عمران خان يكشف: محادثات سلام مع "طالبان باكستان" في أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان - Getty Images
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان - Getty Images
دبي -الشرق

كشف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الجمعة، أن بلاده تجري محادثات مع بعض الجماعات المنضوية تحت لواء حركة "طالبان باكستان"، موضحاً أن المحادثات تأتي بهدف المصالحة وإلقاء الأسلحة.

وأضاف خان في لقاء مع قناة "تي آر تي وورلد" الحكومية التركية، أن "المحادثات الدائرة مع حركة (طالبان باكستان) تجري على أرض أفغانستان وبمساعدة من حركة (طالبان الأفغانية)"، متوقعاً التوصل إلى صفقة "سلام مع الحركة"، ومؤكداً أن "الحوار هو السبيل الوحيد" وأن حكومته "ستعفو عن المسلحين في حال تم التوصل لاتفاق".

وشدد رئيس الوزراء الباكستاني على أنه "ضد الحل العسكري"، موضحاً: "كسياسي، أعتقد أن الحوار السياسي هو الطريق إلى الأمام، فنحن سنعفو عنهم ويمكنهم أن يكونوا مواطنين عاديين".

ولفت موقع قناة "تي آر تي وورلد" إلى أن هذه "ليست المرة الأولى التي يلمح فيها مسؤول باكستاني إلى صفقة عفو محتملة عن عناصر حركة (طالبان باكستان)".

يأتي ذلك بعد ساعات من تأكيد القوات المسلحة الباكستانية مقتل القائد العسكري في جماعة "طالبان باكستان" خوازا دين ألياس شيرخان، وذلك في عملية بمدينة تانك بإقليم خیبر بختونخوا شمال غربي البلاد.

ونفذت الحركة المتشددة والتي تأسست عام 2007 وأدرجتها الحكومة الباكستانية بعام 2008 كـ"منظمة إرهابية"، عدة هجمات في الآونة الأخيرة ضد الجيش الباكستاني، كما أنها جددت ولاءها لحركة طالبان الأفغانية بعد سقوط العاصمة كابول في منتصف أغسطس الماضي.

وقالت وكالة "فرانس برس" إن خان يدافع بشكل مستمر عن موقف بلده، الداعم الرئيسي لنظام حركة طالبان في أفغانستان في الفترة بين عامي 1996 و2001، والذي فرض العقيدة الإسلامية وساعد تنظيم "القاعدة"، ما أدى إلى الغزو الأميركي لأفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.

وسبق أن قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إن باكستان تواجه عدداً من الأزمات بوصول طالبان للحكم في أفغانستان، على الرغم من أن إسلام أباد تعتبر سيطرة الحركة على كابول مكسباً استراتيجياً لها، وخسارة لخصمها التاريخي الهند التي احتفظت بعلاقات وطيدة مع النظام الأفغاني السابق.

وسلطت المجلة الأميركية في تقرير لها، الضوء على العلاقة بين حركة طالبان، ونظيرتها "طالبان باكستان"، ونقلت عن أحد قادة طالبان رفض ذكر اسمه، قوله: "لسنا دمى لباكستان، نحن مستقلون"، مضيفاً: "نعم، لدينا علاقات جيدة جداً مع حركة (طالبان باكستان)".

ولفتت المجلة إلى أن أعضاء "طالبان باكستان"، تخرّجوا في نفس المعاهد التي تخرّجت فيها عناصر من طالبان الأفغانية، إضافة إلى أنها تتألف من قومية البشتون.

وأشارت إلى أن حركة "طالبان باكستان"، نفذت هجمات دموية ضد الباكستانيين، واستهدفت عدداً من المدارس، حتى تمكن الجيش الباكستاني من دفعها إلى داخل أفغانستان.

وذكر تقرير صدر مؤخراً عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن العلاقة بين حركة "طالبان الأفغانية" و"طالبان الباكستانية"، استمرت بشكل أساسي "كما كانت من قبل".

ولاحظ مراقبو الأمم المتحدة أن "طالبان باكستان" دعمت نظيرتها الأفغانية عسكرياً، ضد القوات الحكومية الأفغانية للاستيلاء على السلطة، بينما اتهمت باكستان الحكومات الأفغانية المنتخبة بدعم حركة طالبان باكستان طيلة هذه السنوات. 

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنه منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، عدلت "طالبان باكستان" موقفها، وتقول إنها "تريد الآن حكماً ذاتياً في المناطق القبلية على طول الحدود، معقل البشتون الباكستانيين". 

ولم توضح حركة "طالبان الأفغانية" موقفها من "طالبان باكستان"، لكنها قالت إنها ترغب في فتح معابر حدودية مع باكستان، على الأقل على امتداد 1640 ميلاً يسكنها البشتون في الجانبين.

وتوقع التقرير أن يستمر الليبراليون الباكستانيون في مقاومة عملية ما، وصفوه بـ"طلبنة باكستان"، "على الرغم من أنهم الآن في أضعف وضع لهم منذ عقود".