الصين تواجه كورونا.. بكين تغلق أماكن جديدة والغضب يتصاعد في شنغهاي

time reading iconدقائق القراءة - 9
عمال في المجال الطبي يرتدون بدلات واقية يستريحون قرب موقع لاختبار كورونا في العاصمة الصينية بكين. 29 أبريل 2022 - REUTERS
عمال في المجال الطبي يرتدون بدلات واقية يستريحون قرب موقع لاختبار كورونا في العاصمة الصينية بكين. 29 أبريل 2022 - REUTERS
بكين/شنغهاي-الشرقرويترز

أغلقت العاصمة الصينية بكين المزيد من الصالات الرياضية ومراكز التسوق ودور السينما والمجمعات السكنية، الجمعة، مع تكثيف السلطات عمليات تتبع المخالطين لاحتواء تفشي كورونا، في حين تصاعد الاستياء من الإغلاق المستمر منذ شهر في شنغهاي.

وسجل البر الرئيسي في الصين 15 ألفاً و688 إصابة جديدة، الخميس، منها 5 آلاف و659 إصابة مصحوبة بأعراض، و10 آلاف و29 إصابة بدون أعراض. كما سجلت 52 وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 4975.

في شنغهاي، المركز المالي بالبلاد، احتج سكان عالقون خلف أسوار أقيمت في أحياء مختلفة على الإغلاق وصعوبات الحصول على المؤن بالطَّرق على الأواني في المساء، وذلك وفقاً لروايات شاهد من رويترز وسكان.

وفي العاصمة بكين بدأ حي تشاويانج، وهو أول حي يخضع سكانه لاختبارات جماعية هذا الأسبوع، الجولة الأخيرة من 3 جولات من عمليات الفحص الجمعة بين سكانه، البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة.

ومن المقرر أن تجري معظم الأحياء الأخرى الجولة الثالثة من الاختبارات السبت.

"محاصرة كورونا"

وكثف حي تشاويانج، الذي سجل أكبر نسبة إصابات في التفشي الحالي في بكين، الإجراءات الرامية للحد من انتقال العدوى وأعلن أن المزيد من المناطق السكنية معرضة للخطر.

وتلقى من زاروا مثل هذه المناطق مؤخراً رسائل نصية تأمرهم بالبقاء في أماكنهم حتى يحصلوا على نتائج فحصهم.

وأغلقت مربعات سكنية إضافية وبعض المنتجعات الصحية والصالات الرياضية ودور السينما والمكتبات ومجمعين تجاريين على الأقل الجمعة، في حين مُنع موظفو توصيل الطعام من دخول بعض المجمعات السكنية.

وأعلنت بكين تسجيل 49 حالة الخميس مقابل 50 في اليوم السابق.

أما شنغهاي، فسجلت 52 حالة وفاة جديدة بكورونا، أمس الخميس، ارتفاعاً من 47 في اليوم السابق. وأعلنت السلطات المحلية تسجيل 9 آلاف و545 إصابة جديدة غير مصحوبة بأعراض، مقابل 9 آلاف و330 في اليوم السابق، بينما ارتفعت الحالات المصحوبة بأعراض إلى 5 آلاف و487 من 1292.

انتقادات في شنغهاي

واستمر الانتقادات الموجهة للحكومة في التزايد خصوصاً بشأن مؤن الغذاء الحكومية، إذ يشتكي سكان بعض المناطق من أن حصصهم الغذائية تصل بوتيرة أقل من غيرهم.

ودفع الإغلاق عشرات المقيمين الأجانب إلى الفرار من المدينة، وهي أكثر مدن بر الصين الرئيسي تنوعاً في السكان.

وقالت جينيفر لي، وهي أجنبية تخطط للرحيل مع أسرتها عن المدينة التي كانت موطنهم لمدة 11 عاماً: "قبل الإغلاق، لم أكن أشعر حقاً باستبداد الحكومة".

تدافع على السلع

وشكانت العاصمة الصينية شهدت تهافتاً على شراء السلع، وتشكلت طوابير انتظار في منطقة كبيرة بوسط المدينة لإجراء فحوص الكشف عن فيروس كورونا، أمرت بها السلطات الصينية.

وأثار ارتفاع حالات الإصابة في العاصمة مخاوف من تدابير عزل مماثلة. وفي تشاويانج، أكبر منطقة وسط بكين، وتضم مقرات العديد من الشركات متعددة الجنسيات والسفارات، ويسكنها قرابة 3.5 مليون شخص، صدرت أوامر بإجراء حملة فحوص واسعة، لأهالي المدينة والأشخاص القادمين للعمل فيها.

