أعلن مسؤول في "طالبان"، الجمعة، سيطرة الحركة على 85% من مناطق أفغانستان، في وقت أبدت فيه روسيا استعدادها لتقديم المساعدة لطاجيكستان، إذا ساءت الأوضاع على الحدود المشتركة، داعية أطراف النزاع إلى "الهدوء وضبط النفس".
وقال شهاب الدين ديلاوار، مسؤول الحركة في مؤتمر صحافي، الجمعة، في العاصمة الروسية موسكو، إن "طالبان" تسيطر على 85% من أفغانستان، (250 إقليماً من بين إجمالي 398 إقليماً في البلاد).
وأوضح مسؤولو الحركة، خلال المؤتمر الصحافي في موسكو، الجمعة، أن الحركة تناقش مع وفد الحكومة الأفغانية "وقفاً محتملاً" لإطلاق النار، حال نجاح محادثاتهما في العاصمة القطرية الدوحة، وفقاً لما نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية.
وجدد قادة "طالبان" المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة مع الوفد الحكومي الأفغاني في الدوحة الأسبوع الماضي، إذ تخطط الحركة أيضاً لتقديم "اقتراح سلام" مكتوب مع الحكومة الأفغانية في أقرب وقت، الشهر المقبل.
في غضون ذلك، قال رئيس الأركان المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي الدولية، أناتولي سيدوروف، الخميس، إن المنظمة على استعداد لإشراك كامل قدرتها العسكرية لتقديم المساعدة لطاجيكستان، إذا ساء الوضع على الحدود مع أفغانستان بشكل كبير.
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء: "إذا لزم الأمر، وإذا قرر قادة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي ذلك، فنحن على استعداد لتوظيف هذه القوات".
وفي غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن حركة "طالبان" تسيطر حالياً على أكثر من ثلثي الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان.
وأوضحت الوزارة أن "القاعدة العسكرية الروسية على الحدود الأفغانية الطاجيكية لديها كل ما يلزم للرد على أي تصعيد للتوترات على الحدود"، في حين دعت جميع أطراف النزاع الأفغاني إلى "التزام الهدوء وضبط النفس".
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الهندي سوبرامانيان دجيشانكار، سيناقشان خلال اجتماع سيعقد في وقت لاحق، الجمعة، في موسكو، الوضع في أفغانستان.
المعابر الحدودية
ويأتي ذلك، في وقت أكدت فيه "طالبان"، الجمعة، سيطرتها على معبر "إسلام قلعة"، أهم المعابر الأفغانية مع إيران، بينما يواصل مقاتلو الحركة هجومهم في جميع أنحاء البلاد، في الوقت الذي أكدت فيه الخارجية الروسية سيطرة الحركة على ثلثي المعابر الحدودية مع طاجيكستان.
وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، لوكالة "فرانس برس"، إن "معبر إسلام قلعة الحدودي تحت سيطرتنا الكاملة وسنعيد تشغيله اليوم".
ويعد "إسلام قلعة" من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان، ويمر من خلاله معظم التجارة المشروعة بين البلدين، إذ يقع في ولاية هرات غربي البلاد، ويعد ثاني أهم المعابر الرئيسية الذي تسيطر عليها الحركة منذ إطلاق هجومها الخاطف في أوائل مايو الماضي، مع بدء الأميركيين المرحلة الأخيرة من انسحابهم من البلاد.
قوات لمواجهة "طالبان"
من جانبهم، قال مسؤولون محليون بأفغانستان، الجمعة، إن قائداً بارزاً بفصيل مسلح خاص سيساعد القوات الأفغانية في قتالها مع "طالبان"، لاستعادة السيطرة على أجزاء من غرب البلاد منها معبر "إسلام قلعة".
وقال مسؤول لـ"رويترز"، لم يذكر اسمه، إن القائد الطاجيكي محمد إسماعيل خان، الذي يعرف بلقب "أسد هرات"، سيعقد اجتماعاً لإعداد قواته لمحاربة طالبان والدفاع عن قاعدة سلطته في هرات.
وأضاف أن "عدداً من القادة العسكريين السابقين المناهضين لـ"طالبان" يدعمون القوات الأفغانية الواقعة تحت ضغط شديد في الدفاع عن الحدود بالمناطق الغربية والشمالية".
واستولت حركة "طالبان"، الشهر الماضي، على معبر "شير خان بندر" الحدودي الرئيسي بين أفغانستان وطاجيكستان، في حين اضطر نحو ألف جندي أفغاني للجوء إلى طاجيكستان بعد قتال عنيف.
وأكد أعضاء سياسيون بحركة طالبان لمسؤولين روس، خلال زيارة لموسكو، التزامهم بالسماح للسفارات الأجنبية ووكالات الإغاثة بالعمل في أفغانستان، حتى بعد خروج آخر قوات أجنبية.
وكتب سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان، في تغريدة على تويتر: "كل الحدود الواقعة تحت سيطرة القوات الأفغانية ستبقى مفتوحة وعاملة. نؤكد للجميع أننا لن نستهدف دبلوماسيين ولا سفارات ولا قنصليات ولا منظمات أهلية ولا العاملين بها".
الانسحاب الأميركي
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال، الخميس، إن الانسحاب الأميركي من أفغانستان سينتهي في 31 أغسطس المقبل، مؤكداً أن سقوط البلاد بأيدي طالبان "ليس حتمياً".
ودافع بايدن بقوة عن قراره سحب قوات بلاده من أفغانستان، رغم سيطرة طالبان على أجزاء كبيرة منها قائلاً إن على الشعب الأفغاني "اتخاذ القرار بشأن مستقبله وإنه لن يرسل جيلاً آخر من الأميركيين للحرب الدائرة منذ 20 عاماً".
وقال إن "الولايات المتحدة حققت منذ زمن هدفها الأصلي من غزو أفغانستان في 2001 وهو استئصال تنظيم القاعدة ومنع شن أي هجوم آخر على غرار هجمات 11 سبتمبر".
وتابع: "حققنا تلك الأهداف التي ذهبنا من أجلها. لم نذهب لأفغانستان لنبني أمة، هذه مسؤولية الشعب الأفغاني وحده، وحقه في أن يقرر مستقبله وكيفية رغبته في إدارة بلاده".
اقرأ أيضاً: