السودان: تعنت إثيوبيا بشأن سد النهضة يحتم علينا التفكير في كل الخيارات الممكنة

time reading iconدقائق القراءة - 5
سد النهضة الإثيوبي والذي تجري مفاوضات بشأنه بين أديس أبابا ومصر والسودان - AFP
سد النهضة الإثيوبي والذي تجري مفاوضات بشأنه بين أديس أبابا ومصر والسودان - AFP
الخرطوم - الشرق

قال فريق التفاوض السوداني بشأن سد النهضة، إن "التعنت" الإثيوبي في هذه القضية، "يحتم على السودان التفكير في كل الخيارات الممكنة لحماية أمنه ومواطنيه، بما يكفله له القانون الدولي".

وأضاف بعد اختتام مباحثات سد النهضة في العاصمة الكنغولية كينشاسا من دون إحراز أي تقدم، أن "إثيوبيا رفضت بإصرار كل الخيارات البديلة والحلول الوسطى التي تقدم بها السودان لمنح دور للشركاء الدوليين (الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية)، في تسهيل التفاوض والتوسط بين الأطراف الثلاثة".

ولفت إلى أنها "أصرت على مواصلة التفاوض بنفس النهج القديم الذي تم تجريبه منذ يونيو 2020، من دون جدوى، وألا يتابع المفاوضات سوى مراقبين يكتفون بالاستماع، ولا يحق لهم التقدم بأي فكرة أو مقترح لمساعدة المتفاوضين".

وأشار إلى أن "السودان طرح مقترح الوساطة الرباعية بعد ثلاثة أشهر من توقف المفاوضات، لتعزيز منهجية التفاوض التي لم تحرز أي نجاح خلال دورة الاتحاد الإفريقي السابقة".

وأكد السودان خلال الاجتماع على "خطورة الإجراءات أحادية الجانب، خاصة بعد تجربة الملء الأول في يوليو الماضي، والتي ألحقت أضراراً فادحة بالسودان تمثلت في شح مياه الري والشرب حتى في العاصمة الخرطوم، عندما احتجزت إثيوبيا 3.5 مليار متر مكعب من المياه خلال أسبوع واحد فقط، من دون إخطار السودان مسبقاً، في حين أنه من المتوقع تخزين 13.5 مليار هذا العام حسب الخطط المعلنة من الجانب الإثيوبي"، مشدداً على أن الخرطوم تؤكد أن هذه الخطوة "مهدد حقيقي لا يمكن قبوله". 

وكانت مصادر في الخارجية السودانية قالت، لـ"الشرق"، إن إثيوبيا رفضت كل المقترحات التي طرحها السودان ومصر، مؤكدة أن الدول الثلاث فشلت في التوصل إلى اتفاق وتوافق حول البيان الختامي. 

من جهتها، أعلنت الخارجية المصرية، الثلاثاء، فشل المباحثات في التوافق على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي، مؤكدة أن الجانب الإثيوبي "تعنت ورفض العودة للمفاوضات". 

واعتبرت الخارجية المصرية في بيان، أن الموقف الإثيوبي، "هو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة". 

وأضافت: "رفضت إثيوبيا المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي للتوسط بين الدول الثلاث، كما رفضت خلال الاجتماع كل المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها مصر وأيدها السودان من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية".

رفض إثيوبي للمفاوضات

وتابعت الخارجية المصرية: "كما رفضت إثيوبيا مقترحاً مصرياً تم تقديمه خلال الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري، ودعمه السودان، بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونغولي، وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة".

وبيّنت أن هذا الرفض، "يثبت بما لا يدع مجالاً للشك قدر المرونة والمسؤولية التي تحلت بها كل من مصر والسودان، ويؤكد رغبتهما الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت هذا الطرح ما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل إلى توافق حول إعادة إطلاق المفاوضات".

واعتبر متحدث الخارجية المصرية، أن "هذا الموقف يكشف مجدداً، غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية، وسعيها للمماطلة والتسويف، من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية، وهو نهج مؤسف يعيه المفاوض المصري جيداً، ولا ينطلي عليه".