انتخابات البرازيل.. بولسونارو ولولا يتبادلان اتهامات خلال أول مناظرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو  ونظيره السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يظهران على شاشة خلال مشاركتهما في أول مناظرة بمدينة ساو باولو قبل انتخابات الرئاسة - 28 أغسطس 2022 - REUTERS
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ونظيره السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يظهران على شاشة خلال مشاركتهما في أول مناظرة بمدينة ساو باولو قبل انتخابات الرئاسة - 28 أغسطس 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

تبادل الرئيس البرازيلي اليميني جايير بولسونارو، ونظيره السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اللذان يتنافسان بانتخابات الرئاسة المرتقبة في أكتوبر، اتهامات خلال أول مناظرة متلفزة شاركا فيها الأحد، قبل 5 أسابيع من التصويت.

ووصف بولسونارو حكومة لولا بأنها "الأكثر فساداً في التاريخ"، فيما اتهمه الرئيس السابق بـ"تدمير البرازيل"، في المناظرة التي نظمتها شبكة Band TV.

كذلك تعرّض بولسونارو لهجمات من المرشحين الآخرين، سيرو جوميز وسيمون تيبيت، علماً أنهما يتخلّفان في استطلاعات الرأي عن الرئيس الحالي ولولا. وشارك في المناظرة 6 من 12 مرشحاً للرئاسة في البرازيل.

ويُعدّ النقاش المباشر بين بولسونارو ولولا، اللذين يقدّمان اقتراحات مختلفة جذرياً لأضخم اقتصاد في أميركا اللاتينية، أحد المعالم البارزة في الانتخابات، كما أفادت "بلومبرغ".

واتهم بولسونارو (67 عاماً) لولا (76 عاماً) بأنه "لصّ"، مركّزاً على فضيحة عملية "غسل السيارات" التي مسّت شركة "بتروبراس" النفطية العملاقة المملوكة للدولة، خلال عهده.

وأدى التحقيق في هذه القضية إلى سجن لولا، بين عامَي 2018 و2019، بتهم فساد مثيرة للجدل ألغتها المحكمة العليا العام الماضي، بحسب وكالة "فرانس برس".

وخاطب بولسونارو لولا، قائلاً: "حكومتك كانت الأكثر فساداً في تاريخ البرازيل. كانت حكومة كليبتوقراطية، حكومة تقوم على السرقة... لأي سبب تريد العودة إلى السلطة؟ كي تفعل الأمر ذاته في بتروبراس مرة أخرى؟".

وردّ لولا معتبراً أن بولسونارو ينشر "أكاذيب"، واتهمه بالقضاء على النموّ الاقتصادي ومبادرات مكافحة الفقر التي أطلقها، وشكّلت إرثه رئيساً.

وقال: "البلد الذي تركته هو بلد يفتقده الناس، إنه بلد يهتم بالتوظيف، حيث كان للناس الحق في العيش بكرامة ورؤوسهم مرفوعة... هذا هو البلد الذي يدمّره الرئيس الحالي"، كما أفادت "رويترز".

ورغم تبادل الشتائم، التزم المرشحان بقواعد المناظرة وحافظا على سلوك متحضّر نسبياً. لكن التوتر بلغ أوجّه في غرفة الصحافة، حيث كان فريقا المرشحين يتابعان المناظرة، إذ علا صراخ بين أندريه يانونيس، النائب المؤيّد للولا، وريكاردو ساليس، وزير البيئة السابق في حكومة بولسونارو، وتدخل أفراد لإبعادهما عن بعضهما بعضاً، وفقاً لـ"فرانس برس".

برامج اجتماعية

بولسونارو ولولا تطرّقا إلى ملف الفقر، إذ روّج الرئيس لبرنامج المساعدة النقدية Auxilio Brasil الخاص به، الذي تعهد بمواصلته في العام المقبل بدلاً من إنهائه في ديسمبر، علماً أنه يؤمّن 600 ريال (118 دولاراً) لكل أسرة.

أما الرئيس السابق فأشار إلى البطالة والجوع والتضخم، وقارن "برازيل بولسونارو" بـ"برازيل لولا"، متعهداً بأنه سيحسّن حياة المواطنين مرة أخرى، بحسب "بلومبرغ".

واعتمد لولا استراتيجية استحضار ولايتيه الرئاسيتين السابقتين، لكنه لم يقدّم تفاصيل كثيرة بشأن خططه للاقتصاد البرازيلي، البالغ 1.8 تريليون دولار.

ويتصدّر لولا كل استطلاعات الرأي الأساسية، قبل الجولة الأولى من التصويت في 2 أكتوبر، لكن هامش تقدّمه على بولسونارو تقلّص مع إطلاق الحكومة إجراءات تحفيزية، بما في ذلك رواتب نقدية للفقراء وخفض الضرائب على سلع، من البنزين إلى المرافق.

يُضاف إلى ذلك مسألة التضخم، التي تشكّل إحدى أولويات الناخبين، إذ سجلت أسعار المستهلك في يوليو أكبر انخفاض شهري لها منذ عام 1980، بعدما بلغت ذروتها بأكثر من 12%.

مكافحة الفساد

وكان لولا رئيساً بين عامَي 2003 و2010، وتنحّى عن منصبه بوصفه واحداً من أكثر رؤساء البرازيل شعبية، بعد طفرة في السلع أنتجت نمواً اقتصادياً سريعاً وانتشلت الملايين من براثن الفقر.

لكن سمعته، وسمعة حزب العمال الذي ينتمي إليه، اهتزت نتيجة زلات اقتصادية للرئيسة السابقة ديلما روسيف التي خلفته في المنصب، وتحقيقات الفساد.

وانتُخب بولسونارو في عام 2018، في ظلّ موجة كاسحة لمكافحة الفساد. وأقرّت حكومته إصلاحاً طال انتظاره لنظام التقاعد، في عام 2019، لكن معظم أجندته الاقتصادية خرجت عن مسارها، بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.

كما أن مواقفه المثيرة للجدل من الجائحة، وخطابه العدائي بشأن حماية البيئة، ساهما في تقويض شعبيته، ما جعله يتخلّف عن لولا في استطلاعات الرأي، بحسب "بلومبرغ".

وأثار بولسونارو جدلاً، بعد انتقاده نظام التصويت الإلكتروني في البلاد، والمحكمة العليا. وسُئل أخيراً هل سيحترم نتيجة الانتخابات، فكرر مزاعم عن تزوير الاقتراع سابقاً، مستدركاً أنه سيقبل النتيجة "طالما أن التصويت نظيف وشفاف".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات