"تيجراي" تدفع العلاقات السودانية الإثيوبية إلى أزمة دبلوماسية جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم - 8 فبراير 2021 - AFP
رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم - 8 فبراير 2021 - AFP
القاهرة- الشرق

أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الأحد، استدعاء سفير إثيوبيا للتشاور على خلفية تصريحات مسؤولين لبلاده "بشأن رفض مساعدة السودان في إنهاء النزاع في إقليم تيجراي بدعوى عدم حياده واحتلاله لأراضٍ إثيوبية".

التطورات الأخيرة تهدد بأزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين بعد أقل من شهر على عقد مجلس الأمن جلسة لمناقشة أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على مجرى نهر النيل، وسط اعتراضات مصرية وسودانية.

واندلع صراع مسلح داخل إقليم تيجراي الإثيوبي الواقع على الحدود السودانية، قبل نحو 9 أشهر، تسبب في لجوء الآلاف من أبناء الإقليم إلى السودان.

وأرجعت وزارة الخارجية السودانية في بيان، الأحد، استدعاء السفير إلى "تحديد خيارات السودان في هذا الشأن".

نزاع حدودي بين البلدين

السودان رفض في البيان "الإيحاء الإثيوبي بلعب دور فى النزاع"، واعتبر أن "ادعاء الاحتلال هو استمرار لما درجت عليه إثيوبيا من تجاوز الحقائق في علاقتها بالسودان، وترويج مزاعم لا تملك لها سنداً، ولا تقوم إلا على أطماع دوائر في الحكومة الإثيوبية لا تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها".

ويدور نزاع بين إثيوبيا والسودان حول مناطق بني شنقول والمتيمة والفشقة منذ الترسيم الأول للحدود المشتركة التي يبلغ طولها 753 كيلومتراً بين البلدين، والذي قامت به المملكة المتحدة عام 1902.

وساطة مرفوضة

وأضاف السودان أن "الاهتمام بحل نزاع إقليم تيجراي هو جزء من التزامه بالسلام والاستقرار الإقليمي، وتعبير عن حرصه على استتباب الأوضاع في إثيوبيا والتضامن فيما تواجهه من تحديات".

وأشار إلى أن مبادرة رئيس الحكومة عبد الله حمدوك تأتي في إطار رئاسته لمنظمة إيقاد، وتهدف إلى "تشجيع الأطراف الإثيوبية على التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار والدخول في عملية حوار سياسي شامل للحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا".

وتواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع حمدوك، في 31 يوليو، لبحث تجدد القتال والوضع في إقليم تيجراي.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن تواصل مع رئيس وزراء السودان، الأربعاء، بشأن الصراع في إقليم تيجراي الإثيوبي، واتفقا على دفع الأطراف صوب مفاوضات تقود إلى وقف إطلاق النار هناك.

فرار اللاجئين

وسلطت وزارة الخارجية السودانية الضوء على "المعاناة الإنسانية الكبيرة في إقليم تيجراي"، قائلة إن "التحلّي بالمسؤولية واستبشاع المعاناة الإنسانية الكبيرة في إقليم تيجراي يسوّغان للسودان ولكل قادر على الفعل الإيجابي أن يبذل ما في الوسع من مساعدة".

ولفتت وزارة الخارجية السودانية إلى ما تعانيه بسبب النزاع في إقليم تيجراي باعتبار أن السودان "جار يتعدى إليه الكثير من آثار النزاع ولاسيما اللاجئين".

وقال مسؤول سوداني، وفقاً لموقع سودان تربيون، الاثنين، إن "السلطات المحلية في ولاية كسلا عثرت على نحو 50 جثة في مجرى نهري على ما يبدو لأشخاص فرّوا من الحرب في إقليم تيجراي الإثيوبي".

مجاعة في الإقليم

الحرب التي اندلعت في إقليم تيجراي الإثيوبي أوقعت آلاف القتلى، وفق الأمم المتحدة، في حين حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالوكالة، راميش رجاسينجام، هذا الشهر من أن أكثر من 400 ألف شخص في الإقليم "باتوا يعانون المجاعة".

في مقابل ذلك، قال رئيس اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث الإثيوبية، ميتيكو كاسا، إن الضغط الذي تمارسه دول ومؤسسات غربية لفتح ممر إنساني غرب إقليم تيجراي، للحصول على المساعدات من السودان مباشرة، "أمر غير مقبول".

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن كاسا قوله إن "بعض الدول الغربية ومؤسساتها تمارس ضغوطاً لفتح معبر إنساني عن طريق غرب إقليم تيجراي لتأمين المساعدة الإنسانية"، مضيفاً أن "الحكومة المركزية وحكومة ولاية عفر تبذلان جهوداً كبيرة للوصول إلى شعب الإقليم".

وأضاف أن "جبهة تحرير شعب تيجراي"، التي اتهمها بأنها "تضايق منطقتي أمهرة وعفر في تحدّ لوقف إطلاق النار" الذي وضعته الحكومة من طرف واحد، "صادرت أكثر من 170 آلية محمّلة بالمساعدات كانت متوجهة إلى إقليم تيجراي".

9 أشهر من الاشتباكات

كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي حاز في 2019 جائزة نوبل للسلام، أرسل قوات إلى تيجراي في نوفمبر 2020 لاعتقال ونزع سلاح قادة جبهة تحرير شعب تيجراي الحاكمة في المنطقة، في خطوة قال إنها رد على شنّ الجبهة هجمات ضد معسكرات للجيش الاتحادي.

وعلى الرغم من إعلان آبي أحمد الانتصار في أواخر نوفمبر بعدما سيطرت القوات الفيدرالية على العاصمة الإقليمية ميكيلي، استمر القتال.

وشهد النزاع منعطفاً عندما استعاد مقاتلون موالون لجبهة تحرير شعب تيجراي عاصمة الإقليم ميكيلي أواخر يونيو، حين أعلن آبي وقفاً لإطلاق النار.

ومع ذلك استمرت الاشتباكات وأعلن مسؤولون من 6 أقاليم، إضافة إلى مدينة دير داوا، أنهم سيرسلون مقاتلين لمساندة القوات الحكومية.

اقرأ أيضاً: