لندن تنتقد محاكمة "زاغري راتكليف" في إيران وتصفها بـ"التعسفية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمام مقر الحكومة في دوانينغ ستريت بالعاصمة لندن - 26 نوفمبر 2020 - REUTERS
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمام مقر الحكومة في دوانينغ ستريت بالعاصمة لندن - 26 نوفمبر 2020 - REUTERS
لندن-أ ف ب

وصف وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، محاكمة المواطنة البريطانية من أصل إيراني، نازنين زاغري راتكليف، في طهران بأنها "تعسفية".

وأضاف راب عبر حسابه بموقع تويتر، الأحد، أنه "من غير المقبول أن تكون إيران اختارت مواصلة محاكمة ثانية تُعد تعسفية. يجب أن يُسمح لنازنين بالعودة إلى أسرتها في بريطانيا دون تأخر".

وأضاف راب: "سنواصل جهودنا لدعمها بأي طريقة ممكنة".

ومثلت نازنين زاغري راتكليف التي تحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية، مجدداً أمام محكمة في طهران، الأحد، بتهمة "الدعاية" ضد إيران، وذلك بعد أسبوع على انقضاء فترة عقوبتها بالسجن 5 أعوام في قضية أخرى، وسط تنديد من لندن التي تطالب بالسماح لها بمغادرة إيران.

 

وشكلت جلسة الأحد استكمالاً لمسار قضائي بدأ في أكتوبر عام 2017، وأرجئ في نوفمبر 2020.

وبحسب القانون القضائي الإيراني، أمام المحكمة 7 أيام عمل لإصدار قرارها. ونظراً الى أيام العطل في الفترة المقبلة التي تتزامن مع مناسبة السنة الإيرانية الجديدة (اعتباراً من 21 مارس)، ستكون أمام المحكمة مهلة حتى 30 مارس الجاري لإصدار الحكم، علماً بأنه سبق لمحاكم أن تجاوزت المهل القانونية لإصدار الأحكام.

"احتجاز غير محدود"

وبحسب لجنة دعم قضية الناشطة الإيرانية البريطانية، أتيح لنازنين الإدلاء بمرافعة أمام القاضي. وأفادت اللجنة في بيان بأن المتهمة "قالت بوضوح إنها لن تقبل التهم (الموجهة إليها)، لافتة إلى أن كل الاتهامات والأدلة سبق أن قدمت في محاكمتها (الأولى) عام 2016".

وأكدت أنه سبق لها "أن أدينت وحكم عليها" بالسجن لهذه الاتهامات.

وأوضح المحامي حجت كرماني أنه خلال الجلسة "تمت المرافعة" وانتهت إجراءات المحاكمة، مضيفاً "نظراً إلى العناصر التي قدمها الدفاع والمسار القضائي، وأن موكلتي سبق أن قضت فترة الحكم، آمل أن تتم تبرئتها".

ولم تعكس لجنة الدعم تفاؤلاً في بيانها، إذ اعتبرت أن "مستقبل نازنين يبقى غير مؤكد، وهي في الواقع (باتت) في احتجاز غير محدود".

وفي اتصال أجرته "فرانس برس" مع ريتشارد راتكليف، زوج نازنين زاغري راتكليف في لندن، قال هذا الأخير "لم يسبق أن شهدت على حكم تبرئة من محكمة ثورية".

وشدد على أن زوجته تُشكل ورقة "مقايضة سياسية" في قضية دين قديم لبريطانيا في إطار عقد مع إيران، يعود لفترة ما قبل الثورة عام 1979، لم تسدده لندن.

تهمة الإطاحة بالنظام

وكانت زاغري راتكليف الموظفة في مؤسسة "تومسون رويترز"، أوقفت في أبريل 2016 مع ابنتها غابرييلا التي لم تكن بلغت الثانية من العمر حينها، في مطار طهران بعد زيارة لعائلتها. واتهمت بالتآمر لإطاحة بالنظام السياسي في إيران، وهي تهمة نفتها.

وحكم عليها في سبتمبر من العام ذاته بالسجن خمس سنوات، وانقضت فترة محكوميتها في السابع من مارس، علماً بأنها خرجت من السجن في مارس 2020 في أعقاب تفشي فيروس كورونا، وأمضت الأشهر الأخيرة من العقوبة في منزل ذويها مزودة بسوار تعقب إلكتروني.

نازنين تعرضت للتعذيب

ورأت مؤسسة "تومسون رويترز" في بيان أنه "كان يجدر بالصدمة التي تعانيها نازنين زاغري راتكليف منذ 5 أعوام، أن تنتهي الأسبوع الماضي".

وأضافت "عوضاً عن ذلك، المحاكمة الأخيرة والنتيجة المؤجلة هي خطوة متعمدة من أجل تمديد محنتها ومعاناتها"، مشددة على أن "نازنين ضحية بريئة لنزاع سياسي".

وكان زوجها ريتشارد راتكليف، قال في أعقاب انتهاء فترة العقوبة، إن نازنين البالغة من العمر 42 عاماً، شعرت بـ"سعادة غامرة"، و"اعتلت وجهها ابتسامة عريضة".

والجمعة، قالت منظمة غير حكومية، في تقرير سلمته إلى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إن فحصاً طبياً أجري لزاغري راتكليف أظهر تعرضها إلى "سوء معاملة" خلال اعتقالها في إيران، ويجب بالتالي أن تعتبرها لندن "ضحيّة تعذيب".

ونفت السلطات الإيرانية على الدوام الاتهامات بسوء معاملة نازنين.

ولا تعترف السلطات الإيرانية بازدواجية الجنسية، وتتعامل مع مواطنيها الذين يحملون جنسية دولة أخرى على أنهم إيرانيون فقط. وغالباً ما تنتقد طهران المطالبات بالإفراج عن الموقوفين المدانين من مزدوجي الجنسية وتعتبر أنها تدخل في عمل السلطات القضائية المحلية.