الحزب الشيوعي يستعد لمنح الرئيس الصيني ولاية ثالثة في أكتوبر

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الصيني شي جين بينج خلال حفل توزيع الجوائز للموظفين المثاليين في بكين. 30 أغسطس 2022 - XHNews
الرئيس الصيني شي جين بينج خلال حفل توزيع الجوائز للموظفين المثاليين في بكين. 30 أغسطس 2022 - XHNews
دبي -الشرق

يُخطط الحزب الشيوعي الصيني لعقد أهم اجتماعاته خلال العقد منتصف أكتوبر المقبل، وتمهيد السبيل أمام الرئيس شي جين بينج لتولي مناصب قيادية ستمنحه فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة في الحكم، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز".

وقالت الصحيفة البريطانية إن الرئيس الذي قاد الصين منذ عام 2012، يعتبر على نطاق واسع "أقوى حاكم" في البلاد منذ الديكتاتور الثوري الراحل ماو تسي تونغ.

وخلال مؤتمره العشرين الذي أعلنت وسائل إعلام رسمية، الثلاثاء، أنه سيفتتح في 16 أكتوبر المقبل، سيعيد الحزب تعيين شي زعيماً له، ورئيساً للجنة العسكرية المركزية.

ورجحت الصحيفة أنّ إعادة تعيينه رئيساً للدولة في الدورة السنوية للبرلمان الصيني أوائل العام المقبل، ستعزز مطالبة شي البالغ من العمر 69 عاماً "بحكم بمنأى عن المنافسة"، على حد تعبيرها.

وفي حين يعتقد العديد من مراقبي الصين أنّ سيطرة شي على البلاد وشعبها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة هو بالفعل أمر واقع، من المتوقع أن يستخدم المؤتمر الذي يُعقد كل 5 سنوات "لتعزيز قبضته" من خلال تعيين أشخاص في الهيئات العليا للحزب.

وسيمثل المؤتمر فرصة لشي لترقية حلفاء مقربين، وأشخاص أهل للثقة بهم إلى مناصب في اللجنة الدائمة المكونة من 7 أشخاص بالمكتب السياسي، وهي أعلى هيئة لصنع القرار في السلطة الصينية.

"منعطف تاريخي"

ومن المتوقع أن يحظى هذا التجمع في بكين بمراقبة دقيقة، لرصد أي تغيير في الموقف السياسي من قبل شي فيما يُعد منعطفاً تاريخياً لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ووفقاً للصحيفة، يعاني قطاع العقارات في الصين الذي يمثل ما يقرب من ثلث الناتج المحلي الإجمالي القومي من ركود حاد ناجم عن أزمة بين المطورين المثقلين بالديون، لافتة إلى أن سياسات شي الصارمة المتمثلة في استراتيجية "صفر-كوفيد" عرقلت النمو في الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الصيني لا يزال في الداخل بلا منازع بفضل "دعاية الدولة، والقمع المنتظم للمعارضة". 

لكنه على الصعيد الدولي، أثار انتقادات حادة لما وصفته بأنه "انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شينجيانج، وقمع الحريات الديمقراطية" في هونج كونج، وتعزيز ترسيخ الذات عسكرياً على بحر الصين الجنوبي وتايوان، ورفضه إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وعلى مدار ما يقرب من عقد من الزمان في السلطة، وضع شي تحت سيطرته بالفعل مراكز القوة الحاسمة الثلاثة للحزب، الجيش وآلة الدعاية وجهاز الأمن الداخلي.

"زعيم مدى الحياة"

في تقرير حديث، كتب داميان ما، المدير التنفيذي في مركز "ماركو بولو" للأبحاث التابع لمعهد بولسون ومقره شيكاجو، أنّ "المعارضة والانقسامات" طالما كانت سمة من سمات السياسة الصينية، ولكن لا توجد مؤشرات على "اندماجها في أي شيء يشبه معارضة مجدية".

وتوقعت "فاينانشال تايمز"، أن عقد المؤتمر في منتصف أكتوبر المقبل، يعني أنه من المحتمل أن يحضر شي قمة مجموعة العشرين في بالي خلال نوفمبر، الأمر الذي يزيد من احتمالية عقد اجتماع مع نظيره الأميركي جو بايدن في وقت تتصاعد فيه التوترات بين القوى العظمى في العالم بشأن تايوان وأوكرانيا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ شي مهد السبيل أمام إمكانية الحكم مدى الحياة في عام 2018، عندما عدل البرلمان الصيني الدستور لإلغاء المدة المحددة بفترتيْن لرئيس البلاد، على الرغم من أنّه أصر على أنه "يعارض بشكل شخصي" الحكم مدى الحياة.

ونجح الرئيس الصيني في تعزيز حكمه من خلال إصلاح شامل للجيش خلال السنوات الخمس الأولى له في السلطة، وحملته لمكافحة الفساد التي استمرت قرابة 10 سنوات. 

وفي هذا السياق، قال محللون إنّ حملته ضد الكسب غير المشروع تخدم هدفاً مزدوجاً، هو "مكافحة الفساد المستشري في السياسة والحكومة والشركات الصينية، مع العمل في الوقت ذاته على تطهير الخصوم السياسيين والتهديدات المستقبلية المحتملة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات