"ميكروبيوم الأمعاء".. مؤشر جديد على تطور التهاب المفاصل

time reading iconدقائق القراءة - 4
سيدة أميركية تعاني من التهاب المفاصل في منزل للمرضى المسنين بولاية نيوجيرسي - 12 مارس 2014 - Getty Images
سيدة أميركية تعاني من التهاب المفاصل في منزل للمرضى المسنين بولاية نيوجيرسي - 12 مارس 2014 - Getty Images
القاهرة -محمد منصور

قالت دراسة جديدة نُشرت نتائجها في دورية "جينوم ميديسن"، إن هناك مؤشراً مهماً على ما إذا كان المريض المصاب بـ"التهاب المفاصل الروماتويدي"، سيتحسن أم لا.

فقد وجدت الدراسة أن التنبؤ بمستقبل التهاب المفاصل الروماتويدي للمريض يمكن أن يكون ممكناً من خلال التركيز على تريليونات البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش في الجهاز الهضمي، والمعروفة باسم "ميكروبيوم الأمعاء". 

وتشير النتائج إلى أن "ميكروبات الأمعاء" ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي يرتبطان ببعضهما البعض.

وهذه هي الدراسة الأولى حتى الآن التي تستخدم بيانات "ميكروبيوم الأمعاء"، للتنبؤ بالتحسن السريري في نشاط مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، بغض النظر عن القياس الأولي لحالتهم أو العلاج السابق.

والتهاب المفاصل الروماتويدي، هو اضطراب مزمن يتميز بالتهاب المفاصل وآلامها التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تآكل العظام والغضاريف وتشوه المفاصل وفقدان القدرة على الحركة. ويصيب هذا المرض ملايين الأشخاص حول العالم.

وأجرى الفريق تحليلاً جينياً دقيقاً شاملاً، يسمى "التسلسل الميتاجينومي" على عينات براز من 32 مريضاً مصاباً بالتهاب المفاصل الروماتويدي في زيارتين سريريتين منفصلتين. 

التنبؤ بمسار المرض

ودرس الفريق العلاقة بين "ميكروبيوم الأمعاء" وأصغر التغييرات ذات المغزى في نشاط المرض السريري. ليجد أن العديد من سمات ميكروبيوم الأمعاء مرتبطة بالتشخيص المستقبلي.

وفحص الباحثون، باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما إذا كان بإمكانهم التنبؤ بما إذا كان المريض سيحقق تحسناً إكلينيكياً أم لا.

وبشكل عام، أدى الأداء التنبؤي إلى دقة تصل إلى 90%، وبالتالي عرض دليلاً على المفهوم القائل بأن دمج ميكروبيوم الأمعاء وتقنية الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون نظرياً وسيلة للتنبؤ بمسار المرض في التهاب المفاصل الروماتويدي.

ويقول الباحثون إنه مع مزيد من التطوير، يمكن لمثل هذه المؤشرات الحيوية التنبؤية تحديد المرضى الذين سيحققون تحسناً سريرياً مبكراً باستخدام علاج معين، وبالتالي تجنيبهم تكلفة ومخاطر العلاجات الأخرى الأقل احتمالية أن تكون فعالة.

مراقبة المرضى

ويمكن لمثل هذه الأدوات اكتشاف المرضى الذين تقل احتمالية تحسن أعراض المرض لديهم، وربما تسمح للأطباء باستهدافهم ومراقبتهم عن كثب. 

ويقول الباحثون إنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، لكننا على الطريق الصحيح نحو تعزيز فهمنا لهذا من أجل تخصيص الدواء لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي.

واشتبه العلماء لبعض الوقت في أن "ميكروبيوم الأمعاء" يلعب دوراً في التهاب المفاصل الروماتويدي، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الالتهابية وأمراض المناعة الذاتية الأخرى. 

وتساعد أعداد الميكروبات الهائلة على هضم الطعام وتنظيم جهاز المناعة والحماية من البكتيريا المسببة للأمراض.

ويؤكد الباحثون أن ميكروبيوم كل شخص فريد من نوعه، ويتكون من مزيج معقد من التأثيرات الجينية والغذائية والبيئية. 

ويمكن أن تسلط هذه الاختلافات الضوء على سبب اختلاف الأعراض بشكل كبير بين مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، مما يجعل من الصعب للغاية علاج والتنبؤ بالنتائج السريرية.

وتكشف الدراسة أن تعديل "ميكروبيوم الأمعاء" لتعزيز النتائج السريرية قد يبشر بالخير كعلاج مستقبلي لالتهاب المفاصل الروماتويدي وهو أمر "يمكن أن يحدث ثورة في كيفية تقديم الرعاية لمرضانا"، بحسب تأكيد الباحثين.