة الصديقات اللواتي ذهبن إلى تجمع بكين في يوم 27 نوفمبر لسن ناشطات منظمات، لكنهن زمرة مميزة من الكاتبات والمحررات والفنانات والمخرجات.

"سلاح الصوت والصورة"

وقالت منظمة "ليو بين"، وهي منظمة نسوية صينية مقرها الولايات المتحدة: "لقد تم تفريق شمل الناشطين المتمرسين، وبعد ذلك كل ما تبقى هم مجموعة من الشباب المثاليين والمثقفين الذين ليس لديهم الكثير من الخبرة السياسية. لكن حتى هؤلاء الأشخاص قد تم اعتقالهم".

وأصبحت تساو وجهاً لتلك المجموعة منذ أن قامت بتصوير مقطع فيديو تقول فيه إنها على وشك أن يتم القبض عليها. ونشرت صديقاتها الفيديو على منصات يوتيوب وتويتر وإنستجرام بعد أن تم اقتيادها إلى مكان غير معلوم.

وكانت قد اقترحت على مجموعة الأصدقاء عبر منصة "وي تشات"، الانضمام إلى تجمع في تلك الليلة، وفقاً لأشخاص مقربين منها.

وبصرف النظر عن الحريق المميت في مدينة أورومتشي بغرب البلاد، علمت هذه المجموعة من النساء بالاحتجاجات على قيود كورونا، والتي اندلعت في أماكن تتراوح من مصنع تجميع "آيفون" إلى حرم الجامعات إلى شوارع شنغهاي.

وتحدثت تساو باستفاضة عن هذه الأحداث مع صديقها ، الذي يدرس في الولايات المتحدة، والذي قال: "أتمنى لو كانت قد أتيحت لي الفرصة لإخبارهن باتخاذ تدابير احترازية قبل ذهابهن إلى المسيرة".

وبعد اعتقالها في المرة الأولى اعتقدت تساو أن القصة انتهت عند هذا الحد. ولكن في 18 ديسمبر، بينما كانت تشاهد المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم بين فرنسا والأرجنتين، علمت تساو أن بعض صديقاتها ألقي القبض عليهن مجدداً.

وأخبرت صديقها أن ما نما إلى علمها من أخبار جعلها "ترتجف من أعماقها"، وفقا لما أوردته "وول ستريت جورنال".  

وقفزت تساو على متن قطار متجه إلى هنجيانج، وهي المدينة التي تقع في وسط الصين، حيث يعيش والداها. وهناك، وبناء على نصيحة دفع بها إليها أحد المحامين، قامت تساو في 22 ديسمبر بتسجيل مقطع فيديو مدته 3 دقائق، تحدثت فيه عن الاعتقالات، وتساءلت عن الأسباب التي تدفع بالسلطات إلى استهدافهم.  

وقالت في المقطع: "إننا نهتم بالمجتمع. وما فعلناه كان تعبيراً طبيعياً كمواطنين". وفي النهاية ناشدت السلطات قائلة: "لا تجعلونا نختفي على هذا النحو".  

تهم "زعزعة النظام"

وفي اليوم التالي، اصطحبها ضباط شرطة من بكين بعيداً عن منزل والديها للاشتباه في مشاركتها في ما تطلق عليه الحكومة "تجمع حاشد لزعزعة النظام في مكان عام".  

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه "لم يكن ممكناً تحديد عدد الأشخاص الذين تعرضوا للاعتقال في جميع أنحاء الصين منذ اندلاع الاحتجاجات في نوفمبر".  

ولكن الصحيفة الأميركية تمكنت من إحصاء "أكثر من 20 حالة في بكين وحدها"، استناداً إلى "معلومات من نشطاء حقوقيين وأشخاص مطلعين على بعض حالات الاعتقال"، الذين أفادوا بأن "غالبية هذه الحالات من النساء".  

"وول ستريت جورنال" أشارت أيضاً إلى أن "مكتب الأمن العام في بلدية بكين لم يرد على طلب الصحيفة للتعليق".  

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في الأيام التي تلت الاحتجاجات إن المواطنين الصينيين يجب أن يحصلوا على حقوقهم بموجب القانون، ودافع عن قيود كورونا التي تنتهجها حكومة الصين واصفاً إياها بأنها "علمية وصحيحة وفعالة"، وفقا لما أوردته "وول ستريت جورنال".  

وفي ديسمبر، أخبر الرئيس الصيني وفداً من الاتحاد الأوروبي بأن المحتجين هم بالأساس "مجموعة من الطلاب والشباب المحبطين"، وفقا لما رواه المسؤولون الأوربيون لـ "وول ستريت جورنال"، مضيفين أنه "رغم ذلك، ساعد زخم التحدي على دفع الرئيس الصيني إلى التخلي عن سياسة صفر كوفيد الصارمة التي خضعت لها البلاد على مدى قرابة 3 سنوات".  

محتجات مبتدئات

وكمحتجات مبتدئات تركت تساو وصديقاتها أثراً كان سيتجنبنه إذا كانت لديهن خبرة الاحتجاج، إذ أنشأن مجموعة نصية جديدة لمناقشة لوجيستيات حضور تجمع بكين، وأضفن عشرات أخريات. واستخدمن منصة تليجرام، وهو تطبيق مشفر.  

ولكن جاء إنشاء مجموعة بأرقام هواتف يمكن تتبعها بمثابة "ناقوس خطر دق بقوة في آذان السلطات". وشارك بعضهن صوراً من الاحتجاجات على منصة "وي تشات"، وهي منصة مراقَبة عن كثب، ولم يحذفن الرسائل والصور من هواتفهن بعد انتهاء المسيرة، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".  

وحاول صديق أحد النساء طلب طعام لتوصيله لها في الحجز، ما كشف عن هويته أمام السلطات التي سرعان ما ألقت القبض عليه أيضاً، ثم أطلقت سراحه بكفالة.  

والتقت تساو، وهي من هواة مراقبة الطيور والعزف على القيثارة، معظم النساء في المجموعة بعد تخرجها في عام 2021 في جامعة رينمين المرموقة بدرجة الماجستير في التاريخ البيئي.  

وفي مجموعتهن على "وي تشات"، تجاذبت الفتيات البالغ عددهن نحو 20 فتاة أطراف الحديث ورتبن عشاءً جماعياً. وذهبن إلى المهرجانات السينمائية وحضرن العروض الكوميدية سوية. وعندما حضرن استئناف قضية #MeToo الشهيرة في المحكمة العام الماضي، انضمت بعضهن إلى حشد خارج قاعة المحكمة لدعم المرأة المتهمة. وتم رفض الاستئناف على قرار المحكمة السابق برفض الدعوى.  

وفي الجولة الأولى من التحقيقات، في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر، استفسرت الشرطة عما إذا كانت بعض النساء "نسويات أو مثليات أو تساندهن قوى أجنبية"، وفقاً لما قاله نشطاء وأصدقاء المعتقلات لـ"وو ستريت جورنال".  

وقالت ناشطة نسوية تعيش في بكين للصحيفة إن "الشرطة تريد تحديد من يقف وراء الاحتجاجات"، مضيفة أن النسويات والأشخاص الأعضاء في مجموعات مثليي الجنس، أو الذين حصلوا على درجات علمية من الخارج يمثلون "أهدافاً سهلة".

وكانت تساو وصديقاتها نموذجاً لهذا النوع من الأهداف، إذ أوضح حضورهن على الإنترنت أنهن نسويات. كما أن العديد منهن درسن في الخارج، وبعضهن يتواصل مع المنظمات غير الحكومية التي يشتبه منذ فترة طويلة في أنها تمارس نفوذاً أجنبياً داخل الصين.

وعلى غرار تساو، سمعت هذه الناشطة في ديسمبر أن بعض صديقاتها تعرضن للاعتقال من قبل الشرطة. وقبل يوم من إلقاء القبض عليها في 27 ديسمبر، كتبت على حسابها: "لا يمكنني الاتصال بأحد الآن بعد مصادرة الهواتف. الجميع اختفى".

والتقت المرأة محاميها لأول مرة الأسبوع الماضي. وفي وقت متأخر من الليلة نفسها تم إطلاق سراحها بكفالة من قبل مركز احتجاز منطقة تشاويانج في أطراف بكين، في الوقت الذي كان يجب أن تنضم فيه إلى أسرتها للاحتفال بالسنة القمرية الجديدة.  

