
يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى القاهرة، الأحد، في إطار جولة تشمل مصر وأوغندا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو في الفترة ما بين 24 و 28 يوليو، حاملاً مجموعة من الملفات على رأسها ضمان الأمن الغذائي وتخفيض الاعتماد على الدولار واليورو في التجارة الثنائية بين روسيا والدول الإفريقية.
ومن المنتظر أن يلتقي لافروف في القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وممثلي الدول الأعضاء الـ22، ويلقي خطاباً أمام مجلس جامعة الدول العربية، الذي سيلتئم على مستوى المندوبين، في زيارة تأتي أيضاً عقب قمة ثلاثية استضافتها طهران وجمعت قادة كلّ من روسيا وتركيا وإيران.
حصة الدولار واليورو
وكتب وزير الخارجية الروسي مقالاً ألقى فيه الضوء على أهم الملفات التي سيناقشها خلال جولته المنتظرة في إفريقيا، قال إن على رأسها تنمية الشراكة المتكاملة مع دول القارة، التي قال إنها "لا تزال على قائمة الأولويات المهمة للسياسة الخارجية الروسية".
وأعرب لافروف عن تطلع بلاده إلى "تعزيز التعاون في ضوء الاتفاقيات الاستراتجية المتخذة أثناء القمة الأولى لمنتدى روسيا – إفريقيا في نهاية أكتوبر 2019 في مدينة سوتشي".
وأوضح أن "الوضع الجيوسياسي الحالي يتطلب تعديل الآليات لتعاوننا، وبالأخص في مجال ضمان عمل الوسائل اللوجستية من دون أية عوائق، وتشغيل نظام المدفوعات المحمية من التدخل الخارجي".
وشدد على أن "روسيا ستتخذ مع شركائها الخطوات لتوسيع استخدام العملات الوطنية ونظم المدفوعات، والتخفيض التدريجي لحصة الدولار واليورو في التجارة المتبادلة". وقال: "ندعم بشكل مبدئي إقامة النظام المالي المستقل والفعال والمنيع لتأثير دول غير صديقة".
وأوضح أن الأولويات الروسية تشمل "مهمة جلب الجهات الاقتصادية الفاعلة الروسية والإفريقية الى أسواق بعضها البعض وتشجيع مشاركتها في المشاريع في مجال البنية التحتية".
الأمن الغذائي
وبعث لافروف برسالة طمأنة في ما يتعلق بضمان الأمن الغذائي، فكتب: "نفهم جيداً أهمية الواردات الروسية للمنتجات ذات الأهمية الاجتماعية، بما في ذلك البضائع الغذائية للكثير من الدول، ونفهم أن هذه الواردات تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة".
وأضاف: "أود أن أشدد على أنه لا يوجد الأساس للدعاية الغربية والأوكرانية حول تصدير الجوع من قبل روسيا، وفي الواقع يمثل هذا التلاعب محاولة أخرى لنقل المسؤولية على الطرف الآخر وقلبها رأساً على عقب".
ولفت إلى أنه "حتى في فترة أزمة كورونا حصل الغرب بشكل جماعى، باستخدام آلية إصدار العمل، على السيطرة على تدفقات السلع والأغذية وساهم نتيجة لذلك في تدهور الوضع في البلدان، التي تعتمد على الواردات الغذائية". وقال: "هذا ما حدث بالضبط عندما بدأ يصعب الوضع في السوق الغذائية، وقد أدت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا في الأشهر الأخيرة إلى تفاقم هذه الاتجاهات السلبية بشكل إضافي".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده "ستواصل بضمير الوفاء بالتزاماتها في إطار العقود الدولية المبرمة في مجال واردات الغذاء والسماد والطاقة والسلع الأخرى المهمة للغاية لإفريقيا"، وأن الجانب الروسي "يقوم باتخاذ جميع التدابير الضرورية لذلك".
وكتب سيرجي لافروف: "نعرف أن الزملاء الإفريقيين لا يوافقون على الجهود العلنية من جانب الولايات المتحدة والأتباع الأوروبيين لإملاء إرادتها وفرضها على المجتمع الدولي ونظام أحادية القطبية، ونثمن موقف الإفريقيين المتوازن من الأحداث في أوكرانيا وحولها، وإنه على الرغم من ضغط خارجي غير مسبوق لم يؤيد أصدقاؤنا العقوبات المعادية لروسيا، وهذا النهج المستقل يستحق احتراماً كبيراً".
اقرأ أيضاً: