بعد اتساع الاحتجاجات ضد القيود.. الصين تتعهد بـ"نجاح" مكافحة كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 10
سكان خلال مسيرة احتجاجة على القيود المفروضة لمكافحة كورونا في ووهان بمقاطعة هوبي وسط الصين- 27 نوفمبر 2022 - REUTERS
سكان خلال مسيرة احتجاجة على القيود المفروضة لمكافحة كورونا في ووهان بمقاطعة هوبي وسط الصين- 27 نوفمبر 2022 - REUTERS
بكين -أ ف ب

أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، أنّ جهود الحكومة في مكافحة كورونا "ستكون ناجحة"، غداة نزول آلاف المواطنين إلى الشوارع في أنحاء مختلفة من البلاد احتجاجاً على القيود الصحية الصارمة المفروضة.

ورداً على سؤال حول الاحتجاجات خلال المؤتمر الصحافي المنتظم، قال الناطق باسم وزارة الخارجية جاو ليجيان "نعتبر أن كفاحنا ضد كوفيد-19 سيكون ناجحاً بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ودعم الشعب الصيني"، حسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وفي تعليق على حريق اندلع في أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانج، قال الناطق باسم الخارجية: "على الشبكات الاجتماعية، قوى ذات دوافع خفية تربط هذا الحريق بالاستجابة المحلية لكوفيد-19".

وأفادت منشورات متداولة على الشبكات الاجتماعية الصينية والأجنبية، أن عمليات إغلاق كوفيد المُطوّلة في "أورومتشي" أعاقت وصول عناصر الإطفاء بعد اندلاع الحريق مساء الخميس.

ولدى سؤاله عن "تعنيف" مراسل هيئة "بي بي سي" الذي أوقف خلال تظاهرة في شنغهاي، قال الناطق باسم الخارجية الصينية خلال المؤتمر: "علمنا من سلطات شنغهاي المختصة أنّه (المراسل) لم يعرّف نفسه أنه صحافي ولم يظهر طوعاً بطاقة الاعتماد الصحافية".

وطلب الناطق الصيني من وسائل الاعلام الأجنبية "احترام القوانين الصينية والأنظمة المعمول بها (خلال إقامتهم) في الصين".

وقال متحدث باسم "بي بي سي" في بيان تلقته وكالة "فرانس برس" إن "بي بي سي قلقة جداً إزاء طريقة معاملة الصحافي إد لورنس الذي اعتقل وقيدت يداه أثناء تغطيته الاحتجاجات في شنغهاي".

وأوضح أن "بي بي سي" لم تتلق "أي تفسير أو اعتذار رسمي من السلطات الصينية".

تخفيف القيود

وخففت منطقة شينجيانج، غرب الصين، بعض قيود مواجهة فيروس كورونا، في عاصمتها "أورومتشي"، الاثنين.

وأفاد مسؤولون، في مؤتمر صحافي، أن أشخاصاً خضع بعضهم إلى إجراءات عزل في منازلهم لأسابيع، بات بإمكانهم التنقل بواسطة حافلات لشراء حاجياتهم ضمن مناطق سكنهم اعتباراً من الثلاثاء.

وقال مسؤولون، عشية ذلك، إنه يمكن لمتاجر أساسية محددة في المناطق حيث يعد "الخطر منخفضاً" التقدّم بطلب لاستئناف نشاطها بحضور 50% من العمال، بينما ستستأنف رحلات الطيران والنقل العام "بشكل منظّم".

اعتقال متظاهرين

وفي مدينة شنغهاي، أوقفت الشرطة، الاثنين، شخصين في موقع تجمع متظاهرين خلال اليومين الأخيرين.

وقال شرطي لوكالة "فرانس برس" رداً على سؤال حول سبب التوقيف، إن أحد الشخصين "لم يذعن لتدابيرنا"، طالباً من الصحافي توجيه السؤال إلى سلطات الشرطة المحلية لمزيد من التفاصيل.

وكان عناصر من الشرطة يأخذون أشخاصاً آخرين جنباً، ويطلبون منهم حذف صور عن هواتفهم. ووقعت مواجهات مع القوى الأمنية، وأوقف الكثير من الأشخاص على ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس".

وصباح الاثنين، أعيد فتح الطرق التي أغلقت مساء الأحد مع انتشار أقل للشرطة إلا أن كتلاً زرقاء نصبت على امتداد الأرصفة لمنع أي تجمع جديد.

وامتنعت شرطة شنغهاي حتى الاثنين عن الرد على أسئلة متكرّرة حول عدد الموقوفين في اليومين الأخيرين.

امتداد الاحتجاجات

وامتدت الاحتجاجات إلى مدن عدة، حيث نزل الآلاف إلى الشوارع في بكين وشنغهاي ووهان خصوصاً رفضاً للإغلاق، وهتف بعضهم شعارات معارضة للنظام، في احتجاج نادر على حُكم الرئيس شي جين بينج وسياسته "صفر كوفيد" الصارمة التي يفرضها منذ نحو 3 سنوات.

وتشمل التدابير التي تُثير استياء الشعب الصيني، القيود المباغتة والواسعة النطاق والطويلة الأمد عند اكتشاف أيّ إصابة، والحجر الصحي المنهجي لحالات مُخالِطة في مخيّمات، وطلب فحوص سلبيّة للكشف عن الفيروس بشكل شبه يومي من أجل التمكّن من الوصول إلى الأماكن العامّة.