النسوية تحت طائلة الهجوم

وبحسب "وول ستريت جورنال"، اكتسب القمع المستمر للناشطين زخماً كبيراً بسبب حملة القبض على النساء في 2015، واللاتي صرن يعرفن باسم "النسويات 5"وأعقب هذه الحملة القبض على العشرات من المحامين والنشطاء الحقوقيين، واستجوابهم، وتشديد الرقابة على مجموعات المناصرة.  

وغادر كثير من النشطاء البلاد، فيما توقف آخرون عن ممارسة أي نشاط، أو التمسوا مخابئ للاحتماء بها.  
وقال لو جون، الناشط الصيني البارز الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة لـ "وول ستريت جورنال" إن "الحكم السلطوي والرقابة الرقمية لا يمنحان المعارضة المنظمة سوى مساحة ضئيلة"، مستدركا أنه "ولكن، هذه الشبكات غير المرئية وغير المنظمة وغير الرسمية تستطيع تشكيل وحدات مقاومة".  

واستمرت موجة الغضب، وكانت أكثر زخما في صفوف الشابات، إذ تعرضت النسوية في عهد شي للتشويه من قبل القوميين الصينيين. وسعى الحزب الشيوعي الحاكم في الصين  إلى دفع النساء إلى تبني أدوار أكثر تقليدية داخل إطار الأسرة. ولأول مرة في ربع قرن، لم يضم المكتب السياسي للحزب الشيوعي أي عنصر نسائي في تغيير القيادات الذي حدث في أكتوبر.  

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن استعداء الشابات الصينيات تم أيضا "عبر سلسلة من الحوادث الوحشية التي طالت النساء"، بما في ذلك لقطات الفيديو التي انتشرت في أوائل العام الماضي لأم لثمانية أطفال تعرضت للإتجار بها، وظهرت مقيدة بالسلاسل حول عنقها في كوخ في الريف.  

وفي 26 نوفمبر، داخل مدرسة للفنون في شيان، في شمال غرب الصين، اندفعت مئات الطالبات، النسويات في الغالب، خارج العنابر للاحتجاج. وقالت إحدى النساء إنه بالنسبة لها فإن لقطة المرأة المقيدة بالسلاسل كانت بمثابة "جرس إنذار" بشأن المظالم الأوسع نطاقاً في الصين.

وفي إطار الحديث حول مطالبتها وطالبات أخريات بإنهاء إغلاق كورونا، الذي استمر على مدى شهر كامل، قالت المرأة إن "كل ما رأيته وسمعته كان يدفع باتجاه هذه اللحظة. لقد كانت تلقائية وحتمية"، وفقاً لما أوردته "وول ستريت جورنال".

اتساع نطاق المطالب

وقال ياكيو وانج، كبير الباحثين في الشأن الصيني بمنظمة "هيومان رايتس ووتش"، لـ "وول ستريت جورنال" إن "ما يميز هذا الجيل الجديد من المحتجين عن النشطاء السابقين هو اتساع نطاق مطالبهم"، موضحاً أن "الشباب يطالبون بحزمة أكبر من الحقوق المدنية، بما في ذلك حقوق المرأة والمثليين".  

وجاءت الاعتقالات الثمانية بمثابة موجات صدمة سرت بقوة عبر مجتمع الشابات اللاتي يعشن في المناطق الحضرية، واللاتي شاركن في مظاهرات نوفمبر.  

وقالت إحدى صديقات النساء المعتقلات التي شاركت أيضاً في الاحتجاجات، ولكن على مسافة بنايات قليلة من الأخريات، لـ "وول ستريت جورنال" إنها تعرف مقر إقامة إحدى صديقاتها التي أطلق سراحها مقابل كفالة، ولكنها تشعر أنها لا يمكنها الذهاب إلى هناك، أو حتى الاطمئنان عليها بالهاتف "خوفاً من أن يزداد الموقف تعقيداً".

