لتحقيق "صفر كورونا".. بكين تعيد ملايين السكان إلى العمل عن بُعد

time reading iconدقائق القراءة - 7
أشخاص يصطفون في طابور للخضوع لاختبار فيروس كورونا خارج مركز تسوق في العاصمة الصينية بكين. 5 مايو 2022 - AFP
أشخاص يصطفون في طابور للخضوع لاختبار فيروس كورونا خارج مركز تسوق في العاصمة الصينية بكين. 5 مايو 2022 - AFP
بكين-أ ف ب

بعد انتهاء العطلات الوطنية في الصين، عاد ملايين السكان في العاصمة بكين إلى العمل، بينهم عدد كبير عن بعد، مع إغلاق عشرات من محطات مترو الأنفاق، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا.

وتواصل السلطات الصينية اتباع سياسة "صفر كوفيد" للحد من تفشي كورونا، والتي تقضي بفرض إجراءات إغلاق وفحوص جماعية، بينما تكافح أكبر انتشار للوباء منذ أيامه الأولى.

وأغلقت بكين أحياء بأكملها في العاصمة بسبب عدد قليل من الإصابات. فيما أعلنت تسجيل 50 إصابة محلية بالفيروس، غداة تأكيدها أن سكان تشاويانج، الحي الأكثر اكتظاظاً في بكين، ويضم 3.5 مليون نسمة، يجب أن يعملوا من منازلهم. 

وطلبت السلطات من العاملين المضطرين للتوجه إلى مكاتبهم قيادة سياراتهم بأنفسهم وتجنب التجمعات. كما شجعت سكان حي تونجتشو في بكين، على العمل في منازلهم بينما بقيت عشرات من محطات المترو في جميع أنحاء المدينة مغلقة. 

وشوهد بعض الموظفين وهم يعودون إلى مبانيهم، الخميس، في تشاويانج ويعرضون وثائقهم الصحية التي تسمح بدخول الأماكن.

بكين تخشى مصير شنغهاي

وتتخذ بكين إجراءاتها بحذر بعد الإغلاق الطويل الذي شهدته شنغهاي أكبر مدينة في الصين وأدى إلى نقص الغذاء وحالة من الغضب العام. 

وسجلت شنغهاي، بؤرة الانتشار الأخير للوباء، أكثر من 4600 إصابة معظمها بدون أعراض الخميس. 

وجاءت هذه الإجراءات بعد عطلة هادئة على غير العادة بمناسبة عيد العمال. إذ منعت سلطات العاصمة تناول الطعام في المطاعم وأغلقت الصالات الرياضية.

وتراجعت عائدات السياحة المحلية هذا الأسبوع الذي يعد أحد أكثر المواسم ازدحاماً في الصين، نحو 40% عن معدلها العام الماضي، حسب أرقام رسمية. 

وأعلنت شنغهاي، عاصمة الصين التجارية، الخميس، تسجيل 13 وفاة جديدة يوم الأربعاء انخفاضاً من 16 في اليوم السابق. وسجلت المدينة 4 آلاف و390 إصابة جديدة بكورونا من دون أعراض مقارنة مع 4 آلاف و722 في اليوم السابق. 

وبلغ عدد الإصابات المؤكدة التي ظهرت عليها أعراض 261 مقارنة مع 260 في اليوم السابق.

غضب في شنغهاي

وأثارت الإجراءات الصارمة المتعلقة بفيروس كورونا في شنغهاي غضباً عاماً نادراً، إذ ظل الملايين من سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليوناً عالقين في منازلهم لأكثر من شهر، وبعضهم محاصر داخل مجمعات سكنية تحيط بها أسيجة، بينما يكافح كثيرون لتأمين حاجاتهم اليومية الضرورية.

ولم تعلق السلطات على المستجدات الصحية في إفادة إعلامية لكن عدداً من العامة علقوا على الأمر على الإنترنت.

وقال شخص على منصة ويبو للتواصل الاجتماعي: "أعلنوا أنهم قضوا على الحالات على مستوى المجتمع قبل الأوان".

وعلى الرغم من انخفاض الحالات، تم نصب المزيد من الأسوار في بعض التجمعات السكنية في شنغهاي الأسبوع الماضي، لكن السلطات قالت إن موظفي الشركات التي وضعتها الحكومة على قائمة أولويات الإنتاج يمكنهم التقدم بطلب للحصول على تصريح إذا لم تظهر حالات جديدة في المبنى الذي يعيشون فيه لسبعة أيام.

وظهر فيروس كورونا لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في أواخر عام 2019، وتمكنت السلطات خلال عامين من السيطرة على تفشي المرض إلى حد كبير من خلال عمليات الإغلاق وحظر السفر.

لكن المتحور أوميكرون سريع الانتشار شكل اختباراً صعباً لسياسة "صفر كوفيد" هذا العام، وهي سياسة مهمة للرئيس شي جين بينج الذي من المتوقع أن يحصل على فترة ثالثة غير مسبوقة في رئاسة البلاد في الخريف المقبل.

تراجع النشاط الصناعي

وأظهر تقرير حديث تراجع النشاط الصناعي في الصين إلى أدنى مستوياته منذ فبراير 2020، على ما أظهرت أرقام رسمية، في مؤشر جديد إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها السلطات في إطار تطبيق استراتيجية "صفر-كوفيد".

وسجل مؤشر مديري المشتريات، الأساسي لرصد النشاط الصناعي، 47,4 نقطة في أبريل، أي دون عتبة 50 نقطة التي تفصل بين النمو والانكماش، بينما أعلنت السلطات تزايد "التراجع في الإنتاج والطلب".

وتأتي الأرقام فيما تواجه سياسات بكين الهادفة إلى القضاء على الفيروس، ضغطاً من جراء عودة المتحور "أوميكرون".

والسياسات الصارمة المفروضة، رغم أن العديد من دول العالم تتعلم التعايش مع الفيروس، تسببت بصعوبات اقتصادية متزايدة فيما تعطل تدابير الإغلاق سلاسل الإمداد وتترك البضائع مكدسة في أكثر موانئ الحاويات ازدحاماً في العالم.

وأقر كبير الخبراء في المركز الوطني للإحصاء تشاو قينجهي بأن بعض المؤسسات اضطرت إلى خفض أو وقف الإنتاج، فيما العديد من الشركات شهدت صعوبات نقل متزايدة.

وقال تشاو إن "إنتاج وتشغيل مؤسسات تأثر بدرجة كبيرة" بحسب بيان للمركز أشار أيضاً إلى أن مؤشرات أسعار مواد خام لا تزال "مرتفعة نسبياً".

وتراجع أيضاً مؤشر النشاط غير الصناعي إلى أدنى مستوياته منذ مطلع 2020، على ما أظهرت أرقام المركز، في وقت تستعد لعطلة عيد العمال.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات