إثيوبيا تتعهد بمواصلة حربها ضد "قوات تيجراي" رغم دعوات التهدئة

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبابة تضررت أثناء القتال بين القوات الإثيوبية وقوات تحرير تيجراي تقف على مشارف بلدة هوميرا - 1 يوليو 2021 - REUTERS
دبابة تضررت أثناء القتال بين القوات الإثيوبية وقوات تحرير تيجراي تقف على مشارف بلدة هوميرا - 1 يوليو 2021 - REUTERS
دبي -الشرقوكالات

اعتبرت الحكومة الإثيوبية، الخميس، أنها على وشك الانتصار في حربها المستمرة منذ عام ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، وتعهدت بمواصلة القتال، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا، حاثاً كافة "الأطراف المتصارعة على بدء مفاوضات سياسية بلا شروط مسبقة".

وقال مكتب اتصالات الحكومة الإثيوبية على فيسبوك، "بعد تقدم المتمردين نحو العاصمة هذه ليست دولة تنهار تحت الدعاية الأجنبية! نحن نخوض حرباً وجودية!".

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الخميس، إلى محاسبة جميع المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في النزاع الإثيوبي.

وقال في الإفادة الصحافية اليومية، إن واشنطن ستراجع "تقرير الأمم المتحدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في النزاع الإثيوبي"، مشيراً إلى أنه سيتم مراجعة التقرير بعناية و"نقدر حقيقة أنه يقدم سرداً واقعياً للانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها جميع الأطراف".

وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان، نشره المنسق الأعلى للشؤون السياسية والخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل، "عدم وجود حل عسكري للأزمة في إثيوبيا"، داعياً "جميع أطراف النزاع إلى تنفيذ وقف إطلاق نار فوري والمشاركة في مفاوضات سياسية دون شروط مسبقة"، مطالباً بـ"الانسحاب الكامل والفوري للقوات الإريترية من الأراضي الإثيوبية".

وأعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه بشأن التصعيد المسلح الأخير في منطقة أمهرة والتقدم العسكري للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وجيش تحرير أورومو ، فضلاً عن القصف الجوي من قبل القوات الجوية الإثيوبية لميكيلي، مشيراً إلى أن "كل هذه الأحداث تهدد بجر البلاد إلى مزيد من الانشقاقات".

ولفت البيان الأوروبي إلى أن "العنف أجبر حوالي 3 ملايين شخص على الفرار من ديارهم، فيما يحتاج أكثر من 5 ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة"، مضيفاً أن "1.5 مليون شخص آخرين في منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين بحاجة إلى مساعدات طارئة أيضاً".

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه لـ"جهود الوساطة الإقليمية والاتحاد الإفريقي بقيادة الممثل السامي أولوسيجون أوباسانجو"، وثقته في أن هذه التحركات ستحقق السلام، مؤكداً "أهمية إطلاق حوار وطني شامل في إطار الدستور الإثيوبي، من أجل تعزيز المصالحة".

التحركات الأميركية

وأفادت مصادر دبلوماسية لـ"الشرق"، في وقت سابق الخميس، بأن المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وتوقعت وكالة "رويترز" أن يضغط المبعوث الأميركي من أجل "وقف العمليات العسكرية في الشمال، والسعي لبدء محادثات لتهدئة الأوضاع".

وحذرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو اس إيد"، من أن "أي زحف باتجاه أديس أبابا سيزيد من عمليات نزوح السكان وارتفاع في الحالات وتفاقم معاناة الشعب الإثيوبي"، مضيفاً أنه "سيزيد ذلك بالتأكيد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وتعقيدات إيصال هذه المساعدات".

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان السفارة الأميركية بأديس أبابا في بيان، سماحها بالمغادرة الطوعية لموظفيها غير الأساسيين وأفراد أسرهم، "بسبب الصراع المسلح والاضطرابات الأهلية والنقص المحتمل في الإمدادات"، مضيفةً أن "السفر إلى إثيوبيا غير آمن ومن المرجح أن يستمر التصعيد"، في حين حذرت الخارجية الأميركية في بيان، مواطنيها من السفر إلى إثيوبيا، في ظل حالة الاضطراب الأمني والسياسي التي تشهدها البلاد. 

وقالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا "إيقاد"، إنه "يتعين على أطراف الصراع في إثيوبيا وقف الأعمال القتالية على الفور والسعي إلى وقف إطلاق النار"، معربةً عن "قلقها الشديد" من تطورات الأزمة.

وحثت الهيئة الأطراف على "التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد والتوتر وحل الخلافات عبر حوار وطني شامل ومصالحة بما يخدم مصالح البلاد والمنطقة".

تهديدات متبادلة

وتشهد إثيوبيا حالة من التوتر، بسبب النزاع المسلح بين القوات الحكومية الفيدرالية وقوات إقليم تيجراي، إذ أعلنت أديس أبابا حالة الطوارئ بعد أن قالت قوات جبهة تحرير تيجراي إنها ستزحف نحو العاصمة.

المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، جيتاشيو رضا، قال لـ"رويترز"، إن "قوات تيجراي موجودة في بلدة كيميسي بولاية أمهرة على بعد 325 كيلومتراً من العاصمة"، متعهداً بـ"تقليل الخسائر البشرية خلال محاولة السيطرة على أديس أبابا".

وفي المقابل، تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي بـ"دفن الأعداء"، وتنفي الحكومة أي تقدم ميداني لقوات تيجراي والمجموعات المتحالفة معها. 

اقرأ أيضاً: