
أقرّت روسيا بأن أذربيجان وأرمينيا لم تلتزما بهدنة لثلاثة أيام توسّطت للتوصّل إليها، إذ تبادل الجانبان اتهامات بانتهاكها، فيما تجدّدت الاشتباكات في إقليم ناجورنو قره باغ.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله في موسكو، خلال محادثات مع نظيره الأرميني زهراب مناتساكانيان: "نرى أن هذه الاتفاقات لم تنفذ بالكامل حتى الآن، والقتال مستمر". وأضاف أن روسيا ستضغط على الطرفين لاحترام وقف النار.
وسيلتقي مناتساكانيان "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتتشارك في رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة. وكان وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف، شارك في اجتماع مماثل في جنيف الأسبوع الماضي.
في الوقت ذاته، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إنه لا يعرف متى ستبدأ المحادثات مع أرمينيا بشأن نزاع قره باغ.
وأفادت وكالة "رويترز" بأن علييف اتهم "مجموعة مينسك" بالتحيّز، وكرّر مطالبته بإشراك تركيا في التسوية، ووصفها بأنها قوة عالمية، نتيجة انخراطها في نزاعات سوريا وليبيا وصراعات دولية أخرى. وزاد: "تركيا هي أيضاً عضو في مجموعة مينسك، فلماذا لا تكون من بين الرؤساء المشاركين؟ حتى لو لم ترغب دول غربية كثيرة في قبولها، فإن كلمة تركيا كبيرة، وهي مستقلة تماماً".
انهيار الهدنة
وكانت باكو ويريفان اتفقتا في موسكو على هدنة إنسانية، تبدأ ظهر السبت، ويُفترض أن تتيح تبادل أسرى وجثامين، لكنها سقطت.
وأفادت وكالة "فرانس برس"، بأن وزارة الدفاع الأذربيجانية اتهمت القوات الأرمينية بالامتناع عن "التزام الهدنة الإنسانية"، مضيفة أنها "حاولت مرات مهاجمة مواقع للجيش الأذربيجاني".
وتابعت أنها دمّرت "عدداً كبيراً من قوات العدوّ"، إضافة إلى دبابة روسية الصنع من طراز "تي-72" وثلاث قاذفات صواريخ "غراد".
في المقابل، أعلنت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أن أذربيجان "تقصف بشكل مكثف الجبهة الجنوبية". وأفاد مركز الإعلام التابع للحكومة الأرمينية بأن "العدو تكبّد خسائر فادحة في الرجال والمعدات العسكرية".
وذكرت "بلومبرغ" أن فهرام بوغوسيان، وهو ناطق رئاسي باسم ناجورنو قره باغ، كتب على "فيسبوك" أن باكو تشنّ "عمليات هجومية في اتجاهات مختلفة من خط المواجهة"، مضيفاً أن القوات الأرمينية تتخذ "خطوات متناسبة لكبحها".
واندلع القتال في الـ27 من سبتمبر الماضي، وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أنه أسفر عن سقوط 25 مدنياً و426 عسكرياً في الإقليم. في المقابل، أعلن مكتب الادعاء العام في باكو سقوط 41 مدنياً أذربيجانياً، علماً أن باكو لم تنشر أرقاماً عن خسائرها العسكرية.