تواجه إدارة الأرصاد الجوية والحماية المدنية في ألمانيا، اللتان من المفترض أن تنبها السكان في الوقت المناسب وتصدرا تعليمات الإخلاء، انتقادات واسعة بعد سقوط عشرات الضحايا والدمار الذي حل بعدد من المناطق في البلاد، نتيجة الفيضانات التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي ضربت القارة الأوروبية.
وقالت هانا كلوك، أستاذة الموارد المائية في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، عبر محطة "زي دي إف" التلفزيونية الألمانية، متحدثة عن فشل نظام الإنذار: "في عام 2021، لا يجوز أن نفجع بهذا العدد الكبير من الضحايا".
وتابعت: "قبل أيام، كنا نتوقع ما سيحدث ورغم ذلك، انقطعت سلسلة الإنذار في مكان ما بحيث لم يتلقَّ الناس التحذيرات".
وكتبت صحيفة "بيلد" الأكثر انتشاراً في ألمانيا: "الفشل قبل الفيضانات"، مضيفة: "صمتت صفارات الإنذار في مواقع كثيرة، ولم تصدَر أي إنذارات" عبر المحطات الإذاعية والتلفزيونية، "كل ذلك هو كارثة للحماية المدنية، وهي إحدى المهمات الأساسية للدولة".
ودافعت إدارة الأرصاد الجوية عن نفسها مؤكدة أنها حذرت من هطول أمطار غزيرة.
وأكدت مالو دراير، رئيسة حكومة ولاية فيستفاليا بالاتينات، الأكثر تضرراً، الأحد، أنه تم تفعيل كل أنظمة التحذير من الفيضانات. لكنها أقرت بأن تعطّل نظام الهاتف المحمول بسبب الفيضانات صعّب مهمة تحذير السكان.
وقال رئيس إدارة الأخطار في الحماية المدنية الألمانية فولفرام غايير للإذاعة العامة: "لم يكن يدرك الناس أن المجرى الصغير، ذلك الجدول الصغير قرب منزلهم، سينفجر من فراشهم في وقت قصير جداً".
"دروس الكارثة"
لكن رئيس الهيئة يعترف بأوجه القصور. وقال غيرد لاندسبيرغ الأحد لمجموعة "فونكه" الصحافية الإقليمية، إن السكان "كان لديهم انطباع بأنها كانت أمطاراً غزيرة" لكن "لم يبلّغوا عن حجمها" بشكل واضح بما فيه الكفاية، ودعا إلى "تعزيز كبير جداً" لخدمات الهيئة "سواء من حيث العديد أو المهارات".
من جهتها، حضت وزيرة البحوث الألمانية أنيا كارليتشيك السلطات على الاستعداد بشكل أفضل. وقالت: "أحد دروس هذه الكارثة التي حصلت في غرب ألمانيا هو أننا نحتاج إلى تحسين البحوث بشأن الظواهر المناخية القصوى خلال السنوات القليلة المقبلة".
وأضافت: "نحن بالطبع نفكر بعد كل حدث في طرق لتحسين أنفسنا. لكن في بعض الأحيان، تحدث الكوارث الطبيعية بسرعة كبيرة، بحيث لا يمكننا الهروب منها".
دمار كبير
وقال غريغور ديغين، الذي ولد وما زال يعيش في باد نوينار-آرفايلر، إحدى أكثر المدن الألمانية تضرراً بالفيضانات: "قبل يومين من الكارثة كنا نعمل هنا بشكل طبيعي جداً، كنا نسمع عن هطول أمطار غزيرة في توقعات الطقس، وشاهدنا طرقاً مغمورة بالمياه في المنطقة لكنّ أحداً لم يتصور أن شيئاً مماثلاً سيحدث".
وأضاف: "في الليلة التالية، ورد تنبيه وجيز، لكنه في الحقيقة جاء في وقت متأخر جداً نظراً إلى مدى ارتفاع الفيضان"، مع وصول المياه الهائجة إلى ارتفاع 2,5 متر في المدينة، إذ "لم تكن هناك فرصة لنحمي أنفسنا".
وفي جميع المناطق المنكوبة، بدأ رجال الإطفاء والدفاع المدني والمسؤولون المحليون والعسكريون عمليات الكنس والتنظيف وإزالة أكوام الحطام الموحلة التي غالباً ما تغلق الطرقات.