تصاعد إصابات كورونا في إيران.. ووزير الصحة: لست مسؤولاً

time reading iconدقائق القراءة - 5
إيرانيون يرتدون كمامات واقية في منطقة مزدحمة في العاصمة طهران، 30 مارس 2021 - VIA REUTERS
إيرانيون يرتدون كمامات واقية في منطقة مزدحمة في العاصمة طهران، 30 مارس 2021 - VIA REUTERS
دبي-الشرق

دافع وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، عن سجله في إدارة أزمة كورونا في البلاد، وقال إن وزارة الصحة ليست مسؤولة عن استيراد اللقاح، وذلك مع تزايد الضغط على المستشفيات الإيرانية جراء تسجيل البلاد حصيلة قياسية من الإصابات الجديدة.

وأضاف نمكي، خلال اجتماع في مدينة خرم آباد الإيرانية أن وزارة الصحة مسؤولة فقط عن "تنظيم عملية التطعيم"، وذلك وفقاً لما ذكره موقع "إيران إنترناشيونال" الإيراني.

ووصف نمكي سجل طهران في احتواء كورونا بأنه يبعث على الفخر، لافتاً إلى أن دولاً (لم يسمها) طلبت عون طهران في التعامل مع الفيروس.

وقال نمكي، بحسب "إيران إنترناشيونال": "إنه لشرف عظيم أن يتم طلب المساعدة من دولة كان يجب أن تطلب هي المساعدة من العالم"، دون أن يدلي بتفاصيل حول طلبات المساعدة هذه في وقت تعتبر فيه أكثر دول الشرق الأوسط تأثراً بفيروس كورونا.

وتأتي تصريحات نمكي بعدما أفادت التقارير الواردة خلال الأسابيع الأخيرة عن سفر العديد من الإيرانيين إلى دول الجوار، مثل أرمينيا، وباكستان، لتلقي اللقاح وكذلك علاج المصابين بكورونا.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، الثلاثاء، عن إصابة 27444 شخصاً بكورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، وهو أعلى رقم تعلنه السلطات الرسمية منذ تفشي الفيروس في إيران، علماً بأنه سبق لمسؤولين إيرانيين أن أكدوا أن الأرقام الرسمية تبقى دون الفعلية.

كما أعلنت السلطات عن 250 وفاة في الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع الحصيلة إلى 87624 وفاة من إجمالي الإصابات البالغة 3.576.148.

أزمة المستشفيات

ووفقاً لموقع "إيران إنترناشيونال"، فقد حذَّر حسين كرمان بور، الطبيب في قسم الطوارئ ومدير العلاقات العامة في النظام الطبي الإيراني، الثلاثاء، من أن "المستشفيات في الوقت الحالي مليئة ومقلقة ومتعبة".

وقال كرمان بور في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا): "نتلقى يومياً عشرات الاتصالات الهاتفية للبحث عن أسرة فارغة في المستشفى. وفي بعض الأحيان يتم حجز المريض على أرضية مركز الطوارئ".

كما أعلن هذا المسؤول الصحي عن وجود "طوابير طويلة" في مستشفيات طهران، وقال: "في المحافظات أيضاً لا يبدو الوضع أفضل من الأوضاع في العاصمة. الأسرة قليلة جداً".

إجراءات إغلاق

ودفع الارتفاع القياسي في الإصابات بكورونا الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات بالإغلاق المؤقت في محاولة لكبح تفشي الفيروس.

وشملت الإجراءات إغلاق الدوائر الحكومية والمصارف قرابة أسبوع في محافظتي طهران وألبرز المتجاورتين، للمرة الأولى منذ بدء جائحة كوفيد-19 مطلع العام الماضي، وذلك بعد نحو أسبوعين من تحذير الرئيس حسن روحاني من "موجة خامسة" للتفشي الوبائي تعود بشكل أساسي لمتحورة دلتا الشديدة العدوى.

وأعلنت الهيئة الوطنية لمكافحة كوفيد-19، الاثنين، أن الإجراءات تشمل إقفال الدوائر الحكومية والمصارف في المحافظتين حتى صباح الاثنين المقبل.

وانعكس الإغلاق بوضوح في شوارع طهران المعروفة بازدحامها المروري، والذي كان، الثلاثاء، أدنى بكثير من المعتاد، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

كما سجّل تراجع كبير في عدد المارة على الأرصفة، بينما أغلقت المصارف والعديد من المحال التجارية المصنفة غير أساسية، أبوابها الحديدية.

وكان روحاني حذَّر السبت على هامش الاجتماع الأسبوعي للهيئة الوطنية لمكافحة كوفيد-19، من أن الالتزام بالإجراءات الوقائية بات "منخفضاً"، معتبراً ذلك من العوامل المساهمة في ارتفاع الإصابات راهناً، إضافة الى الانتخابات الرئاسية في يونيو الماضي، والتنقل "غير الضروري".

وتقتضي الإجراءات الجديدة منع الدخول والخروج من محافظتي طهران وألبرز باستخدام وسائل النقل الخاصة، بحسب الهيئة التي أعادت التذكير بضرورة إقفال المؤسسات التجارية غير الأساسية في المناطق المصنفة عند المستوى الأعلى على مقياس التصنيف الوبائي.

وعرض التلفزيون الرسمي، الثلاثاء لقطات لشرطة السير وهي تمنع السيارات من العبور نحو المحافظات الشمالية التي تشكّل مقصداً سياحياً وصيفياً للإيرانيين.

تعثر اللقاحات

ومنذ بدء جائحة كورونا، لم تفرض السلطات الإيرانية إجراءات إغلاق شامل على غرار تلك التي اعتمدتها العديد من دول العالم، مرجعة ذلك للظروف الاقتصادية الصعبة العائدة بالدرجة الأولى إلى العقوبات الأميركية.

وشكا المسؤولون الإيرانيون من تأثير العقوبات على إمكان استيراد لقاحات مضادة لكوفيد-19، لا سيما لصعوبة القيام بالتحويلات المالية اللازمة من أجل الحصول عليها.

ولا تزال حملة التلقيح الوطنية التي أطلقت في فبراير تمضي بشكل أبطأ مما كان مأمولاً. ومن أصل إجمالي عدد السكان الذي يناهز 83 مليون شخص، تلقى نحو 6,9 ملايين شخص جرعة واحدة من لقاح مضاد لفيروس كورونا، في حين تلقى 2,3 مليون شخص فقط الجرعتين.

وسعياً لتعويض نقص اللقاحات المستوردة، عملت إيران على تطوير مشاريع لقاحات محلية، وأعلنت السلطات في الفترة الماضية، منح موافقة طارئة على استخدام اثنين من هذه اللقاحات.

تصنيفات