حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن إيران تقترب الآن أكثر فأكثر من إنتاج المواد الانشطارية اللازمة للأسلحة النووية، مشيراً إلى أن واشنطن لا تعلم ما إذا كانت طهران مستعدة للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي.
وقال بلينكن في مقابلة مع "راديو بي بي سي 4": "قبل التوصل إلى الاتفاق (النووي) منذ سنوات قليلة، كانت مسألة أسابيع فقط حتى تتمكن إيران من إنتاج مواد انشطارية لتصنيع سلاح نووي، ومن ثم تُرِكنا من دون تحديد وقت لفعل أي شيء تجاه هذا الأمر".
وأضاف، بحسب نص المقابلة الوارد في بيان للخارجية الأميركية: "نظرنا (حينها) إلى جميع السبل الممكنة لوضع قيود على البرنامج النووي الإيراني، وقطع الطريق على إنتاج المواد الانشطارية لصنع الأسلحة النووية، وهذا بالضبط ما فعلناه في الاتفاق (النووي)".
وتابع: "الاتفاق كان فعالاً، وكان مسؤولونا يقولون إن إيران ملتزمة، وهكذا قال المفتشون الدوليون"، لافتاً إلى أن الاتفاق "كان لديه نظام يعد الأكثر تحرياً وتقصياً".
وأشار بلينكن إلى أن إيران "رفعت الآن للأسف الكثير من القيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق، وذلك بسبب انسحابنا منه"، مبيناً أن طهران "تقترب الآن أكثر فأكثر مرة أخرى من تلك النقطة حين ينخفض وقت الاختراق (القدرة على إنتاج السلاح النووي) إلى أشهر قليلة، وأقل من ذلك".
وقال وزير الخارجية الأميركي إن "هذه المشكلة تم التعامل معها بفاعلية في الاتفاق النووي، وسنرى إذا كنا نستطيع فعل الشيء نفسه مرة أخرى"، في إشارة إلى المحادثات الجارية في فيينا لاستعادة ما يعرف بخطة العمل الشاملة المشتركة، أو الاتفاق النووي مع إيران، والتي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر.
رغبة جادة
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة برهنت، خلال انخراطها في محادثات فيينا مع شركائها الأوروبيين وروسيا والصين، جديتها في العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).
لكن بلينكن قال في مقابلة أخرى مع شبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية إن واشنطن لا تعلم ما إذا كانت إيران "مستعدة بالفعل لاتخاذ القرارات الضرورية للالتزام الكامل بالاتفاق النووي".
وأضاف: "لقد استمر الإيرانيون للأسف في اتخاذ خطوات لإعادة تشغيل أجزاء خطيرة من برنامجهم، كان الاتفاق النووي قد أوقفها، ولا نعرف ما إذا كانوا مستعدين للقيام بما هو ضروري".
"جاهزون لجميع السيناريوهات"
وفي السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إنه من الممكن التوصل إلى تفاهم في غضون أسابيع بشأن كيفية استئناف واشنطن وطهران امتثالهما للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015؛ لكن هذا الأمر يعتمد على اتخاذ إيران قراراً سياسياً بذلك، مؤكداً أن بلاده جاهزة لسيناريو عدم العودة للاتفاق النووي.
وقال المسؤول للصحافيين في إفادة عبر الهاتف، أوردتها وكالة "رويترز": "هل من الممكن أن نرى عودة مشتركة للامتثال للاتفاق النووي خلال الأسابيع القادمة أو تفاهماً بشأن الامتثال المتبادل؟ الإجابة نعم، ممكن. هل هذا أمر مرجح؟ الإجابة أن الوقت وحده سيخبرنا بذلك، لأن الأمر كما قلت يتعلق في نهاية المطاف بقرار سياسي لا بد من اتخاذه في إيران".
ولم تسفر الجولة الأخيرة من المحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع عن أي تقدم كبير، وتم تعليقها بسبب حضور العديد من الدبلوماسيين اجتماعات مجموعة السبع، ومن المتوقع أن تستأنف الجمعة.
وتقول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 يجب أن تشمل عودة إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها السابقة، ولكن الأمر معقد بسبب حقيقة أن برنامج إيران النووي قد تقدم منذ عام 2015.
في 20 مايو الجاري، ينتهي اتفاق مؤقت يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة بعض المواقع النووية الإيرانية، ويهدد الإيرانيون بإغلاق كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تلك المواقع.
وفي 18 يونيو المقبل، تجري إيران انتخابات رئاسية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المحادثات النووية، وفقاً لموقع "أكسيوس".