
يواجه الاقتصاد الألماني ضغطاً متزايداً بسبب تقليص استهلاكها للغاز من أجل تخزينه، وبسبب الأسعار المرتفعة نتيجة تقليص روسيا صادراتها عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1"، فيما أعلنت سويسرا أن وضع الطاقة لديها "خطير".
ويتعين على ألمانيا خفض استخدامها للغاز بمقدار 20% لتجنب نقص شديد خلال الشتاء المقبل، وهو ما من شأنه أن يؤثر على أكبر اقتصاد في أوروبا.
وحذّر كلاوس مولر، رئيس "الوكالة الاتحادية للشبكات"، وهي هيئة تنظيمية لشبكات الكهرباء والغاز في ألمانيا، من أنه "يمكن عدم توفر كميات كافية من الغاز في البلاد، إذا فشلنا في توفير 20% من استهلاكنا للغاز حالياً".
وقال مولر لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن ألمانيا بحاجة إلى كميات إضافية من الغاز تعادل ما مقداره 10 جيجاوات، من دول أخرى كالولايات المتحدة، وكذلك دول أوروبية، لتعويض الكميات المفقودة من روسيا. ويمثل ذلك حوالي 9% من استهلاكها الحالي من الغاز.
كما حذّر مولر أيضاً، من أن تكلفة إنهاء اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي، ستكون مرتفعة جداً، وقد تكون لذلك عواقب وخيمة على الأعمال التجارية.
وأوضح أن "بعض الصناعات يمكنها أن تبتعد عن ألمانيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز"، معتبراً أن وقع ذلك سيكون "صعباً" على البلاد.
وتخشى ألمانيا من أزمة طاقة تلوح في الأفق، منذ أن قامت شركة "غازبروم" الروسية بتقليص الإمدادات عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" منذ يونيو الماضي بسبب مشاكل فنية. ويعمل هذا الخط الرئيسي لتسليم الغاز الروسي إلى أوروبا بـ20% فقط من قدراته.
"وضع خطير" في سويسرا
وفي سويسرا، أكدت وزيرة الطاقة سيمونيتا سوماروجا، الأحد، أن وضع الطاقة "خطير" في سويسرا، التي تتفاوض مع ألمانيا وإيطاليا لضمان إمداداتها من الغاز في الشتاء المقبل، لمواجهة انخفاض تسليم الشحنات الروسية.
في مقابلة مع صحيفة "بليك"، قالت الوزيرة سوماروجا: "لماذا نواجه مشكلة اليوم؟ لأن روسيا أغلقت صنبور الغاز، وسويسرا تعتمد اعتماداً كلياً على الدول الأجنبية في هذا النوع من الطاقة".
وأضافت "الوضع خطير. المجلس الاتحادي يدرك ذلك، وليس فقط منذ الحرب في أوكرانيا".
لم تحدد سويسرا بعد أهدافاً تتعلق بتوفير الطاقة، على عكس الاتحاد الأوروبي الذي يعتزم خفض استهلاك الغاز بنسبة 15% للتغلب على انخفاض الشحنات الروسية، بسبب التوترات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
واعتبرت سوماروجا أنه "سيكون من المفيد بالتأكيد" أن تضع سويسرا مثل هذه الأهداف، مشيرة إلى حملة سيتم إطلاقها في الأسابيع المقبلة لحث السكان على خفض استهلاك الطاقة.
يعتمد ما يقرب من 80% من إمدادات الطاقة في سويسرا على واردات الوقود والوقود الأحفوري وكذلك الوقود النووي، وفقاً للمكتب الفدرالي للطاقة. وحتى التزود بالكهرباء يأتي أغلبه من الخارج، وخصوصاً خلال فصل الشتاء.
وتعتمد سويسرا، التي لا تتمتع بإمكانات تخزين كبيرة، على تعاون الدول المجاورة للتزود بالغاز في الشتاء المقبل. وتجري مفاوضات حالياً للتوصل إلى ما يسمى باتفاقيات "تضامن" مع ألمانيا وإيطاليا، اللتين شددتا قوانينهما المتعلقة بتصدير الغاز.
وأوضحت سوماروجا أن "المفاوضات جارية، لكن مثل هذا الاتفاق لن يتم التوصل إليه ما لم نكن بالفعل في حالة من العوز. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للمجلس الفدرالي، هو تجنب مثل هذا الوضع قدر الإمكان. ولهذا السبب يجب التزود بغاز إضافي".
وذكرت صحيفة "تسونتاج تسايتونج" السويسرية، الأحد، أنه نظراً لأن خط أنابيب الغاز الذي يربط ألمانيا بإيطاليا يمر عبر سويسرا، فإن الأخيرة هددت بتحويل جزء من الغاز المخصص لإيطاليا، وهو ما يسمح به بند في الاتفاق في حال حدوث أزمة.