يحاول الأطباء فهم أسباب بقاء أعراض فيروس كورونا لمدة طويلة عند بعض المصابين، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأميركية التي قالت إن الأطباء باتوا يطلقون اسم "long Covid" (كوفيد طويل الأمد) على هذه الحالات المرضية.
وقال الدكتور ألفونسو هرنانديز روميو، وهو عضو المركز الأميركي لمكافحة الأمراض المكلف بمتابعة انتشار الوباء، إن "الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد عادة ما يعانون من الإعياء الشديد والصداع وضبابية الدماغ التي يُقصد بها ضعف الإدراك، وذلك لأسابيع بعد التعافي".
وكانت دراسة أعدتها مجلة "لانسيت" الطبية وجدت أن 76% من مجموع 1733 مصاباً بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، استمروا في الشعور بأعراض كورونا لمدة 6 أشهر.
وقال الدكتور هرنانديز ، في إحاطة إعلامية، الخميس، إن شدة الإصابة بفيروس كورونا قد يكون العامل المؤثر في بقاء أعراض الفيروس لفترة طويلة.
ضبابية الدماغ
ونقلت "سي إن إن" عن الأستاذة المساعدة في كلية "إيكان" للطب في نيويورك، أليسون نافيس إن "أكثر الأعراض انتشاراً بين المصابين بكوفيد طويل الأمد هو ضبابية الدماغ".
وأكدت أليسون أن ضبابية الدماغ من الأعراض، وليس مرضاً، موضحةً أنه في بعض الأحيان يتسبب في فقدان الذاكرة لفترة قصيرة، أو فقدان التركيز أو صعوبة العثور على الكلمات عند التحدث.
ولفتت الأستاذة إلى أن ضبابية الدماغ لا تُسجل فقط عند المصابين بكورونا المسنين، مضيفةً أن الأطباء وجدوا أن المصابين من فئات عمرية أخرى، ضمنها المراهقين والشباب والأطفال، اشتكوا من الأعراض ذاتها.
وفي غياب تشخيص عام لمرض "كوفيد طويل الأمد"، تقول أليسون، فإن الأطباء أصبحوا يستهدفون علاج كل عرض على حدة.
العلاج ممكن
وعلى الرغم من أن "كوفيد طويل الأمد" لا يزال لغزاً يحير الأطباء، فإن العلاج منه ممكن، وفقاً لشبكة "سي إن إن".
ونقلت الشبكة عن أليسون نافيس أنه "وبالرغم من أننا لا نعرف الأسباب وراء استمرار الأعراض لفترة طويلة، فإننا نلاحظ أن المرضى المصابين به يتحسنون".
وأضافت أليسون أنه لا يوجد علاج لأعراض ضعف الإدراك أو ضبابية الدماغ قصيرة الأمد، ولذلك يركز الأطباء على مراقبة دم المريض والتعامل مع أي تغيرات غير طبيعية في جريان الدم، والتي قد تكون أحد العوامل المسببة في ضبابية الدماغ.
وأضافت أن الأعراض الأخرى يسهل التعامل معها، لافتةً أنه في حالة تسجيل مشاكل في الجهاز العصبي الودي، يمكن التعامل معها بتقنيات التنفس وتقنيات التأمل.
ويعمل المركز الأميركي لمكافحة الأمراض مع المعهد الوطني الأميركي للصحة ومنظمة الصحة العالمية على فهم مرض "كوفيد طويل الأمد" بشكل أفضل.