اشتباكات بين الجيش الوطني الليبي ومتمردين تشاديين جنوبي البلاد

time reading iconدقائق القراءة - 4
عناصر من قوات الجيش الوطني الليبي في مدينة سبها جنوبي البلاد، 9 فبراير 2019 - AFP
عناصر من قوات الجيش الوطني الليبي في مدينة سبها جنوبي البلاد، 9 فبراير 2019 - AFP
دبي-وكالاتالشرق

وقعت اشتباكات بين الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وقوات متمردة من تشاد في جنوب ليبيا يومي الثلاثاء والأربعاء وفقاً لما ذكره الجانبان.

وذكرت بيانات صادرة عن الجيش الوطني الليبي الذي يسيطر على أغلب شرق وجنوب البلاد، أنه ينفذ عمليات عسكرية ضد ما وصفه بـ"جماعات إرهابية" والمعارضة التشادية، مشيراً إلى أنه نفذ ضربات جوية ويقوم أيضاً بدوريات جوية.

وقالت "جبهة التغيير والوفاق" في تشاد (فاكت) عبر وسائل للتواصل الاجتماعي، إن مواقعها على الخطوط الأمامية تعرضت لهجوم من قوات الجبش الليبي التي تقاتل إلى جانب من وصفتهم بـ"مرتزقة سودانيين وقوات فرنسية"، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز".

واتهمت الجبهة التشادية فرنسا بشن ضربات جوية استهدفت مواقعها، لكن الجيش الفرنسي قال إنه ليست له قوات برية أو جوية في تلك المنطقة.

ووفقاً لصحيفة "المرصد" الليبية، فقد أقرت جبهة التغيير والوفاق بمقتل نائب رئيسها هارون شتي ومساعده علي باغور، إضافة إلى عدد من قادتها وعناصرها، وذلك خلال اشتباكات مع الجيش الوطني الليبي، والقوات المسلحة التشادية. 

عملية عسكرية

وأفادت قناة "ليبيا الحدث"، الثلاثاء، بأنَّ قوات الجيش الوطني الليبي شنّت في أقصى جنوب البلاد عملية عسكرية ضدّ جماعة تشادية مسلّحة معارضة للنظام في نجامينا.

وقالت القناة، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس"، إن "فرقة المهام الخاصة في اللواء طارق بن زياد المُعزّز نفّذت عمليات عسكرية واسعة استهدفت من خلالها المرتزقة وعناصر المعارضة التشادية المتمركزين على الأراضي الليبية" قرب الحدود مع تشاد.

وأضافت أنه خلال هذه العمليات العسكرية "جرى استهداف تمركزاتهم في منطقة تربو بالحدود الجنوبية". 

من جهتها قالت فرقة المهام الخاصة في "لواء طارق بن زياد المعزّز" في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أحد عناصرها.

وأشارت إلى أن "وحدات الفرقة تمكَّنت خلال اشتباكها مع هذه المجموعات المسلَّحة من تدمير عدد من الآليات والمدرَّعات التابعة لها والقضاء على من كان داخلها"، مضيفة أن "مطاردة بقايا هذه المجموعات تستمرّ في المناطق الحدودية".

بدورها، قالت "جبهة التغيير والوفاق" التشادية في بيان إن أحد مواقعها تعرَّض لهجوم شنّه "اللواء المسمّى طارق بن زياد مدعوماً بمعاونين سودانيين وبإشراف ضباط في الجيش الفرنسي من عملية برخان"، مؤكدة أن المعارك دارت "على الأراضي التشادية".

اضطرابات الساحل

وتسلط الاشتباكات، بحسب وكالة "رويترز"، الضوء على مخاطر الاضطرابات في منطقة الساحل الإفريقي حيث تنشط عدة جماعات مسلحة عبر الحدود، ما يتيح مجالاً للمنظمات المتشددة.

وتتمركز العديد من الجماعات المسلّحة المتمرّدة التشادية في ليبيا والسودان أو في مناطق حدودية بين تشاد وهذين البلدين، ومن بينها "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" (فاكت) التي شنّت في 11 أبريل هجوماً على نجامينا قُتل خلاله الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو بعد 3 عقود أمضاها في السلطة.

وإثر مقتل والده أعلن الجنرال محمد إدريس ديبي في أبريل تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسته ونصّب نفسه رئيساً للجمهورية، متعهّداً بإجراء انتخابات "حرّة وديمقراطية" في ختام فترة انتقالية مدّتها 18 شهراً قابلة للتمديد.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي ومقتله في 2011 غرقت ليبيا في حرب أهلية وفوضى أمنية وانقسام سياسي، ولا سيّما بين شرق البلاد وغربها، في نزاعات شاركت فيها ميليشيات محلية ومقاتلون أجانب وجماعات مسلحة.