مستشفيات غزة تواجه ضغوطاً مزدوجة بسبب كورونا والهجوم الإسرائيلي

time reading iconدقائق القراءة - 4
الطبيب الفلسطيني مروان أبو سعدة (يسار) في مستشفى الشفاء بغزة، 17 مايو 2021 - REUTERS
الطبيب الفلسطيني مروان أبو سعدة (يسار) في مستشفى الشفاء بغزة، 17 مايو 2021 - REUTERS
غزة -رويترز

كانت مستشفيات غزة تكافح للتعامل مع جائحة كورونا قبل اندلاع الصراع مع إسرائيل الأسبوع الماضي، فيما يتعرض المسعفون الآن لمزيد من الضغوط.

وقال مروان أبو سعدة مدير الجراحة في مستشفى الشفاء، وهو المستشفى الرئيسي في غزة، إن "وزارة الصحة تحارب على جبهتين في قطاع غزة، كورونامن جانب، والجانب الآخر وهو الأصعب، الاجتياحات والإصابات".

وعقب مرور أكثر من أسبوع من الهجوم الإسرائيلي، وسط قصف الفلسطينيين ليلاً ونهاراً بالغارات الجوية، يبذل أطباء غزة جهوداً مضنية للتعامل مع هذا الوضع.

ومستشفى الشفاء هو أكبر منشأة طبية من بين 13 مستشفى و54 عيادة تخدم القطاع المزدحم الذي يقطنه مليونا نسمة، وضاعف المستشفى عدد أسرَّة العناية المركزة إلى 32 وسط تزايد أعداد جرحى الصراع.

ومثل بقية القطاع الصحي، واجه المستشفى، الذي يضم 750 سريراً، نقصاً في الأدوية والمعدات قبل اندلاع المواجهات في العاشر من مايو.

ويقول المسعفون إن السبب في ذلك هو الحصار الذي تقوده إسرائيل، فيما تقول الأخيرة إن إجراءاتها تهدف إلى منع وصول الأسلحة. ويضيف أبو سعدة أن "هناك عوزاً (نقصاً) شديداً في قائمة الأدوية الرئيسية والمستلزمات الطبية".

والأمر لا يتعلق بنقص إمدادات الأدوية فحسب. فوقود المولدات التي تزود مستشفيات غزة بالكهرباء اقترب من النفاد. ولا يمكن الاعتماد على التيار الكهربائي لأنه متقطع بشدة.

ويقول الفلسطينيون إن 201 قتلوا في غزة منذ بدء القتال، وأصيب مئات آخرون، بمن فيهم مصابون بشظايا أو نتيجة انهيار المباني.

إجهاد النظام الصحي

قالت مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة، ساشا بوتسما، إن فيروس كورونا تسبب في إجهاد النظام الصحي المثقل في القطاع.

وأضافت: "قبل فيروس كورونا، كان بالإمكان تصنيف النظام الصحي على أنه هش لأن المعدات والمباني قديمة جداً، وثمة نقص في العاملين الصحيين المدربين بشكل صحيح وبالطبع ثمة نقص مزمن في الأدوية الأساسية".

وكشف مسؤول صحي أن غزة سجلت نحو 106 آلاف إصابة بكورونا، أو نحو 5.3 بالمئة من السكان، منها 986 حالة وفاة.

وكان لا بد من تحويل أحد أجنحة مستشفى الشفاء، الذي لا يزال يحمل اسم (قسم عزل كورونا)، إلى وحدة للعناية المركزة لجرحى الصراع.

دعم وإغاثة عاجلين

وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية: "نحتاج إلى مزيد من الدعم وبشكل عاجل من المؤسسات الدولية والإغاثية".

وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون قرب مستشفى الشفاء، يضغط صوت سيارات الإسعاف على أعصابهم المحطمة بالفعل. ويقول كرم بدر (57 عاماً): "طول ما بنسمع زمارة (صوت) سيارات الإسعاف معناها أنه ما خلصت".

ومع ذلك، يواصل العاملون في قطاع الرعاية الصحية تشغيل المرافق الطبية المتداعية. تقول بوتسما إن الموارد النادرة لا تزال تصل إلى من هم في أمس الحاجة إليها، مضيفة أن "مرونة النظام الصحي لافتة للنظر".

اقرأ أيضاً: