قبل 45 يوماً من الانتخابات التشريعية الأميركية، قدم الحزب الجمهوري، الجمعة، البرنامج الذي يعتزم تطبيقه في حال حصل على الغالبية في الكونجرس، والذي يتضمن "معركة شرسة" ضد التضخم والجريمة والهجرة، والدفاع عن "الحرية".
وكشف الجمهوريون الذين تجمعوا في مستودع في ضاحية المعقل الصناعي السابق ببيتسبرج شمال شرقي البلاد، "التزامهم من أجل أميركا"، وهي سلسلة إجراءات تسمح للحزب بتعريف نفسه، بالتوازي مع معارضته لسياسات الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
قال كيفن مكارثي الذي يأمل في أن يصبح الرئيس المقبل لمجلس النواب عقب انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر: "لقد أمضينا آخر عام ونصف العام - جميع الجمهوريين في هذه المجموعة - نتنقل عبر البلاد للإصغاء إلى مشاكلكم والتصدي لما قام به الديمقراطيون".
ولم يتم اختيار هذا المكان من باب الصدفة، فولاية بنسلفانيا المعروفة بمراكزها الحضرية الكبرى كما بصناعاتها المتدهورة، لديها على الأرجح مفتاح الحل في الانتخابات التشريعية.
وأمضى الجمهوريون في البداية دقائق طويلة في التحدث عن أداء جو بايدن والكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بشأن التضخم، وهو المسألة الرئيسية التي يركز عليها أعضاء الحزب منذ شهور لشن هجماتهم.
وقال الزعيم الجمهوري كيفن مكارثي: "بينما كنا نتنقل عبر البلاد من غرف الطعام في المنازل إلى المصانع، سمعنا المشكلة نفسها". وأضاف: "كيف يمكنني ملء خزان سيارتي بالوقود؟ وشراء الطعام والحليب؟".
كما وعد المحافظون بـ"طاقة مصنوعة في الولايات المتحدة" بدون الإشارة إلى تغير المناخ.
ونددت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي بالبرنامج، ووصفته بأنه "دليل إضافي على الالتزام الثابت للجمهوريين في المجلس بسياسة (الرئيس السابق دونالد) ترمب".
الهجرة والأفيون
وغالباً ما اتخذ الحدث شكل الدردشة غير الرسمية مع أشخاص عاديين، انتقدوا جميعهم بشدة فترة العامين تقريباً منذ وصول جو بايدن إلى البيت الابيض.
وأمام هذا التجمع، تطرق الجمهوريون بإسهاب إلى ملف الهجرة، وهو موضوع مثير للجدل في الولايات المتحدة، وأصبح أكثر إثارة للجدل قبل أسابيع من الانتخابات، في حين تتهم المعارضة الديمقراطيين بجعل الحدود مع المكسيك "غير مضبوطة".
في هذا الخصوص، استمع الجمهوريون إلى مسؤول الشرطة المحلي جيمس كاستر، الذي عدد حالات الجرعات الزائدة بـ"فنتانيل" في مقاطعته.
وأضاف أن "هذه الجرعات الزائدة مرتبطة بشكل مباشر بترك حدودنا الجنوبية مفتوحة"، وغالباً ما تكون المكسيك مصدر هذه المواد الأفيونية.
كما وعد الجمهوريون أميركا بـ"مستقبل قائم على الحرية" مع التركيز بشكل خاص على مدارس البلاد التي شهدت في السنوات الأخيرة نقاشات حادة حول تدابير العزل ووضع الكمامات والتلقيح ضد كورونا أو "العنصرية" في مناهج التعليم.
كما تم الاستماع إلى شهادة أم كانت محبطة للغاية لأن أولادها لم يتمكنوا من المشاركة "في احتفالات نهاية السنة والمناسبات الرياضية" أثناء الجائحة. وعلق مكارثي: "للأهل رأي في تربية أولادهم".
ويتوقع المحافظون مواصلة هجماتهم على الرياضيين المتحولين جنسياً، وهي طريقة لتعبئة ناخبيهم حول قضية اجتماعية جديدة، بعد سنوات من النضال ضد الإجهاض.
ومنذ قرار المحكمة العليا الذي ألغى في يونيو الحق الدستوري في الإجهاض في الولايات المتحدة، يبدي الجمهوريون تحفظاً أكبر بشأن هذه القضية، مدركين أن المواقف العنيفة قد تكلفهم غالياً في صناديق الاقتراع.