المغرب يتفاوض على استيراد الغاز عبر إسبانيا لتعويض الإمداد الجزائري

time reading iconدقائق القراءة - 5
محطة إسبانية عائمة للغاز الطبيعي المسال في البحر المتوسط، 30 أغسطس 2008 - REUTERS
محطة إسبانية عائمة للغاز الطبيعي المسال في البحر المتوسط، 30 أغسطس 2008 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، الأربعاء، أن بلادها تتفاوض مع شركات لتوريد الغاز الطبيعي المسال ومعالجته في إسبانيا قبل نقله إلى الرباط، فيما أكدت الحكومة الإسبانية موافقتها على التعاون مع جارتها الجنوبية.

وقالت الوزيرة ليلى بنعلي، في مقابلة مع "بلومبرغ"، إن المغرب دعا مجموعة مختارة من شركات تجارة الغاز الطبيعي المُسال لتقديم العطاءات للحصول على عقود بداية، يناير الماضي، مُوضحة أن الحكومة تريد توقيع صفقات لا تقل مدّتها عن 5 سنوات.

وأضافت: "قلنا لهم يمكنكم البدء في أسرع وقت ممكن - في فبراير أو مارس - في هذا الميناء في الدولة المُجاورة، ونحن سننقله إلى المغرب". 

وأوضحت الوزيرة أن الشركات يمكنها إرسال الشحنات مباشرة إلى المغرب بمجرد امتلاكها محطة عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المُسال، مشيرة إلى أن أول محطة عائمة ستكون في ميناء المحمدية، الواقع في ضواحي الدار البيضاء.

وهذه هي المرّة الأولى التي يسعى فيها المغرب إلى استيراد الغاز الطبيعي المُسال عن طريق استخدام خط الأنابيب الذي كان يستخدم سابقاً في نقل الغاز من الجزائر إلى إسبانيا.

وقالت "بلومبرغ" إن المغرب وبسبب عدم قدرته على معالجة الغاز الطبيعي المُسال، يريد إرسال الشحنات إلى إسبانيا لإعادة تحويله إلى غاز مرة أخرى، ثم نقله إلى المغرب من خلال الأنابيب، التي تعبر البحر المتوسط.

تأتي الخطوة الجديدة على خلفية قرار الجزائر في أكتوبر الماضي، وقف إمدادت الغاز إلى إسبانيا عبر أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي الذي يمر عبر الأراضي المغربية، وعدم تجديد العقد الذي يربط شركة "سوناطراك" الجزائرية للمحروقات مع الديوان المغربي للكهرباء والغاز، وسط أزمة دبلوماسية بين البلدين.

وأوضحت "بلومبرغ" أن محطات استيراد ومعالجة الغاز المسال في إسبانيا غير مستغلة بالكامل، ما يعني أنها قد تكون قادرة على نقل الغاز للمغرب.

إسبانيا توافق

من جهتها، قالت وزارة التحول البيئي الإسبانية، التي تشرف على سياسة الطاقة، إن المغرب سيكون قادراً على استخدام محطات الغاز الطبيعي المُسال الإسبانية.

وأضافت الوزارة، في بيان إلى "بلومبرغ"، أن "المغرب طلب المساعدة في ضمان أمن الطاقة بناءً على العلاقات التجارية، وإسبانيا استجابت للطلب بشكل إيجابي".

وتابعت أن "المغرب سيتمكن من الحصول على الغاز الطبيعي المُسال في الأسواق الدولية وتفريغه في مصانع لإعادة تحويله إلى غاز في إسبانيا، واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي لإرساله إلى أراضيه".

توقعات بحدوث عجز

وقالت وزيرة الانتقال الطاقي المغربية، إنه على الرغم من أن واردات الغاز الطبيعي المُسال قد تكون أغلى من الغاز القادم عبر الجزائر، إلّا أن المغرب يحتاج إلى الحفاظ على إنتاج الطاقة وضمان أمن الطاقة.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن المغرب يواجه الآن احتمال حدوث عجز في الغاز الطبيعي المُسال، في الوقت الذي لا تزال فيه إسبانيا قادرة على الحصول على الوقود الجزائري عبر خط "ميد غاز" وسفن الغاز الطبيعي المُسال.

وأوضحت الوكالة أن تحقيق الخطة بتطلب من شركة "إيناغاز" الإسبانية الموافقة على اتفاقية ربط مع المغرب، مشيرة إلى أن الشركة رفضت التعليق على الأمر.

ويستهلك المغرب مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، ويتم إمداد 60 إلى 80% من هذه الكمية عبر خط الغاز الجزائري إلى محطتين مغربيتين لتوليد الكهرباء.

إمدادات إضافية

كان مسؤول مغربي بارز، طلب عدم نشر اسمه، قال لوكالة "رويترز" في أكتوبر الماضي، إن المغرب يعتبر أن خط الأنابيب الرابط مع إسبانيا بدرجة كبيرة أداة للتعاون الإقليمي"، مضيفاً: "لن نتركه يصدأ".

وأشار المسؤول إلى أن المغرب يجري محادثات مع إسبانيا لاستخدام مرافئها للغاز الطبيعي المسال، لتمرير الغاز إلى المغرب باستخدام خط الأنابيب نفسه.

وتابع: "هذا الغاز الطبيعي المسال، لن يتنافس مع إمدادات الغاز الإسبانية، وإنما سيكون شراء إضافياً يطلبه المغرب، الذي سيدفع تكلفة مروره خلال المرافئ الإسبانية وخط الأنابيب"، لافتاً إلى أن المغرب أعطى أيضاً تصاريح لمستوردي الغاز، احترازاً من عدم تجديد الجزائر لاتفاق خط الأنابيب.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات