بريطانيا.. ليز ترَس ثالث إمرأة تتولى رئاسة الوزراء

time reading iconدقائق القراءة - 8
ليز ترَس تلقي كلمة عقب إعلان فوزها برئاستي حزب المحافظين والوزراء في بريطانيا لندن - 5 سبتمبر 2022 - REUTERS
ليز ترَس تلقي كلمة عقب إعلان فوزها برئاستي حزب المحافظين والوزراء في بريطانيا لندن - 5 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

انتخب حزب المحافظين في بريطانيا، الاثنين، ليز ترَس رئيسة للوزراء لتخلف بوريس جونسون، لتصبح المرأة الثالثة التي تتولى المنصب في تاريخ المملكة المتحدة بعد مارجريت تاتشر وتيريزا ماي.

وحصلت ترَس على 57% من أصوات الناخبين بإجمالي 81 ألفاً و236 صوتاً، مقابل 60 ألفاً و399 صوتاً لمنافسها وزير المال السابق ريشي سوناك بنسبة 43%.

وترث الزعيمة الجديدة للحزب أغلبية برلمانية، وبالتالي ستتولى رئاسة الحكومة بعد إجراءات التسليم الرسمية، الثلاثاء.

وأصبحت ترَس التي ظلت وفيّة حتى النهاية لجونسون حين استقال العشرات من السلطة التنفيذية بداية يوليو، رئيسة الوزراء الرابعة في بريطانيا منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" في 2016، والمرأة الثالثة التي تتولى المنصب في تاريخ المملكة المتحدة.

وُلدت ترَس في أكسفورد عام 1975 لوالدين يساريين، وشاركت معهما في احتجاجات مناهضة للأسلحة النووية، وانتقلت عقب ذلك إلى مدينة بيزلي القريبة من منطقة جلاسكو الاسكتلندية، إذ كان يعمل والدها جون أستاذاً في علم الرياضيات، في حين كانت والدتها بريسيلا ممرضة.

وسبق أن قالت ترَس إنه "على الرغم من أن والدتها تدعم حملتها الانتخابية حالياً، إلا أنها غير متأكدة من أن والدها سيصوت لها"، بحسب قناة "سكاي نيوز" البريطانية.

وانتقلت ترَس عقب ذلك إلى ليدز حيث تابعت دراستها قبل أن تلتحق بـ"جامعة أكسفورد" لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وبعد تخرجها عملت في شركة "شل" النفطية بوصفها خبيرة اقتصادية صناعية، قبل أن تنتقل إلى شركة "Cable & Wireless" ومركز "Reform" البحثي.

وعملت ترَس لـ4 سنوات كعضو مجلس بلدي في جنوب شرقي لندن، قبل أن تدخل مجلس العموم (البرلمان) كنائبة عن جنوب غربي نورفولك عام 2010.

وفي سبتمبر 2012، منحها رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون، أول منصب وزاري في وزارة التعليم، قبل أن تصبح وزيرة للبيئة عام 2014، ثم تولت حقيبتَي العدل والتجارة الدولية، قبل ترقيتها، العام الماضي، لتصبح وزيرة للخارجية، وهو أحد المناصب الأربعة الكبرى للدولة في السياسة البريطانية.

واعتبرت ترَس أن تجربتها في الحكومة جعلتها مستعدة لتولّي رئاسة الوزراء، قائلة: "أظهرت أنني قوية تحت الضغط. تعاملت مع بعض أسوأ الفيضانات خلال جيل، ومع أسوأ أعمال الشغب في السجون منذ سترانجويز (في إشارة إلى شغب شهده سجن سترانجويز لمدة 25 يوماً عام 1990، أسفر عن مصرع سجين وجرح 147 شرطياً و47 سجيناً)، ومع أسوأ حرب في أوروبا"، في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.

وحظيت ترَس بإعجاب الجناح اليميني في حزبها، نتيجة أفكارها التحررية التي تعتبر فلسفة سياسية تؤيد الحد الأدنى من تدخل الدولة في السوق والحياة الخاصة للمواطنين، إذ تروّج كذلك دوماً لقيمة الأسواق الحرة، وتدعم خفض الضرائب، وتوجه انتقادات متكرّرة للدولة التي تتدخل في حياة البريطانيين، بحسب "بلومبرغ".

وحازت ترَس إعجاب أبرز مؤيدي "بريكست"، من خلال تحديها الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق الخروج الذي أبرمته حكومة جونسون، بما في ذلك طرح مشروع قانون يلغي الجزء الأكبر من بنوده المرتبطة بإيرلندا الشمالية.

وحتى حين أظهرت ولاءها لجونسون، لم تخفِ ترَس طموحها لتولي رئاسة الحكومة، إذ أدارت حساباً على تطبيق "إنستجرام" لمنافسة حسابات يديرها فريق سوناك على مواقع التواصل الاجتماعي.

ودفعت رئيسة الوزراء مواطنين لمقارنتها بتاتشر، وهي أيقونة لحزب المحافظين، بما في ذلك وقوفها داخل دبابة في إستونيا، كما فعلت رئيسة الوزراء الراحلة خلال تفقدها القوات البريطانية في ألمانيا عام 1986.

وتُعدّ ترَس الأطول خدمة في الحكومة البريطانية، إذ شغلت مناصب وزارية منذ عام 2012 تحت قيادة 3 رؤساء وزراء.

تعهدات ترَس

ويأتي فوز ترَس وسط ظروف اقتصادية واجتماعية متدهورة، مع نسبة تضخم تجاوزت 10% ومرشحة للازدياد، وارتفاع غير مسبوق في فواتير الطاقة التي تثقل كاهل العائلات والشركات والخدمات العامة.

وتعهدت ترَس، بالتحرك سريعاً لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا، قائلة إنها ستضع من، الأسبوع الأول، خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود في المستقبل.

وخلال السباق لخلافة رئيس الوزراء، أشارت ترَس إلى أنها ستتحدى التقاليد بإلغاء الزيادات الضريبية وخفض الرسوم الأخرى التي يقول بعض الاقتصاديين إنها ستغذي التضخم، بالإضافة إلى التعهد بمراجعة وضع بنك إنجلترا مع حماية استقلاليته، دفع بعض المستثمرين إلى التخلص من الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية.

وتعهدت أيضاً بمواصلة مسيرة سلفها بوريس جونسون في إجراءات إتمام "بريكست"، وعلى رأسها تعديل بروتوكول إيرلندا الشمالية من جانب لندن وحدها، إن أخفق الاتفاق مع بروكسل على صيغة جديدة، بالإضافة إلى وقف القوانين الأوروبية التي لا تزال سارية المفعول في المملكة المتحدة، على الرغم من انفصالها عن الاتحاد الأوروبي.

وفي إشارة إلى التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، قالت ترَس في وقت سابق: "نقول إن أوروبا هي التي تسبب هذه المشكلات الكبيرة، وإنهم المهاجرون... لكن ما ينبغي فعله هو العمل أكثر. إنها رسالة لا تحظى بشعبية".

ووعدت ترَس بأن تستعين بدول "الكومنولوث" لمواجهة الصين، فتصبح "بريطانيا العالمية" التي ينادي بها المحافظون حصناً منيعاً ضد النفوذ الصيني.

وعن سياسة ترَس تجاه الشرق الأوسط في ظل أن المحدد الرئيسي هي العلاقة مع إسرائيل، كتبت في 7 أغسطس، رسالة إلى مجموعة أصدقاء إسرائيل بحزب المحافظين، أكدت فيها أن لندن تقف دائماً إلى جانب تل أبيب في الحفاظ على أمنها والدفاع عن نفسها ضد أي خصم في المنطقة.  

ومن المرجح أن تركز ترَس على الملفات التي كانت تهتم بها حكومة جونسون في الشرق الأوسط وهي البرنامج النووي الإيراني، وإبرام اتفاق تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وتوقعت صحيفة "الجاردين" البريطانية أن يتولى جيمس كليفرلي منصب وزير الخارجية في حكومة ترَس، فيما تتسلم سويلا برافرمان حقيبة وزارة للداخلية، وتيريز كوفي وزارة الصحة، بينما تم ترشيح براندون لويس لوزارة العدل، في حين رجحت الصحيفة عدم تسلم ريشي سوناك أي منصب وزاري.

اقرأ  أيضاً:

تصنيفات