واشنطن وحلفاؤها "قلقون" بشأن تقرير أممي حول "منشأ كورونا"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن - REUTERS
واشنطن- أ ف ب

أعربت الولايات المتحدة و13 دولة حليفة لها في بيان، الثلاثاء، عن "قلقها المشترك" حيال تقرير منظمة الصحة العالمية حول منشأ فيروس كورونا، وحثت الصين على السماح للخبراء "بوصول كامل" إلى كل البيانات.

وقالت الولايات المتحدة في بيان مشترك مع عدة دول بينها المملكة المتحدة وإسرائيل وكندا واليابان وأستراليا والدنمارك، فضلاً عن النرويج، إنه "من الضروري أن نعبّر عن قلقنا المشترك من أن دراسة الخبراء الدوليين حول منشأ فيروس سارس-كوف-2 (كورونا) تأخرت بشكل كبير ولم تحصل بشكل كامل على البيانات والعينات الأصلية".

واستبعد تقرير منظمة الصحة العالمية بشكل تام فرضية تخليق فيروس كورونا مخبرياً وتسربه من مختبر في مدينة ووهان الصينية، واعتبر أن انتقال الفيروس من الخفافيش إلى البشر، من خلال حيوان آخر، هو السيناريو الأكثر ترجيحاً.

إتاحة البيانات

وجاء في البيان المشترك أنه "من الضروري جداً أن يسمح لخبراء مستقلين بالحصول الكامل على كل البيانات البشرية والحيوانية والبيئية والأبحاث والطواقم التي كانت معنية في المراحل الأولى للوباء والمهمة في تحديد كيفية ظهور الجائحة"، من دون انتقاد صريح للصين.

وأضاف البيان "نعرب عن هذا القلق ليس فقط لتعلم كل ما هو ممكن حول منشأ الجائحة بل أيضاً لتمهيد الطريق أمام مسار سريع وشفاف ويستند إلى الأدلة للمرحلة الثانية من الدراسة وللأزمات الصحية المقبلة".

وبالإضافة إلى الدول سابقة الذكر، وقعت البيان المشترك أيضاً كل من تشيكيا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفينيا وكوريا الجنوبية.

وأكد البيان أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيعملون مع منظمة الصحة العالمية خلافاً للإدارة الأميركية السابقة في عهد دونالد ترمب.

"تحقيق أعمق"

وطالبت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، بأن يُجري خبراء متخصصون تحقيقاً أعمق حول فرضية تسرّب الفيروس المسبب لجائحة كورونا من مختبر في الصين. 

وقال مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إنه "على الرغم من أن تقرير الخبراء الذين أجروا بين شهري يناير وفبراير من العام الجاري تحقيقات في الصين حول منشأ الفيروس، خلص إلى أن فرضية تسرّب الفيروس من مختبر هي الأقل ترجيحاً، فإن هذا الأمر يتطلّب تحقيقاً أوسع، وعلى الأرجح عبر بعثات جديدة مع خبراء متخصصين، وأنا على استعداد لإرسالهم".  

وانتقد غيبرييسوس "تقييد حصول الخبراء الدوليين على البيانات الأصلية"، مؤكداً أن الخبراء الدوليين "أكدوا وجود صعوبات في الوصول إلى البيانات الأولية" أثناء إقامتهم في الصين، وهو انتقاد علني نادر من قبل مدير المنظمة الأممية لكيفية تعامل بكين مع هذا التحقيق المشترك. 

وأضاف: "آمل أن تستند الدراسات الجديدة المشتركة على تقاسم بيانات بشكل أوسع وأسرع". مشدداً على أن "هذا التقرير بداية مهمة جداً، لكنه ليس كلمة الفصل". 

نتائج متوقعة

ويرتقب أن يعرض الخبراء الدوليون الذين زاروا الصين أخيراً تقريرهم بالتفصيل، الثلاثاء، واستنتاجاتهم التي ترجح انتقال الفيروس من مصدره الحيواني إلى الإنسان عبر حيوان وسيط لم يتم تحديده حتى الآن. 

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، الاثنين، بأن تقرير فريق منظمة الصحة العالمية بشأن منشأ فيروس كورونا المستجد، أكد أن انتقال الفيروس من الخفافيش إلى البشر، من خلال حيوان آخر، هو السيناريو الأكثر ترجيحاً، واعتبر أن نظرية تسرّب الفيروس من مختبر "غير محتملة بشدة".

وذكرت "أسوشيتد برس" أنها تلقّت، الاثنين، ما بدا أنه نسخة شبه نهائية من التقرير، من دبلوماسي مقيم في جنيف، ينتمى لإحدى الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. ولم يتضح هل سيخضع التقرير لتغيير إضافي، قبل نشره أم لا. 

واعتبرت الوكالة أن نتائج الدراسة كانت متوقعة إلى حد كبير، ولم تجب عن تساؤلات كثيرة. وأضافت أن فريق المحققين اقترح إجراء المزيد من البحث في كل مجال، باستثناء فرضية التسرّب في مختبر، في إشارة كما يبدو إلى معهد ووهان لعلم الفيروسات.

وأُرجئ نشر التقرير مرات، ما أثار تساؤلات بشأن احتمال أن تكون بكين تحاول تحريف الاستنتاجات، لمنع تحميلها مسؤولية تفشي الجائحة.