تفاصيل جديدة تعزز فرضية التسرّب المخبري لفيروس كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
عناصر أمن خارج معهد "ووهان لعلم الفيروسات" في مقاطعة هوبي وسط الصين. 3 فبراير 2021 - AFP
عناصر أمن خارج معهد "ووهان لعلم الفيروسات" في مقاطعة هوبي وسط الصين. 3 فبراير 2021 - AFP
دبي -الشرق

قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الباحثين الصينيين الثلاثة الذين أُصيبوا بمرض غير معروف خلال التفشي الأول لفيروس "كوفيد-19"، كان بينهم عالم بارز يعمل على مشروعات بحثية عن فيروس كورونا موّلتها حكومة الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة الأميركية في تقرير، الثلاثاء، أن هوية ودور الباحثين كانا جزءاً من معلومات استخباراتية، استشهد بها مؤيدو الرأي القائل إن الجائحة انتشرت نتيجة تسرّب مخبري، على الرغم من أن طبيعة مرضهم لم تُحدد بعد بشكل قاطع.

وأفادت تقارير استخباراتية أميركية بأن "بن هو"، وهو عالم في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات أجرى أبحاثاً مختبرية حول الطريقة التي تصيب بها فيروسات كورونا البشر، كان واحداً من الباحثين الذين أُصيبوا بالمرض في نوفمبر 2019، وعانوا من أعراض وصفها مسؤولون أميركيون بأنها مشابهة لأعراض "كوفيد-19" أو الأمراض الموسمية. ولم يتوفى أي من الباحثين نتيجة الإصابة بالمرض.

وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بداية الجائحة، التي تسببت في وفاة ما يقرب من 7 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، لا يزال منشأ الفيروس موضع نقاش، كانت له تداعيات على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، والسلامة البيولوجية في العالم، وممارسات البحث الدولية.

3 فرضيات

ولم تجد الفرضية الأولى، المتمثلة في أن الفيروس نشأ بشكل طبيعي، ما يدعمها؛ بسبب عدم تحديد الحيوان الذي نُقل منه، بحسب الصحيفة. وينقسم المجتمع العلمي، ودوائر الاستخبارات الأميركية أيضاً، حول ما إذا كان الفيروس قد تسرب من مختبر، أم انتقل إلى البشر من حيوان مصاب به.

"وول ستريت جورنال" أشارت إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لديه "ثقة معتدلة" في أن الفيروس نشأ نتيجة تسرب مخبري، وأن وزارة الطاقة الأميركية توصلت إلى نفس النتيجة ولكن "بثقة منخفضة".

في المقابل، تعتقد أربعة وكالات استخباراتية أميركية أخرى، بـ"ثقة منخفضة"، أن الفيروس نشأ بشكل طبيعي، بينما لم تقدم وكالة المخابرات المركزية (CIA) أي تقييمات.

ونقلت الصحيفة عن روبرت كادليك، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، قوله إن العلماء الثلاثة أجروا تجارب على فيروسات تاجية ترتبط بفيروس "سارس" في مختبرات تفتقر لمستويات السلامة البيولوجية اللازمة، موضحاً أن ذلك كان من الممكن أن يؤدي إلى عدوى مختبرية.

وأجرى كادليك دراسة خلصت إلى أن حدوث تسرب في مختبر هو السبب الأرجح وراء تفشي "كوفيد-19".

معلومات استخباراتية

وتعتزم أجهزة استخبارات أميركية رفع السرية عن المزيد من المعلومات المتعلقة بأبحاث "بن هو" بشأن منشأ "كوفيد-19" هذا الأسبوع، بموجب قانون أقرّه الكونجرس ووقعه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مارس الماضي.

وقالت الصحيفة إنها لم تتمكن من معرفة ما إذا كانت المعلومات الاستخباراتية التي ستُرفع عنها السرية ستشمل أسماء الباحثين. ورفض ممثلو مدير الاستخبارات الوطنية التعليق على الأمر.

وفي عام 2021، أفادت "وول ستريت جورنال" بأن المعلومات الاستخباراتية الأميركية حول الباحثين المرضى كانت تزيد الضغوط لإجراء تحقيق كامل حول ما إذا كان الفيروس قد انتشر نتيجة تسرب مختبري. ولم يتم الكشف في ذلك الوقت عن أسماء الباحثين، أو مناصبهم في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات، أو حقيقة أن  الحكومة الأميركية كانت تموّل العمل الذي كان يقوم به أحدهم.

وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون للصحيفة، إن الباحثين الثلاثة الذين أصيبوا بالمرض هم: بن هو، ويو بينج، وهو عالم صيني قدم أطروحة في عام 2019 حول الفيروسيات التاجية المرتبطة بفيروس "سارس" التي عُثر عليها في الخفافيش، ويان تشو.

"دور رئيسي"

ويرى مسؤولون حاليون وسابقون، أنه يجب الإشارة إلى "هو" بسبب الدور الرئيسي الذي لعبه في أبحاث فيروسات كورونا التي أجراها في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات. علاوة على ذلك، أظهرت بعض الوثائق أن بعض المشروعات التي عمل عليها "هو"، كانت ممولة من خلال منح مقدمة من الحكومة الأميركية.

ولم يرد "هو" والباحثون الآخرين على طلبات "وول ستريت جورنال" للتعليق على الأمر، فيما قال معهد ووهان لأبحاث الفيروسات إنه ليس لديه جديد بشأن الباحثين، ورفض الإدلاء بتعليقات أخرى. ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب الصحيفة التعليق.

وأشار مكتب مساءلة الحكومة الأميركية (GAO) في تقرير أصدره الأسبوع الماضي إلى أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والمعاهد الوطنية للصحة موّلت بعض الأبحاث التي أُجريت في معهد ووهان. وفي الفترة بين عامي 2017 و2019، أنفقت الوكالتان نحو 1.4 مليون دولار على أبحاث أُجريت في المعهد قبل وقف المنح.

وقال ممثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إن تمويل الأبحاث في مختبر ووهان انتهى في عام 2019، موضحاً أنه كان جزءاً من جهود الوكالة لتحديد واحتواء التهديدات الوبائية. وأضاف أن الوكالة قدمت 815 ألف دولار لمعهد ووهان، و39 ألف دولار لجامعة ووهان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات