على مدار الـ20 عاماً الماضية أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتسليح الجيش الأفغاني بمعدات حديثة ومتقدمة لتمكنهم من تولي مسؤولية الأمن في البلاد تدريجياً، وتوفير دعم جوي لقواتهم في الحرب ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
أصبحت تلك المعدات في حوزة طالبان بعد سيطرتهم شبه الكاملة على كامل التراب الأفغاني، وهو ما أثار قلق الولايات المتحدة وقوى غربية، من توجيه طالبان لتلك الغنيمة، التي استعرضوها عبر حساباتهم على الإنترنت خلال الأسابيع الماضية، ضدهم لاحقاً.
واستولت طالبان على عدد كبير من الأسلحة المتنوعة بدءاً بالأسلحة الخفيفة والآليات المدرعة إلى طائرات الهليكوبتر التي أمدت الولايات المتحدة القوات الحكومية بها.
وتظهر لقطات مصورة استيلاء طالبان حتى قبل سقوط كابول على مروحيات من طراز بلاك هوك وقاذفات صواريخ وقنابل وآليات مدرعة.
وفي 5 يوليو الماضي، بثت شبكة سكاي نيوز البريطانية، مقطع فيديو لجولة لمراسلتها في أفغانستان، أليكس كرافورد، مع بعض مقاتلي طالبان الذين استعرضوا أمامها حاويات مليئة بصناديق قذائف الآر بي جي، التي لا تزال مغلفة داخل صناديقها، وبنادق رشاشة وعربات همفي، وآليات عسكرية متقدمة.
لكن نزيف الأسلحة الأجنبية الموردة للقوات الأفغانية الحكومية لم يبدأ خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إذ تقدر واشنطن بوست الأميركية في تقرير لها عام 2014 أن القوات الأفغانية فقدت أثر 43% من الأسلحة التي تم توريدها لها، نحو 200 ألف قطعة سلاح.
وفي أغسطس 2017 نشر موقع ميليتاري تايمز، صوراً لمقاتلين أفغان يستعرضون غنائمهم من الأسلحة الأميركية، التي استولوا علىها من القوات الأفغانية في عملية المنصوري.
في التقرير التالي أبرز المعدات والآليات العسكرية، التي أمدت الولايات المتحدة القوات الأفغانية بها، والتي تقع في حوزة طالبان الآن بعد سيطرتها على البلد واستسلام الحكومة.
طائرات الهليكوبتر
حتى يونيو الماضي، امتلكت القوات الأفغانية نحو 200 طائرة، منها 167 فقط قادرة على تنفيذ مهام بحسب المفتش الأميركي العام للجنة إعادة إعمار أفغانستان، وفق موقع ديفينس وان.
بلاك هوك
أظهرت صور نشرت السبت الماضي، سيطرة طالبان على عدد من طائرات الهليكوبتر من طراز "بلاك هوك" وعدد آخر من المروحيات، وتسلمت القوات الأفغانية الشهر الماضي فقط 3 من طراز بلاك هوك.
وتمتلك مروحيات "بلاك هوك"، ذات المحركين ميزات هجومية كبيرة، أملت الولايات المتحدة في أن تساعد القوات الأفغانية ومنحها تقدماً على قوات طالبان مع تزويدها بمحركات مخصصة لأجواء أفغانستان القاسية، وتساعد المروحية في عمليات الإخلاء والإنزال البري، وهي مصممة لتحمل 11 جندياً ومزودة بمدفع رشاش.
طائرات A-29 Super Tucano
على الرغم من القدرات الهائلة لمروحيات بلاك هوك فإن طائرات الـA-29 المقاتلة الخفيفة، أشد فتكاً وأكثر تسليحاً وزودت أميركا القوات الأفغانية بنحو 24 طائرة منها.
توفر طائرات الـA-29 دعم جوي للقوات البرية، ويمكنها إطلاق قنابل موجهة بالليزر، ويمكنها حمل مجموعة واسعة من الأسلحة، وهي مصممة لتكون طائرة قتالية منخفضة التكلفة تعمل في أجواء منخفضة المخاطر.
مروحيات MD-530
امتلكت القوات الأفغانية نحو 50 مروحية من طراز MD050 الهجومية، وهي مزودة برشاشات آلية وصواريخ.
أسلحة آلية وبنادق
زودت الولايات المتحدة القوات الأفغانية بعتاد متقدم من الأسلحة الرشاشة والخفيفة وبنادق القنص وعلى رأس تلك الأسلحة:
بنادق M240
بندقية رشاشة آلية تتسلح بها القوات الأميركية، منذ سبعينات القرن الماضي، وتستخدمه قوات المشاة البحرية، ويتم تركيبه أعلى المدرعات كوسيلة هجومية، ويمكنه إطلاق 650 إلى 950 طلقة في الدقيقة حسب الطراز.
مدفع رشاش M249
مدفع رشاش خفيف يمتاز بسرعة تغيير فوهة إطلاق الرصاص بسرعة، ما يمكن الجندي من استبدال الفوهة الساخنة بأخرى لمنع تعطل الطلقات، يعمل بقوة ضغط الهواء وتصل سرعته القصوى إلى 1000 طلقة في الدقيقة.
بنادق قنص M16
أحد أكثر بنادق القنص الأميركية فتكاً، وسعتها 20 طلقة ويمكنها إطلاق الرصاص حتى مدى 3600 متر، وتمتاز بخفة وزنها، إذ يصل إلى 3.4 كيلوجرام بدون ذخائر، أو 4 كيلوجرامات حال تذخيره بـ30 طلقة.
أجهزة تواصل متقدمة
بحسب موقع "ميليتاري تايم"، فإن طالبان استولت على أجهزة تواصل لاسلكية VHF من طراز Darton PRC 1077، وكذلك أجهزة 2,667 Harris RF-7850M-HH الراديوية في 2017، ومن المرجح استيلاء الحركة على المزيد من أنظمة الاتصالات تلك مع سيطرتهم على المواقع الحكومية والعسكرية وقاعدة بجرام.
"تفاخر بالغنيمة"
انتشرت خلال الأيام الماضية بشكل واسع على مواقع إلكترونية موالية لـ"طالبان"، مقاطع فيديو تُظهر مقاتلين من الحركة يصادرون شحنة أسلحة هنا وهناك، ومعظمها مقدَّم من قوى غربية.
وفي صور أخرى لجنود يستسلمون أمام مقاتلي "طالبان" في مدينة قندوز شمال شرقي البلاد، تظهر آليات مصفّحة ومجهّزة بقاذفات صواريخ بين أيديهم.
وفي مدينة فرح الغربية، يسيّر مقاتلون دوريات في الشوارع على متن آلية رُسم عليها نسر يهاجم أفعى، وهي الشارة الرسمية لأجهزة الاستخبارات الأفغانية.
وقالت جوستين فليشنر من مؤسسة بحوث التسلح أثناء النزاعات "كونفليكت أرمامنت ريسرتش"، إنه على الرغم من أن القوات الأميركية أخذت معها أثناء انسحابها المعدّات المتطورة، فإن مقاتلي طالبان استحوذوا على "مركبات وآليات هامفي وأسلحة خفيفة وذخيرة".
ويرى الخبراء أن هذه "الغنيمة" غير المتوقعة ساعدت إلى حدّ بعيد مقتلي طالبان، الذين بإمكانهم أيضاً الاعتماد على مصادرهم الخاصة للحصول على أسلحة. واتُّهمت باكستان خصوصاً بتمويل مقاتلي الحركة وتسليحهم، وهو ما نفته إسلام أباد على الدوام.