ترشّح لوبان لانتخابات الرئاسة الفرنسية يثير قلق حلفاء ماكرون

time reading iconدقائق القراءة - 4
مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا - REUTERS
مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا - REUTERS
دبي-الشرق

في ظل حالة الفوضى التي تعيشها الأحزاب التقليدية الفرنسية، أبدى حلفاء الرئيس إيمانويل ماكرون "قلقهم" من عدم كفاءة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، وسط توقعات بفوزها في الانتخابات المقررة العام المقبل.

وأعلنت لوبان في وقت سابق هذا الشهر أنها ستخوض الانتخابات الرئاسية في 2022، معربة عن اعتقادها بأن فوزها "أمر محتمل جداً"، إذ ترشحت مرتين سابقاً للانتخابات الرئاسية وانهزمت في آخرها بفارق كبير أمام ماكرون، ولكنها تحتل مركزاً متقدماً في استطلاعات الرأي حول التصويت للانتخابات المقبلة.

ووفقاً لوكالة "بلومبرغ"، فإن استطلاعاً حديثاً أُجري بعد مقتل ضابط شرطة فرنسي الأسبوع الماضي أظهر أن شعبية لوبان قفزت 8 نقاط لتصل إلى 34%، في حين نال ماكرون 35%. 

"خطر حقيقي"

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن كليمنت بيون، وزير الدولة لشؤون الاتحاد الأوروبي، قوله إن "خطر فوز لوبان حقيقي"، لافتاً إلى أن المعركة المحتدمة بين الطرفين تعكس "الجدل الأيديولوجي الكبير في الوقت الحالي". 

وقال كريستوف بويود، عالم السياسة في جامعة غرونوبل إنه "في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يعقب فوزها اضطرابات في مشاريع الإسكان المتنوعة والمحرومة اقتصادياً، كما سيكون المهاجرون والمسلمون في مقدمة صفوف الضحايا".

في حين أشار أنطونيو باروسو، المحلل السياسي في "تينيو"، في مذكرة بحثية إلى أن "فوز لوبان لا يعني أنه من غير المحتمل أن تعيث فساداً"، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه عندما تولت لوبان قيادة الحزب عام 2011 عن والدها، الجندي السابق الذي اتهم بـ"معاداة السامية وتعذيب الجزائريين أثناء حرب الاستقلال"، انطلقت في مشروع طموح لجذب الطبقة السائدة، وكثفت تلك الجهود بقوة بعد هزيمتها أمام ماكرون عام 2017.  

"استبعاد لوبان"

ولم تُثبت لوبان زعيمة حزب "التجمع الوطني" بعد قدرتها على إدارة ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، إذ سيرث الرئيس الفرنسي القادم بلداً عانت فيه الشركات والأسر من أزمة فيروس كورونا، ويقترب فيه الدين العام من 120% من الناتج المحلي الإجمالي.

ويقول مستشارو لوبان إن الأخيرة لديها ما تقوم به لإقناع الناخبين بأنها تمتلك خططاً لمواجهة هذه التحديات، في حين يكافح حزبها من أجل "توفير الموارد التي تحتاج إليها لرسم سياسة مفصلة".

وذكرت "بلومبرغ" أن البنوك الفرنسية تحجم عن إقراض حزب لوبان المثقل بالديون، كما تفتقد لوبان إلى الخبراء الذين يعملون في برامجها.

ويعتقد حزب لوبان أن الفوز سيكون حليفه، إذ قال جان بول غارو، عضو البرلمان الأوروبي والقاضي الذي يقدم المشورة للوبان في القضايا القانونية، إنه "أصبح مقتنعاً بفوزها بعد أن شاهدها على شاشة التلفاز"، مضيفاً: "مهمتنا أن نُظهر أننا لسنا حزباً من المتعصبين أو المتطرفين، هذا التطور سيؤدي بنا إلى الانتصار".  

الاتحاد الأوروبي

وفي لقاء تلفزيوني أجرته مارس الماضي، تحدثت لوبان على مدى ساعتين ونصف الساعة عن سياسات المناخ والنسوية، وقالت إنها "لم تعد ترغب في ترك الاتحاد الأوروبي، بل إصلاحه"، واستشهدت بإحصاءات تتعلق بالدين العام والبطالة.

وحال فوزها على ماكرون المدافع عن المشروع الأوروبي، فإن ذلك سيشكل "صدمة مدوية للاتحاد لا تقل عن صدمته بفوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة لعام 2016". فمن خلال التسلح بقانون حق النقض "الفيتو"، ضد معظم مبادرات الاتحاد الأوروبي، تستطيع لوبان إيقاف نشاط الكتلة بشكل مفاجئ.

وعلى الرغم من أنها لم تضع خططاً مفصلة لسياستها المحلية، إلا أنها ستكون مسؤولة أمام المصوّتين الغاضبين ذوي المستويات التعليمية المتدنية الذين انتقدوا جهود الرئيس ماكرون في الإصلاحات المؤيدة للسوق.