وتحاول هذه الصديقة الآن البقاء "بعيداً عن الأنظار". وكغيرها في هذه الدائرة الاجتماعية فقد استشارت محامين وأعدت بياناً مكتوباً في حال تم اعتقالها. رغم ذلك فقد أكدت أن ما رأته في ليلة الاحتجاجات ألهمها الكثير، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".  

ووُصفت الاحتجاجات بأنها كانت "فوضوية للغاية لعدم وجود منظمين"، مضيفة أنها "كانت أيضاً بالغة التأثير.. كانت هذه أول مرة أرى فيها العديد من الأشخاص يعبرون عن مطالبهم في شوارع بكين".

أضاءت هذه الليلة أيضاً شعلة الأمل في قلوب بعض النشطاء الحقوقيين. في هذا السياق، قالت لو مياوكينج، المحامية الحقوقية الصينية المقيمة في الولايات المتحدة، لـ "وول ستريت جورنال" إنه "في الوقت الذي اعتقدنا فيه أن المجتمع المدني قد تداعى، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع".

وأكدت أن "الشباب سيتحملون الكثير من المصاعب، وقد يتم ردع بعضهم عن المشاركة". ولكنها أردفت: "ولكن من الممكن أيضاً أنهم قد يلهموا آخرين للانتفاض والاحتجاج".

"تأجيج الخلافات"

وقبل اعتقالها، كانت تساو تعتزم التقدم إلى برنامج الدكتوراه في الولايات المتحدة هذا العام لدراسة التاريخ البيئي الصيني. والآن تواجه احتمال السجن لمدة 10 سنوات، إذ توجه إليها السلطات الآن تهمة ما تسميه الحكومة "تأجيج الخلافات وإثارة المتاعب"، فيما يمثل عبارة شاملة تصف بها الحكومة أعمال المعارضة. وقد تمر أشهر قبل صدور لائحة اتهام رسمية ضد تساو.

وقال جيريمي دوم، الباحث في القانون الجنائي الصيني في كلية الحقوق بجامعة ييل، لـ"وول ستريت جورنال"، إن الاستجابة العامة من قبل السلطات تذكر بأن هذه الاحتجاجات غير قانونية في الصين.  

وأضاف أن الحكومة لا يقلقها أعداد الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع، وإنما أكثر ما يثير قلقها هو "هذا التدفق العفوي في جميع أنحاء البلاد"، في إشارة إلى اندلاع الاحتجاجات دون وجود منظم واضح لها.

وأكد أن العائق أمام الأصدقاء في الصين للدفاع عن النساء أثناء خضوعهم للمراقبة لا يزال هائلاً. وقد حاول نشطاء حقوق الإنسان في الخارج وآخرون توعيتهم بحقيقة الموقف.  

والأحد، في نيويورك، في فعالية بمكبرات صوت مفتوحة للنسويات الصينيات، رسمت  المؤديات لوحة لأزمة صديقاتهن المعتقلات في بكين. وشجع المنظمون، الحضور على إرسال بطاقات بريدية لمعتقلات، وأعطوهم عنوان مركز الاحتجاز. وتم جمع أكثر من 30 بطاقة، كُتب على إحداها: "الطقس في الخارج شديد البرودة، هل لديكن ما يكفي من الملابس الشتوية؟".  

وقال صديق تساو إنه "ممتن للغاية لدعم النساء"،مضيفاً: "لا أعرف حتى معظم هؤلاء الأشخاص".  

ووصف ابتعاده عن صديقته لهذه الفترة بأنه "صعب للغاية". وفي 31 يناير، تلقى رسالة كانت بمثابة ضربة قاسية له.

ففي أوائل نوفمبر كان يرعى رفقة تساو دباً برياً، يحمل اسم سان، في حديقة حيوان في نانجينج بعد مشاهدتهما فيلم الرسوم المتحركة الياباني "الأميرة مونونوكي".

وكانت الرسالة التي وصلت إليه في 16 يناير من أحد العاملين بالحديقة، الذي لم يكن على دراية بالظرف الذي تمر به تساو، حيث أرسل "مع التحية"، ثم تحديثاً بشأن سان، جاء فيه: "لقد مر وقت طويل. عام سعيد! أتمنى لكما الصحة والسلام أينما تكونان".

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.