وتشكلت طوابير انتظار طويلة في محيط مراكز تسوق وأمام مجمعات مكاتب لإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس.

وأثارت حملة الفحوص وتحذيرات من وضع "قاتم" متعلق بالفيروس في المدينة، تهافتاً على متاجر الأغذية والبقالة في بكين الأحد في وقت سارع المواطنون لتخزين سلع أساسية.

وشوهد الناس وهم يدفعون عربات التسوق الممتلئة بالسلع الغذائية، فيما نفد العديد من المواد على تطبيقات البقالة، خصوصاً تلك المطلوب تسليمها في تشاويانج. وألغت العديد من نوادي اللياقة البدنية والرياضة حصصها أو أغلقت أبوابها. 

وفرضت بكين أيضاً قيوداً مشددة على الدخول إلى المدينة، وتطلب من المسافرين إبراز نتيجة فحص سلبي أجري خلال 48 ساعة. ويُحظر دخول أشخاص سافروا إلى مدن أو مقاطعات سجلت إصابة على الأقل في الأسبوعين الماضيين.

ويقول المسؤولون إن هذه التدابير ساعدت الصين في تجنب كارثة صحة عامة كبرى على غرار ما شوهد في أماكن أخرى من العالم خلال أزمة كورونا. غير أن هذه الاستراتيجية أرخت بثقلها على الأنشطة التجارية ومعنويات السكان.

قمة دولية 

والأسبوع الماضي، أعلن البيت الأبيض أنّ قمّة دولية افتراضية لاحتواء تفشّي جائحة كورونا والاستعداد للتهديدات الصحية المستقبلية، ستُعقد في 12 مايو المقبل.

وستشترك في رئاسة القمّة الولايات المتحدة، وألمانيا التي تتولى حالياً قيادة مجموعة السبع، وإندونيسيا التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين، والسنغال التي تترأس الاتحاد الإفريقي، وبيليز التي تتولى قيادة مجموعة دول الكاريبي "كاريكوم".

وقالت الدول الخمس في بيان مشترك أصدرته الولايات المتّحدة، إنّ "القمّة ستضاعف جهودنا الجماعية لإنهاء المرحلة الحادّة من جائحة كورونا وإعدادنا لمواجهة التهديدات المستقبلية المتعلقة بالصحة".

وستكون القمة الدولية هي الثانية حول الجائحة التي أودت بحياة أكثر من 6 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم وأحدثت اضطراباً في الاقتصاد العالمي، منذ بدء انتشار فيروس كورونا في ديسمبر 2019.

واستضاف الرئيس الأميركي جو بايدن قمة مماثلة في 22 سبتمبر 2021، حيث دعا إلى تعزيز اللقاح في جميع أنحاء العالم.

وأضاف البيان المشترك: "قبل قمة 12 مايو، ندعو قادة العالم وأعضاء المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، إلى التعهد بالتزامات جديدة وتقديم حلول لتطعيم السكان في العالم، وإنقاذ الأرواح، وبناء أمن صحي أفضل في كل مكان في العالم".

وشدّد على أنّ "ظهور وانتشار متحوّرات جديدة، مثل أوميكرون، عزّز الحاجة إلى إيجاد خطة لاحتواء كورونا".

ورغم كون المتحور أوميكرون أقلّ خطورة وإن كان أشد عدوى، فإن الدول التي تقف وراء هذه القمة ترى أنه من الضروري عدم ادّخار أيّ جهد لاستباق حدوث كوارث صحية جديدة في العالم.

وتابعت الدول في بيانها: "نحن نعلم أنه يجب علينا الاستعداد الآن لبناء وتحقيق الاستقرار وتمويل القدرة الشاملة التي نحتاجها، ليس فقط في مواجهة متحورات كورونا ولكن في مواجهة الأزمات الصحية الأخرى أيضاً".

وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية الخميس، إنّ جائحة كورونا بعيدة كل البعد عن أن تكون متوطنة ويمكن أن تسبب "أوبئة كبيرة".

وأشارت ماريا فان كيركوف التي تترأس مكافحة كورونا في منظمة الصحة "ما زلنا في خضم هذه الجائحة، وكلنا نتمنى ألا يكون هذا هو الحال، لكنّنا لسنا في مرحلة متوطنة".

تصنيفات