
غيّب الموت الجمعة، رسام الكاريكاتير المصري جمعة فرحات، رئيس جمعية الكاريكاتير المصرية، عن عمر ناهز 80 عاماً بعد معاناة مع المرض، تاركاً تاريخاً وإرثاً فنياً بارزاً في بلاط "صاحبة الجلالة".
وتميز كاريكاتير الفنان الراحل بالتقشف الكلامي، إذ كان نادراً ما يكتب كلمات يوضح بها هدفه مكتفياً بخطوطه الصارمة، وكانت رسومه "منتقاة من الشوائب والحواشي والفروع"، حسبما وصفها الفنان زهدي العدوي.
وبرع فرحات في الكاريكاتير السياسي مُركِزاً على انتقاد أخطاء المسؤولين ومن هم في السلطة، وهو الأمر الذي ميز رسامي مدرسة "روز اليوسف" الصحافية التي بدأ فيها حياته عام 1964.
يتحدث عنه صديقه رسام الكاريكاتير فوزي مرسي لـ "الشرق" قائلاً: "كانت ريشته كالسيف الذي يضرب به فوق الفساد والظلم، ودافع كثيراً عن العديد من القضايا السياسية باستخدام فنه".
داعم فلسطين
عبّر فرحات برسوماته الكاريكاتيرية عن القضية الفلسطينية وكان مدافعاً شرساً عنها، وجمع كتابه الأخير "سلام الدم" أعماله عن الصراع العربي الإسرائيلي.
ويعتبر فنانو الكاريكاتير هذا الكتاب بمنزلة وثيقة أو رسالة من الفنان الكبير للشباب يتوجب الحفاظ عليه، بالإضافة إلى كتابي "4 حكومات ومعارضة"، و"جمعة فرحات".
جمعة كل جمعة
ترأس جمعة فرحات الجمعية المصرية للكاريكاتير منذ عام 2014 حتى وفاته، وكانت له العديد من المواقف الداعمة لزملائه، وكان يدفع من ماله الخاص في سبيل دعمها ومساعدة الشباب، بحسب مرسي.
كما تحول برنامجه الأسبوعي "جمعة كل جمعة" لمنبر استضاف من خلاله كل فناني الكاريكاتير في مصر للحديث عن بداياتهم وتجاربهم.
وأجاد الرسام الراحل في التعبير عن القضايا الاجتماعية في مصر خاصة المتعلقة بالوظائف مثل تأجيل الترقيات والخصم وارتفاع الأسعار.
رائد الجيل الثالث
ويعد فرحات من رواد الجيل الثالث لفن الكاريكاتير في مصر، وانتقل من مؤسسة "روز اليوسف" التي بدأ فيها مشواره إلى مجلة "ماجد" ومنها إلى صحيفة "الأهرام ويكلي" باللغة الإنجليزية حتى نشرت أعماله بجريدة الأهرام اليومية.
ونشر أعماله في العديد من الصحف الأجنبية مثل صحف "هيرالد تريبيون" الأميركية وغيرها.
ويقول صديقه رسام الكاريكاتير سمير عبد الغني: "تميز فرحات في البداية بكاريكاتير البورتريه ثم تخصص في الكاريكاتير السياسي وتحرك عبر أكثر من منصة، وأغلب الوقت كان الرسم أبيض وأسود".
كان الرسام الراحل مناصراً لقضايا المرأة، ليس فقط في رسوماته ولكن على مستوى ممارساته الحياتية، إذ أنجب 4 بنات وابناً، وكان حريصاً على إعلان دعمه للمرأة بمقولة "حقوق المرأة ضائعة وأول شخص يمكنه منحها حقها هو جمعة فرحات مع زوجته وبناته"، بحسب ما يحكي "عبدالغني".