كعادته كل عام، أثار برنامج رامز جلال الجديد "رامز مجنون رسمي"، الجدل منذ بداية حلقاته التي تبث على قنوات mbc، إذ واجه برنامج المقالب الشهير انتقادات وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تقديم مشاهد وُصفت بأنها "عنيفة" وتعتمد على إيذاء الضيوف نفسياً وبدنياً. وتجاوز الأمر حملات المقاطعة عبر وسائل التواصل، إلى تقديم طلب إحاطة في البرلمان، ودعاوى قضائية وبلاغات عدة تطالب بوقف عرضه.
بدأت الانتقادات بصدور بيان من مستشفى الصحة النفسية" في القاهرة، يطالب بوقف عرض البرنامج لما يتضمنه من "عنف وتعذيب وسخرية، واستهانة بالضيوف وتلذذ بالآلام التي يسببها للآخرين، وممارسة التنمر عليهم والحط من كرامتهم الإنسانية، وسط ضحكات مقدم البرنامج". واعتبر البيان أن ذلك "يتنافى مع آدمية الإنسان والإنسانية التي يجب أن يتعامل الناس بها مع بعضهم، وهذا الأمر يعد بمثابة نشر للسلوكيات المرضية".
وأضاف بيان مستشفى الصحة النفسية أن "اسم البرنامج يسئ إلى المرضى النفسيين، ويمثل تهديدات للصحة النفسية للطفل"، مشيراً إلى أن عرض "أساليب التعذيب" التي يتضمنها البرنامج يؤدي إلى خفض حساسية تلك الممارسات كما يؤدي إلي "انتشارها كالنار في الهشيم".
وحذر البيان مما وصفه بـ"الخطر الوشيك" جراء حدوث ربط شرطي لدى المواطن المصري بين التعذيب بالكهرباء وغيرها من الوسائل "السادية" الأخرى في البرنامج، بالمتعة والدعابة والضحك، وهو ما يماثل "الحض على سلوك إجرامي وتصويره بشكل ساخر"، وفق نص البيان.
واختتم البيان بطلب إلى النائب العام المصري، والمجلس الأعلى للإعلام، بــ"التدخل الفوري وفتح تحقيق عاجل في موضوع البرنامج، ووقف عرضه، حرصاً على الصحة النفسية للمجتمع المصري، وكذلك الذوق العام والقيم النبيلة".
اعتراض برلماني
وفي السياق، تقدّم النائب البرلماني محمد خليفة بـ "طلب إحاطة"، إلى رئيس الوزراء ووزير الإعلام، لوقف عرض البرنامج. وقال خليفة في طلب الإحاطة إن "الهدف من الإعلام نشر الفكر الجيد والمستنير"، لافتاً إلى أن "بهذا البرنامج أثار سلبية على الشباب والأجيال القادمة، وليس له هدف إلا جذب المشاهد لشئ مغاير لتقاليد وعادات المصريين".
كما تقدمت النائبة نادية هنري بطلب إحاطة مماثل وبلاغ للنائب العام، لوقف عرض البرنامج وأكدت أن "البرنامج يؤدي إلى تدمير الأجيال القادمة، ويزرع داخل الأطفال اقتران التعذيب بالكوميديا، ويحثهم على الاستخفاف بمشاعر والآم الشعب".
وتقدم عضو البرلمان مرتضى منصور ببلاغ إلى النائب العام ضد رامز جلال والمسؤولين عن البرنامج لوقفه، والتحقيق معهم في شأن "الجرائم العديدة التي تضمنها البرنامج في حلقاته الثلاثة الأولى"، على حدّ وصف البيان، وأهمها "التدمير والشروع في القتل والترويع والإكراه والإحتجاز من دون وجه حق، والتعذيب واصطحاب حيوانات تثير الذعر".
كما تقدم منصور بشكوى إلى رئيس المجلس الأعلى لتنظيم شؤون الإعلام لوقف عرض البرنامج، مؤكداً أنه "يتضمن جرائم جنائية ومخالفات وتجاوزات جسيمة، لما يحتويه من مظاهر عنف". ودعم منصور البلاغ بإسطوانة مدمجة تتضمن توثيقاً لما وصفه بـ"الجرائم التي يعاقب عليها القانون" التي تضمنها بلاغه.
البرنامج مستمر
من جانبها، التزمت قنوات mbc الصمت أمام الهجوم، واكتفت بإصدار بيان أشارت فيه إلى أن "البرنامج تصدر نسب المُشاهدة عبر منصات التواصل المُختلفة في كل من السعودية، والبحرين، والعراق، والكويت، وليبيا، وقطر، وإحتل المرتبة الثالثة في الإمارات والجزائر، والمرتبة الرابعة في المغرب من بين جميع البرامج والمُسلسلات المعروضه في رمضان".
وأضاف البيان: "وصلت الأرقام الرسمية لمقاطع المُشاهدة خلال اليومين الأول والثاني في العالم العربي إلي 44 مليون مُشاهدة عبر يوتيوب، و53 مليون عبر فيسبوك، و20 مليون عبر سناب شات، و912 ألفاً من خلال تويتر، و37 ألفاً عبر إنستغرام، وبإجمالي مُشاهدات بلغت 118 مليون مُشاهدة، بينما تجاوز عدد مشاهَدات الإعلان الترويجي الخاص بالبرنامج على شبكات التواصل الإجتماعي المُختلفة نحو 34 مليون مُشاهدة حتى الآن".
ونفى مصدر من داخل مجموعة mbc طلب عدم ذكر اسمه، ماتردد في شأن احتمال إيقاف البرنامج خلال الأيام المقبلة، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ"الشرق" أن "عرض البرنامج مستمر في المواعيد المحددة على قنوات ومنصات المجموعة بصورة طبيعية حتى نهاية الحلقات بالكامل".
وكشف المصدر أن "جميع حلقات البرنامج لا تبث إلا بعد الحصول على موافقة من الضيوف، وذلك عقب تعرضهم للمقلب وليس قبله".
والتزم صناع البرنامج الصمت أيضاً، ولم يعلق أياً منهم على الهجوم بناء على اتفاق مع قنوات mbc.