قلل خبراء بريطانيون من المخاوف من وجود صلة بين استخدام لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، والإصابة بجلطات دموية نادرة بعد تسجيل وفيات في المملكة المتحدة، مؤكدين أن فوائد اللقاح "تفوق بكثير أي خطر محتمل".
وكانت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية "إم إتش آر إيه" البريطانية، أعلنت، الجمعة، تسجيل 30 حالة نادرة أصيبت بتجلط في الدم بزيادة 25 حالة عما أفادت به سابقاً، بين أكثر من 18 مليون شخص تلقوا لقاح "أسترازينيكا"، حسب صحيفة "غارديان" البريطانية.
وقالت الوكالة للصحيفة البريطانية، إن سبعة ممن تلقوا لقاح "أسترازينيكا"، توفوا بعد تسجيل حالات تجلط دم نادرة.
ونقلت "غارديان" عن الطبيبة جون رين، الرئيس التنفيذي لوكالة "إم إتش آر إيه"، قولها إن الوكالة تواصل إجراء مراجعة شاملة للتقارير، لكن التطعيمات ستستمر.
وأضافت: "فوائد لقاح أسترازينيكا في الوقاية من عدوى كوفيد-19، ومضاعفاته لا تزال تفوق أي مخاطر ويجب على الجمهور الاستمرار في الحصول على لقاحهم عند دعوتهم لذلك".
وتابعت: "نطلب من المتخصصين في الرعاية الصحية الإبلاغ عن أي حالات يشتبه في ارتباطها بالتطعيم ضد كوفيد-19 عبر موقع البطاقة الصفراء لفيروس كورونا".
وقال بول هانتر، أستاذ الطب بجامعة "إيست أنغليا" البريطانية، إن الأعداد الجديدة زادت المخاوف بشأن وجود علاقة سببية محتملة بين جرعة أكسفورد وتجلط الجيوب الأنفية الوريدي الدماغي"، لكنه شدد على أن مثل هذه الحالات لا تزال نادرة للغاية.
وأضاف: "لا يزال خطر الموت أكبر بكثير لدى الأشخاص غير الملقحين مقارنة بالأشخاص الذين تلقوا لقاح (أكسفورد/ أسترازينيكا). لن يثنيني الأمر عن تلقي جرعتي التالية".
"البطاقة الصفراء"
وتعتمد "إم إتش آر إيه" مخطط "البطاقة الصفراء"، وهو نظام لرصد الآثار الجانبية والتفاعلات الدوائية الضارة المشتبه فيها أو غيرها من المخاوف المتعلقة بالأدوية والأجهزة الطبية، ما يسمح بمراقبة سلامة الأدوية واللقاحات الموجودة في السوق.
وتلقت الوكالة 22 تقريراً عن حدوث جلطات دموية في الدماغ تعرف باسم "تجلط الجيوب الأنفية الوريدي الدماغي" (CVST) المقترن بانخفاض عدد الصفائح الدموية، إضافة إلى 8 تقارير عن مشكلات تجلط الدم الأخرى مع انخفاض عدد الصفائح الدموية، بين الحاصلين على لقاح "أكسفورد/ أسترازينيكا" حتى الـ24 من مارس.
ومع ذلك، لا تزال مثل هذه الحالات نادرة، إذ تشير الوكالة إلى أنه بحلول الـ24 من مارس أعطيت 18.1 مليون جرعة من لقاح أكسفورد.
ورصدت الوكالة أيضاً، حالتين من "تجلط الجيوب الأنفية الوريدي الدماغي" بين الأشخاص الذين تلقوا لقاح "بيونتك - فايزر"، ولم يكن أي منهما مقترناً بانخفاض عدد الصفائح الدموية.
والوقت الراهن، يبدو أن معظم أحداث التخثر النادرة هذه تحدث عند النساء دون سن 65 عاماً، ولكن السبب الحقيقي وراء ذلك لا يزال غير واضح.
حذر
وقدمت المملكة المتحدة أول جرعة من اللقاح، لأكثر من 31 مليون شخص، ما يمثل نسبة 46% من عدد سكانها.
وحث رئيس الوزراء، بوريس جونسون، في وقت سابق، الجمعة، "المواطنين على الالتزام بالقواعد وعدم الاختلاط في الأماكن المغلقة خلال عيد الفصح، حتى إذا كانوا تلقوا اللقاح".
وقال، خلال جلسة أسئلة وأجوبة عبر تويتر: "حتى لو كان أصدقاؤكم وأفراد عائلاتكم حصلوا على اللقاح، فهو لا يحمي بنسبة 100%، وهذا هو السبب في أننا يجب أن نكون حذرين".
قيود على "أسترازينيكا"
وتفرض بعض الدول قيوداً على استخدام لقاح "أسترازينيكا"، بينما استأنفت دول أخرى التطعيم مع استمرار التحقيقات في تقارير عن حدوث جلطات دموية نادرة وأحياناً شديدة.
وكانت هولندا، الدولة الأخيرة بين الدول الأوروبية التي أوقفت، الجمعة، استخدام لقاح "أسترازينيكا" لتطعيم من تقل أعمارهم عن 60 عاماً، وسط مخاوف من وجود صلة بينه، وبين الإصابة بجلطات دموية نادرة.
وجاءت الخطوة الهولندية، بعد تسجيل 5 حالات جديدة لنساء، تتراوح أعمارهن بين 25 و65 عاماً، توفيت إحداهن.
وكانت ألمانيا اتخذت قراراً مماثلاً في وقت سابق هذا الأسبوع.
ومن المتوقع أن تحدِّث وكالة الأدوية الأوروبية، توصيتها بشأن هذه المشكلة في الـ7 من أبريل الجاري، وسبق أن أعلنت أمان اللقاح، مثلما فعلت منظمة الصحة العالمية.
وجرى تطوير اللقاح مع جامعة أكسفورد في بريطانيا، وهي من أكثر الدول تضرراً من فيروس كورونا الذي أودى بحياة نحو 127 ألف شخص فيها.
توصية كندية
اللجنة الاستشارية الوطنية للتلقيح في كندا، أوصت، الاثنين الماضي، بتعليق منح لقاح "أسترازينيكا"، للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً، لأسباب تتعلق بالسلامة، لكن لا تحمل التوصية أي طابع إلزامي، ويبقى الأمر متروكاً لكل مقاطعة في كندا لاتباعها أو عدمه.
بيانات محدّثة
في المقابل، أعلنت شركة "أسترازينيكا"، الأسبوع الماضي، أنّ لقاحها، فعال بنسبة 76% في الوقاية من الأعراض المرضية للفيروس، بناء على بيانات محدّثة لنتائج تجربة سريرية أجريت في الولايات المتحدة وبيرو وتشيلي، وبذلك تكون خفّضت نسبة فاعلية لقاحها من 79% قبل صدور النتائج إلى 76%، في خطوة أقدمت عليها بعدما واجهت انتقادات لاستخدامها "معلومات قديمة"، لتحديد مدى فاعلية اللّقاح.
اقرأ أيضاً: