تقرير: واشنطن تخطط لعقوبات على المسيّرات والصواريخ الإيرانية الموجهة

time reading iconدقائق القراءة - 7
طائرات مسيّرة خلال مناورات للجيش الإيراني في سمنان- 4 يناير 2021 - REUTERS
طائرات مسيّرة خلال مناورات للجيش الإيراني في سمنان- 4 يناير 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات تستهدف القدرات الإيرانية المتطورة لشنّ ضربات دقيقة باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ موجهة، في ظل مخاوف من تهديد تمثله هذه الأسلحة على مصالح واشنطن وحلفائها.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجهود تأتي في وقت يقول فيه مسؤولون أمنيون غربيون، إنهم يرون أن هذه القدرات تشكّل خطراً مباشراً على استقرار الشرق الأوسط، أكثر من البرنامجين النووي والصاروخي لطهران.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على جزء من البرنامج الصاروخي الإيراني خلال السنوات الماضية، ولكن مسؤولين قالوا إن استهداف شبكات المشتريات الإيرانية، مثل مزوّدي الأجزاء المستخدمة في صنع الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجّهة بدقة، يمكن أن يعطل هذه النشاطات بشكل أكثر فعالية.

وقال مسؤول أميركي بارز: "هذا جزء من نهج شامل، لذلك نتعامل مع كل جوانب التهديد الإيراني".

وذكر مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون بارزون أنهم شهدوا زيادة كبرى في استخدام الصواريخ الموجهة والطائرات المسيّرة ضد القوات الأميركية وحلفائها.

وأفاد مسؤول أميركي آخر بأن "الطائرات المسيّرة الإيرانية باتت تشكّل تهديداً متزايداً لحلفائنا في المنطقة".

مفاوضات فيينا

هذه الخطط تأتي في وقت تدرس فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشديد تطبيق العقوبات النفطية للضغط على طهران كي تخفف موقفها في مفاوضات فيينا المجمدة، بشأن إحياء الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.

وكان مسؤولون أفادوا بأن الإجراءات المرتبطة بالطائرات المسيّرة والصواريخ، هي جزء منفصل من سياسة واشنطن تجاه طهران.

وعرضت إدارة بايدن رفع مجموعة من العقوبات مقابل عودة طهران إلى الاتفاق النووي، ولكن الحكومة الإيرانية أعلنت أنها لن تمتثل لبنود الاتفاق مجدداً، إلا إذا ألغت الولايات المتحدة كل العقوبات، بما في ذلك تلك التي تستهدف برنامجها الصاروخي، وإدراج "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" على لائحة الإرهاب، وفق "وول ستريت جورنال".

وتعتبر إدارة بايدن أن كثيراً من هذه العقوبات خارج نطاق الاتفاق النووي، وتخطط لمواصلة حملة ضغط أميركية تستهدف دعم إيران نزاعات إقليمية، وبرنامجها الصاروخي المحظور أميركياً ودولياً.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول البارز أن توسيع العقوبات الأميركية ليشمل برامج الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة بدقة، يجب ألا يُفسّر على أنه محاولة لدفع طهران بشأن المحادثات النووية المجمدة، إذ إن الولايات المتحدة تعتبر أن عقوبات حالية كثيرة متعلّقة بالبرنامج الصاروخي والإرهاب هي منفصلة عن الاتفاق النووي.

صواريخ الحوثيين

ومن الدلائل المبكرة على برنامج العقوبات الموسّع الذي فرضته وزارة الخزانة الأميركية أخيراً على مسؤولين حوثيين في اليمن وأنصارهم المدعومين من إيران، ما يشير إلى استخدامهم طائرات مسيّرة وصواريخ.

وذكرت الصحيفة أن واشنطن حمّلت طهران مسؤولية هجوم بطائرة مسيّرة في عام 2019، أدى إلى توقف نصف إنتاج النفط الخام في المملكة العربية السعودية.

وبعد أشهر قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن ناقشت فكرة قصف مصنع للطائرات المسيّرة قرب مدينة أصفهان وسط إيران، في ظل تصاعد التوتر بعد مقتل قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية في بغداد.

ولفت مسؤولون إلى أن السعودية تعرّضت لهجمات أكثر من 100 مرة في الأشهر الأخيرة، بصواريخ باليستية وأنظمة جوية مسيّرة وطائرات صغيرة بلا طيار وصواريخ كروز، أطلقها الحوثيون.

وذكر مسؤولون إسرائيليون ومحللون أمنيون أن حركة حماس استخدمت تقنيات الطائرات المسيّرة الإيرانية خلال التصعيد العسكري مع إسرائيل، في مايو الماضي.

مصانع "حزب الله"

ووَرَدَ في تقييم أعدّه "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" (مقره واشنطن)، هذا العام، لقدرات طهران في الصواريخ والطائرات المسيّرة، أنها طوّرت قاعدة إنتاج محلية لطائراتها الجوية غير المأهولة، في مواجهة العقوبات الأميركية.

وأشار التقرير إلى أن الأنظمة الفرعية لطائرات إيران المسيّرة ومكوّناتها، ولا سيما المحركات والإلكترونيات الدقيقة، لا تزال تُستورد عبر قنوات غير مشروعة.

ويمكن أن تستهدف العقوبات الأميركية تلك القنوات والشركات المتورطة فيها. وقال روبرت تشولدا، وهو أستاذ مساعد متخصص في شؤون إيران بجامعة لودز البولندية، إن "ذلك سيعطل بشكل ملحوظ سلسلة التوريد الدفاعية الإيرانية"، وخصوصاً الواردات من أيّ مزود في روسيا والصين.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن مسؤولين يعتبرون أن التدابير المالية تمنح الولايات المتحدة بديلاً دبلوماسياً عن شنّ ضربات عسكرية على مصانع الصواريخ والطائرات المسيّرة، إذ تسعى إدارة بايدن إلى تجنب صدام مع طهران ووكلائها في اليمن وسوريا والعراق.

واستدركت أن معارضين لسياسة الإدارة الأميركية تجاه إيران يرون أن على الولايات المتحدة فعل المزيد، مثل مطالبة السلطات في لبنان بإخراج مصانع أسلحة في بيروت.

وأعلنت أجهزة استخبارات غربية ومسؤولون إسرائيليون أن "حزب الله"، المدعوم من إيران، يصنع صواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة تمثل أكبر تهديد للأمن القومي لإسرائيل.

وذكر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أنهم يريدون إيجاد سبل للقضاء على المصانع الجديدة التي يشيّدها "حزب الله" في لبنان، من أجل إنتاج الصواريخ الموجهة بدقة، علماً أن مسؤولين لبنانيين وقياديين في الحزب نفوا وجود مصانع أسلحة.

اقرأ أيضاً: