زعيم قبلي يطلب الدعم للاعتراف بالأمازون أرضاً للسكان الأصليين

time reading iconدقائق القراءة - 8
زعيم السكان الأصليين البرازيلي راوني ميتوكتيري في قرية بولاية ماتو غروسو البرازيلية - 15 يناير 2020 - AFP
زعيم السكان الأصليين البرازيلي راوني ميتوكتيري في قرية بولاية ماتو غروسو البرازيلية - 15 يناير 2020 - AFP
ريو دي جانيرو- أ ف ب

يوجه الزعيم القبلي في البرازيل ورأس حربة معركة الحفاظ على غابة الأمازون راوني ميتوكتيري، الخميس، نداءً يطلب فيه الدعم في مهمته "الأخيرة" الهادفة إلى انتزاع اعتراف بالأراضي التاريخية للسكان الأصليين وترسيم حدودها. 

ويشارك راوني (91 عاماً) في بث حي عبر فيسبوك بعنوان "حماية الأمازون"، ينظمه عدد من المنظمات غير الحكومية للضغط على حكومة الرئيس البرازيلي (اليميني المتطرف) جايير بولسونارو التي تواجه انتقادات واسعة بسبب سياساتها البيئية.

وقال راوني في مقطع فيديو مسجّل اطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية: "أشعر بحزن شديد وأنا أرى يومياً ما تتعرض له أرضنا من تدمير".

وأضاف: "أريد ترسيم حدود أراضي كابوت-نينور الأصلية، فهذه هي مهمتي الأخيرة، ويجب أن أنجح فيها على الرغم من تقدمي كثيراً في السن". ويقول إنها "الأرض" التي دفن فيها والده وأجداده. 

السياسة تختلط بالبيئة 

وولد راوني، الذي أُدخل المستشفى مرتين خلال الأشهر الماضية، أولاهما بسبب مشاكل في القرحة المعدية، والثانية بعد إصابته بفيروس كورونا، في الأراضي الواقعة شمالي البرازيل، والتي كانت معزولة سابقاً لكنها باتت مهددة اليوم بفعل إقامة مزارع غير قانونية.

ويرى أنصار حماية البيئة أن من أفضل الطرق للحفاظ على هذه المناطق الاعتراف بها رسمياً كأراضٍ للسكان الأصليين، يُحظر فيها أي نشاط منجمي أو أي زراعة غير تقليدية.

لكن مسألة الاعتراف بهذه الأراضي المخصصة للسكان الأصليين جُمِدَت منذ وصول بولسونارو إلى السلطة في يناير 2019، بعد ما أكد خلال حملته الانتخابية أنه لن يعطي "سنتيمتراً واحداً" للسكان الأصليين.

وطلب راوني وسواه من كبار زعماء السكان الأصليين في يناير الماضي، من المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق يتعلق بارتكاب بولسونارو "جرائم ضد الإنسانية"، متهمين إياه بالتسبب بأضرار بيئية غير مسبوقة وارتكاب جرائم قتل وممارسة الاضطهاد.

رهائن المنظمات

وظل الرئيس البرازيلي يكرر القول خلال حملته الانتخابية إن السكّان الأصليين "رهائن المنظمات غير الحكومية التي تمعن في إبقائهم تحت خط الفقر، وتحول دون استغلالهم للثروات الطبيعية الضخمة التي تختزنها أراضيهم".

وكان بولسونارو ذكر في تصريح له قبل انتخابه، أن السكان الأصليين، الذين يناهز عددهم المليون في منطقة الأمازون ويوزعون على 225 مجموعة عرقية، "يجب إدماجهم في المجتمع وليس تربيتهم في حدائق للحيوانات تساوي المليارات". 

ماضٍ يتجدد

ونوه التقرير الموسع بأن هذه هي المرة الأولى التي تتحرّك فيها مجموعات السكان الأصليين بهذا الشكل الموحّد والمنظّم، منذ ثمانينات القرن الماضي، لضمان مشاركتهم في المرحلة التأسيسية التي أعقبت سقوط الديكتاتورية العسكرية.

وتواجه هذه المجموعات حالياً، إضافة إلى تداعيات الأزمة المناخية التي تسببت في حرائق غير مسبوقة في الصيف الماضي، تهديداً مباشراً من حكومة بولسونارو التي تفيد المعلومات الصحافية بأنها في صدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون يسمح باستغلال أراضي السكّان الأصليين لاستخراج المعادن والنفط والغاز، وبناء محطات ضخمة لتوليد الطاقة الكهرومائية.

ويهدف هذا التحرّك الجديد للسكان الأصليين إلى إحياء تحالف الشعوب التي تعيش في غابة الأمازون الذي أسسه الناشط الشهير تشيكو مينديس في ثمانينات القرن الماضي، للنهوض بأوضاع تلك المنطقة في برنامج للتنمية المستدامة. 

واغتيل مينديس في عام 1988، بعد أن نجا من محاولات عدة لاغتياله، وأصبح رمزاً عالمياً لشهداء الحركة البيئية.

وفي كلمة ألقتها أمام المؤتمر، قالت ابنة مينديس: "كان والدي يردّد أن الغابة تحمينا من الأخطار، لكن الحكومة اليوم تعاملنا كأعداء. حاولنا التواصل مع الحكومة عندما تسلّمت مهامها، كما فعلنا مع الحكومات السابقة، لكنها أوصدت جميع الأبواب في وجهنا".

والزعيم القبلي راوني ميتوكتيري ضيف شرف على كثير من المناسبات الدولية السياسية والثقافية والفنية، إذ يلتقط الصور مع مشاهير السياسة والفن والثقافة في دول عدة، بينما يحظى بدعم واسع من المفوضية الأوروبية التي تعلي من شأن سياسات المحافظة على البيئة الطبيعية على كوكب الأرض.