
اعتبر الممثل الفلسطيني عبدالمنعم عمايري، أن دوره في مسلسل "قيد مجهول"، يُعد السبب الرئيسي وراء ترشيحه لبطولة "الهيبة 5"، واصفاً الدور بأنه "الأكثر نضجاً" في مسيرته حتى الآن.
وتطرق عمايري في حوار مع "الشرق"، إلى دوره في مسلسل الهيبة، الذي انتهى مؤخراً من تصوير الجزء الأخير منه، وأرجع مشاركته في العمل، إلى "الشروط الفنية والإنتاجية والمادية الضخمة والمحترفة التي تجتمع حول العمل".
وأكد أنّ "ما يهمني هو هوية الدور الذي سألعبه ومستوى العمل ككل"، وأن يكون "فيه إشكالية درامية"، وأن تتوافر حيثية "الند للند" في الشخصية التي سألعب ضدها أو معها على الشاشة.
وأوضح أنه يؤدي شخصية البطل المضاد الفاقد لكل الأحاسيس أمام تيم حسن، مشيراً إلى أنّ "الشخصية لديها مبرّراتها للشر، فهي سلبية لا خيّرة ولا شريرة تماماً".
وأشار إلى فترة التحضيرات الخاصة بالمشروع، حيث قضى قرابة 3 شهور متواصلة داخل فندق قديم في بيروت، قائلاً: "دور صعب تطلب بحث وجهد، وأعتقد أنه سيُعلّم لدى الجمهور".
وعن رأيه في تيم حسن، قال عمايري إنه "ممثل بديع ومحترف، واستمتعت بالعمل معه، فأنا لا أمثل أمام أنصاف موهوبين".
طلب غريب
وكشف عمايري، عن الطلب الغريب الذي طلبه من المنتج صادق الصباح، قائلاً: "طلبت منه عدم الإقامة في فندق ضخم أو حيّ فاخر، بل أرغب في فندق متواضع في أحد شوارع العاصمة، كونه يمثل لي ذكريات كثيرة، ويُذكرني ببيروت أيام عزها وحريتها ومسارحها ومكتباتها".
وأضاف: "أنا شخص عاطفي، أتعلق بالأماكن والأشخاص، ويهمني جداً أن أكون مرتاحاً ولي مساحتي الخاصة وحريتي، ولا أحب المظاهر البازخة، وأحب الشارع والناس وأتعلم منهم".
عروض فنية
واعتبر عمايري، أن دوره في مسلسل "قيد مجهول"، يُعد السبب الرئيسي وراء ترشيحه لبطولة "الهيبة 5". وقال: "فجأة بعد (قيد مجهول) شعرت أنني لا أعمل في حياتي، فالمسلسل أثّر بالناس والمنتجين والشركات وكأنهم يكتشفونني الآن، رغم أنني قمت بأدوار مهمة جداً في حياتي".
وأضاف: "أصبح لدي 15 عرضاً دفعة واحدة، وعندي 20 عقداً ينتظر توقيعي، بينما في السابق كانت تمر سنة من دون أن يكلمني أحد".
ورأى أنّ فرصته لم تصل متأخرة، "فقد قمت بأعمال محترفة وبديعة، لكنني بقيت بعيداً عن مسلسلات البيئة الشامية والأعمال التاريخية التي لا تستهويني".
ورفض عمايري، وصف دوره في "قيد مجهول"، بأنه دور العمر، معتبراً أنه "الدور الأكثر نضجاً في مسيرتي حتى الآن، خصوصاً أنه يغوص في عوالم شخصيات تعاني من أمراض نفسية مجهولة لمعظم الناس، ولم تُعالج كثيراً في الدراما العربية".
وشدد على حجم الصعوبات التي واجهها خلال المسلسل، قائلاً إنّ "العمل تطلب بحثاً وجهداً بشكلٍ ضخم، فقد قرأت 16 كتاباً، فيهم مراجع لعلماء نفس وفلاسفة، بحثاً عن عالم داخلي للإنسان وتفاصيل الفعل وردة الفعل لمريض الانفصام".
وأشار إلى حجم التعايش مع الشخصية التي يعتبرها مركبة وقاسية، قائلاً: "كنت غير محترف، لدرجة أن طبيباً نفسياً حضر إلى مكان التصوير مرّتين، وتعالجت لأنني ذهبت مع الشخصية لأقصى درجة".
مشروع إنساني
وأبدى المُمثل الفلسطيني المولود في سوريا، رفضه التام لوصفه بـ"النجم"، مُبرراً ذلك بقوله: "لست نجماً بل محترفاً وصاحب مشروع إنساني وحياتي معرفي، أعمل على نفسي وعندي أدواتي وتقنياتي التي أطوّرها باستمرار وأحافظ على إحساسي المرهف ومصداقيتي أولاً".
واعتبر أن "التمثيل في النهاية فن تابع محكوم فقط بإرادة وقرار الممثل الذي إما يوافق على العمل أو يجلس في منزله متروكاً للزمن، لذلك أنا أصف مهنتنا بأنها أنبل وأحقر مهنة بالعالم"، موضحاً أن "التمثيل مصدر رزقي، وأحياناً أقوم بأعمال تافهة عندما أكون بحاجة إلى المال، وبالفعل قمت بذلك في إحدى الفترات عندما وصلت لمرحلة لا أملك فيها مالاً للطعام وأنا مسؤول عن عائلة وطفلتين".
ويرى أن هناك نسبة كبيرة من النجوم العرب يحتاجون إلى إعادة تأهيل وورش عمل لتطوير أدواتهم، موضحاً أنّ "منصات البث الرقمية عرّت الممثلين غير الموهوبين، ففن التمثيل المعاصر لم يعد يقتصر على الظهور مع دمعتين وقطرة".
وقال إنّ "الجمهور العربي صار مثقفاً ولم يعد ساذجاً، خصوصاً بعد انفتاحه على أنواع دراما عالمية عبر المنصات".