وهذا الاستياء أجّجته قضايا عدّة لقيت تغطية إعلاميّة واسعة عن تباطؤ في وصول الخدمات الصحّية الطارئة بسبب القيود السارية، ما يؤدي إلى عواقب مميتة، حيث أودى حريق بحياة 10 أشخاص، الخميس، في أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانج (شمال غرب) وزاد من حدّة الاستياء.

واعتبرت رسائل عدّة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ الإجراءات المتّخذة لمواجهة كوفيد فاقمت هذه المأساة، حيث أنّ هناك سيّارات متوقّفة منذ أسابيع بسبب الإغلاق في الحي الصغير الضيّق المؤدّي إلى المبنى المشتعل، وهو ما أعاق وصول أجهزة الإنقاذ.

رقم قياسي

وقالت لجنة الصحة الوطنية الاثنين، إن الصين سجلت الأحد خامس رقم قياسي على التوالي في الإصابات اليومية بفيروس كورونا بلغ 40 ألفاً و347 إصابة جديدة بفيروس كورونا منها 3822 إصابة مصحوبة بأعراض 36525 بلا أعراض.

وسجلت الصين 39 ألفاً و791 إصابة جديدة بفيروس كورونا في اليوم السابق منها 3709 إصابات مصحوبة بأعراض و36082 بلا أعراض.

دعوات لاستقالة شي جين بينج

واصطدم شرطيّون كانوا يُحاولون إبعاد الناس من موقع تظاهرة سابقة، مساء الأحد، بمجموعات من المحتجّين وسط شنغهاي، المدينة التي فرض على سكّانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة في مطلع السنة إغلاقاً مرهقاً على مدى شهرين، وفق ما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس".

وأظهر شريط فيديو تمّ تداوله بشكل واسع على الإنترنت متظاهرين في مكان حدّدت وكالة "فرانس برس" موقعه الجغرافي في شارع ولوموتشي في وسط شنغهاي، وهم يردّدون هتافات "شي جين بينج، استقل!"، في تعبير نادر عن عداء للرئيس والنظام في العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وفرّقت الشرطة المحتجّين صباحاً، ثمّ بعض الظهر تجمّع مئات الأشخاص في المنطقة نفسها، وفق ما قال شاهد لـ"فرانس برس".

وتظاهر مئات الأشخاص، ظهر الأحد، في وسط شنغهاي صامتين وهم يحملون أوراقاً بيضاء، في خطوة أصبحت رمزاً للاحتجاج على الرقابة في الصين، ووروداً بيضاء عند عدد من مفارق الطرق، قبل أن تصل الشرطة وتُفرّقهم، بحسب شاهد طلب عدم كشف هويته.

ووهان تعود للواجهة

والأحد، انتشر عشرات رجال الشرطة وأغلقوا الشوارع التي جرت فيها التظاهرات. وطلبوا من الناس مغادرة الموقع، لكنّ البعض أصر على البقاء وشاهد مراسل "فرانس برس" توقيف أشخاص عدّة. ووصل شرطيّون آخرون بعد ذلك.

وفي بثّ مباشر على إنستجرام، أظهرت صور عناصر من قوّات الأمن تقترب من مجموعة وتُرغمها على العودة إلى الأرصفة.

وقال شاهد رفض ذكر اسمه: "يبدو أنّ الشرطة تبحث عن أفراد يُشتبه في أنّهم يتقدّمون التظاهرات"، مضيفاً: "كان الجوّ متوتّراً جداً، لكن كانت هناك أيضا حماسة. لقد صب المتظاهرون غضبهم على الشرطة والحزب (الشيوعي)".

وتجمع ما بين 300 و400 شخص لساعات عدّة على ضفة نهر في بكين، مساء الأحد، وردّد بعضهم "نحن كلّنا أناس من شينجيانج! هيا يا شعب الصين"، وفق ما أفاد صحافيّو "فرانس برس" الحاضرون في المكان.

وردّد المتظاهرون النشيد الوطني واستمعوا إلى الخطب، فيما كانت سيّارات الشرطة تنتظر من الجانب الآخر من النهر.

وتظاهر المئات في مدينة ووهان بوسط الصين احتجاجاً على القيود الصحّية. وأظهرت مقاطع فيديو مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحقّقت "فرانس برس" من موقعها الجغرافي، حشداً من السكّان الغاضبين يتجمّعون في هذه المدينة التي اكتُشفت فيها أوّل إصابة بفيروس كورونا في ديسمبر 2019.

وقفة في جامعة بكين

وتظاهر مئات الطلاب من جامعة تسينجهوا المرموقة في بكين، الأحد، كما نُظّمت وقفة احتجاجيّة في جامعة بكين المجاورة لتكريم ضحايا حريق أورومتشي، وفق ما ذكر شاهد لوكالة "فرانس برس"، وكما أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي وقفة احتجاجية ضخمة في معهد الاتصالات في نانجينج (شرق) وتجمعات صغيرة في شيان، في ووهان (وسط)، وقوانجتشو (جنوب)، لكنّ "فرانس برس" لم تتمكن من التحقّق من صحة هذه الصور.

وحظّر الوسم المتعلّق بالاحتجاجات على منصّة "ويبو"، وحذِفت مقاطع الفيديو الحسّاسة من مواقع صينيّة.

وتثير السياسة الصارمة لمكافحة كوفيد-19 استياءً متزايداً في الصين. وجرت تظاهرات متفرّقة شهد بعضها أعمال عنف في عدد من المدن في الأيام الأخيرة، بما في ذلك في أكبر مصنع لهواتف آيفون في العالم يقع في وسط مدينة تشنجتشو، وتملكه شركة "فوكسكون" التايوانية العملاقة. 

شاهد أيضاً:

تصنيفات